الشعوب الحرة هي من تصنع التاريخ والمجد والنصر والانتصار للحق ضد الظلم وتقدم دروسًا مجانية لنظيراتها في مختلف العالم، هذه حقيقة تاريخية لا تقبل التشكيك.
وإذا كان الشعب الفلسطيني لا يزال يصنع الحدث والتاريخ ويرفع رأس العرب بصموده ونضالاته وتضحياته من أجل فلسطين، مقدمًا في سبيلها نفسه وأمواله رخيصة فداء لها، فإن الشعب السوري هو الآخر يصنع اليوم الحدث والتاريخ والانتصار ويعري الأعداء والمتآمرين جنبًا إلى جنب شقيقه الفلسطيني، مسطرًا أروع الأمثلة مع جيشه العربي السوري في معاني الشموخ والعزة والكرامة والكبرياء وقيمة الوطن السوري الذي ترخص من أجله الأنفس وتهون الحياة.
فالشعب السوري وجيشه الباسل جعلا من الأرض السورية والعربية تتكلم "سوري وعربي" بالاستبسال أمام مؤامرة كونية مركبة من إرهاب عابر للقارات مدعوم بقوى امبريالية استعمارية وقوى عميلة ووكيلة وتابعة، ومن فتن كقطع الليل المظلم، فتن طائفية ومذهبية وعرقية، ناظرة تلك القوى الامبريالية وعميلاتها إلى الفتن الطائفية والمذهبية على أنها الوقود الإضافي إن لم يكن الأساس والأشد في تأجيج نيران الإرهاب.
هذا الاستبسال وهذا الصمود الذي يسطره الشعب السوري وجيشه البطل، كشف حقيقة المؤامرة على سوريا وقطَّع حبالها وعرَّى زيف الشعارات المنافية لواقع حال المواطنين السوريين الذين يتعرضون لأبشع إبادة في الألفية الثالثة، حيث اتخذت من شعارات "الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان" رماحًا ينحر بها
السوريون من الوريد إلى الوريد، ومن لم تطله رماح المؤامرة الإرهابية فمصيره إلى مخيمات اللجوء حيث الانتهاكات والمعاملة غير الإنسانية.
ولذلك حين يجتمع شعب عربي حر وجيش عقائدي يعظِّم معنى الوطن في قامة الشعب السوري وجيشه الباسل، وكذلك حين تجتمع قيادة حكيمة محنكة سياسيًّا ودبلوماسيًّا ومحترِمة لأدوارها تجاه شعبها ووطنها في قامة القيادة السورية، فإنه يحق للمواطن السوري أن ينتشي فرحًا ويرفع رأسه عاليًا لا سيما وهو يسمع كلمات من الرئيس السوري بشار الأسد تزف البشرى بأن "هذا العام ستنتهي المرحلة النشطة من العملية العسكرية في سوريا. بعدها سنتحول إلى ما كنا نقوم به طوال الوقت، محاربة الإرهابيين"، وكذلك حين يسمع تأكيدات قائد المقاومة اللبنانية حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله بأن سوريا تجاوزت مرحلتي التقسيم والتدخل العسكري الأجنبي المباشر.
ويحق للشعب السوري وجيشه الباسل أن يفخرا بقيادتهما السياسية والعسكرية وبنجاحها في تبديد المؤامرة وحبائلها ورد كيد أعداء سوريا في نحورهم في كل مرة يحاولون نسج حبل مؤامرة ليخنقوا به سوريا أو يضيقوا عليها الخناق، بتقطيع كل حبل يحاول المتآمرون لفه على عنق سوريا، وسحب كل الذرائع والمبررات وحرق جميع الأوراق التي راهن عليها معشر المتآمرين، سواء بورقة الكيماوي بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية والتي رتب المتآمرون مؤامرتهم حولها باستخدام سلاح كيماوي ضد المدنيين السوريين وعناصر الجيش العربي السوري، ومحاولة إلصاق التهمة بالجيش العربي السوري، أو بتأمين أماكن لجوء للسوريين الذين هجرتهم العصابات الإرهابية وإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية إليهم وإلى أولئك السوريين المحاصرين من قبل العصابات الإرهابية كما حصل في حمص القديمة حيث أراد المتآمرون توظيف إرهابهم ضد المدنيين السوريين الذين اتخذوا منهم دروعًا بشرية ورقة يضغطون بها على الحكومة السورية، أو التقدم الميداني اللافت للجيش العربي السوري في ملاحقة العصابات الإرهابية وتأمين القرى التي اتخذتها تلك العصابات رهينة ودرعًا لها، بالتوازي مع المصالحات الوطنية وتسوية أوضاع مئات المغرر بهم بعد تسليم أسلحتهم وعودتهم إلى ذويهم.
هذه هي سوريا الحرة القلعة العربية الشامخة تتحطم على جدرانها مؤامرات أعداء الأمة وعملائهم، وترسم مستقبلًا حرًّا لها كتب بالدم والعرق والإرادة والتضحية وحكمة القيادة ولسان حالها يقول: الحر حر مهما تكالبت عليه محن الزمان، والذليل ذليل والعميل عميل حتى لو ارتفع إلى عنان السماء.