[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

ثلاثة يتنافسون على سفك الدم السوري: تركيا بتعهدات الالتزام بإسقاط الرئيس الأسد .. والولايات المتحدة التي لا تريد ان تسمع الا ما يناسب الرئيس اوباما، وان لا ترى الا ما يلفت نظره. وبعض العرب الذين لم تستفق فيهم بعد حمية الدم الواحد التي نشك بأنها موجودة عندهم.
لا يريد التركي ان يفهم الحقيقة الأخيرة التي لخصها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله حول سقوط الخيار العسكري في سوريا وان لا حل الا الحل السياسي، ومع هذا يفتش قادتها عن كل ما يؤدي إلى توريط سوريا اكثر، فمن التسجيل الصوتي لمسؤولين اتراك بينهم وزير الخارجية احمد داود أوغلو يبحثون فيه عن عملية ترمي إلى تبرير تدخل عسكري، إلى ما كتبه مؤخرا جدا سيمور هرش حول اعتراف احد رجال الاستخبارات الاميركي من ان رجال رئيس وزراء تركيا اردوغان وبتوصية مباشرة منه وراء الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق في 21 اغسطس الماضي مع اجل تبرير تدخل الولايات المتحدة .. وفي تلك اللحظة الدقيقة التي تقلبت فيها الأمور على جمر الحراك الاميركي، كان العالم ينتظر، فيما كان المسؤولون الاميركيون العارفين بحقيقة من قصف الكيميائي وهم المسلحون وليس النظام، لم يقدموا الحقيقة لآوباما، بل لم يدخلوا افكارا مغايرة لما يملك، وانما تركوه على سجيته وقراراته .. ومؤخرا اعترف اوباما حول عدم توجيه ضربة لسوريا" بأن قدرات الولايات المتحدة لها حدود " .. كما اعترف بشكل قاطع ان " توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ما كانت لتفيد كثيرا ما لم يتورط الجيش الاميركي في تدخل عسكري طويل الأمد في هذا البلد ".
اما العرب الذين يملكون وحدهم على مستوى الكرة الارضية ضادا مضخمة يرن صداها في عقول وقلوب مئات الملايين في اكثر المناطق عملقة في العالم وهو الشرق الأوسط، فلم يفيقوا بعد إلى التوبة .. ما زال بعضهم طموح إلى حدوث معجزة لصالحه تحقق مبتغاه في سوريا .. همه الوحيد اسقاط الرئيس الأسد، ليس مهما ما بعده، فهم لا يقرأون النتائج، ولا يجيدون سوى الكراهية، والكراهية مشروع اعمى يذهب بالتفكير، ولهذا، فهم لا يقدرون حتى كالأميركي ما بعد الأسد على سبيل المثال، ولا يعرفون انه ليس فقط الرئيس بل الرمز المطلوب لوحدة سوريا، واشدد على كلمة الوحدة التي باتت تغلف روح الشعب السوري بأسره الذي عانى وعرف الحقيقة بكامل عناوينها، وان حماية بلده تكمن في بقاء الرئيس الذي يحتضن بجناحيه الوطن السوري بأكمله.
هذا الثلاثي يمكن ادخاله في مجموعة جينيتس لاتفاقه على تدمير سوريا .. يظل الاميركي ابرزهم وقائدهم في حملتهم المثلثة، لأنه يأمر ولا يؤمر، يحرك ويتحرك في آن معا، يخطط بينما هم ينفذون، ينفذ دائما دون مشورتهم، لكنهم مهما ارادوا فلا بد من العودة إليه. دول تعرف حجمها لكن قادتها يكابرون امام شعوبهم، يخاطبونهم باللغة التي تعني انهم من املاكه، فيما الاميركي يضحك في سره من امرهم.