الجيش يقضي على عشرات المسلحين بعدرا
دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أهمية استمرار المصالحات القاضية بالمناطق السورية، مؤكدا أن قوة الوضع في الداخل تحمي من مخططات الخارج وتجعلها (تحصيل حاصل)، فيما كثف الجيش السوري من عملياته في ملاحقة المسلحين موقعا العشرات منهم قتلى في عدرا ومحيطها.
وأشار الأسد خلال لقائه بأعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس الحزب إلى أهمية استمرار وتعزيز المصالحات الوطنية وأن يكون للحزب دور أساسي فيها، مؤكدا أنه عندما نكون أقوياء في الداخل فإن كل ما يحصل أو يحاك في الخارج هو تحصيل حاصل.
وشدد الرئيس الأسد على أن تكون هموم المواطنين ومعاناتهم في مقدمة اهتمام البعثيين وأن يكونوا المبادرين لتأمين احتياجات المواطن المعيشية.
من جانبها قالت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء إن رئيس وزراء روسيا سابقاً التقى بالرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً، وإن الأخير أبلغه بأن "المرحلة النشطة" من الحرب في سوريا ستنتهي بحلول نهاية العام الجاري.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن سيرجي ستيباشين الذي كان رئيساً للوزراء عام 1999 في حكومة الرئيس الروسي في ذلك الوقت بوريس يلتسن، ويرأس الآن منظمة خيرية التقى مع الأسد في دمشق الأسبوع الماضي خلال جولة في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة ايتار تاس عن ستيباشين قوله "حين سألته كيف تسير العملية العسكرية قال الأسد: هذا العام ستنتهي المرحلة النشطة من العملية العسكرية في سوريا. بعدها سنتحول إلى ما كنا نقوم به طوال الوقت .. محاربة الإرهابيين."
وأضافت الوكالة أن ستيباشين صرح أيضاً بأنهما ناقشا التعاون الاقتصادي بين سوريا وروسيا.
كما قال ستيباشين "الرئيس السوري قال لي: قل لبوتين إنني لست يانوكوفيتش ولن أرحل أبدا".
وقال ستيباشين "التقيت الرئيس السوري في أحد مقار إقامته" من أجل تأكيد "دعم موسكو الدائم له في مكافحته للإرهاب" و"لشكره على موقفه من تدمير الأسلحة الكيميائية".
الى ذلك اوضح ستيباشين، الذي يرأس اليوم الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وهي منظمة غير حكومية انه "بعكس يانوكوفيتش، ليس لدى الرئيس الاسد اعداء في دائرته المقربة وهو يعلم تماما ماذا يفعل من دون اي شك". واشار الى ان الاسد في صحة جيدة.
في غضون واصلت وحدات من الجيش السوري عملياتها ضد أوكار الإرهابيين ونفذت كمينا محكما قضت فيه على عشرين إرهابيا في مدينة عدرا الصناعية، ودمرت عددا من تجمعات الإرهابيين وأوقعت أعدادا كبيرة منهم بين قتيل ومصاب في حلب وريفها، واستهدفت مجموعات إرهابية في درعا وريفها ودمرت أدوات إجرامها كما دمرت مقر قيادة لإرهابيين في الرستن وداهمت وكرا في حي الغوطة بحمص وصادرت أسلحة وأجهزة اتصال حديثة وأجهزة حاسوب بداخله. فيما سلم 182 مسلحا من مضايا والمعضمية بريف دمشق ممن تورطوا في الأحداث الجارية أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة.
وقتل الراهب اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت الذي وصفه الفاتيكان بأنه "رجل سلام"، برصاص مسلح امام منزله في احد احياء مدينة حمص.
في غضون ذلك كشف الكاتب الأميركي سيمور هيرش في مقال نشرته مجلة لندن ريفيو اوف بوكس أمس ما وصفه بالدور الخطير الذي لعبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولوه في الهجوم الكيميائي الذي نفذته المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية قرب دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي وذلك في محاولة منه لدفع الولايات المتحدة لشن عدوان على سوريا في أعقاب الهزائم التي منيت بها المجموعات الإرهابية المسلحة التي يدعمها أمام الجيش السوري.
وأضاف هيرش في المقال الذي حمل عنوان "الخط الأحمر وخط الجرذ" أن الانقلاب في موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدوله عن مهاجمة سوريا يعود إلى حقائق تكشفت في مخبر بورتون داون في ويلتشاير ببريطانيا وذلك مع حصول مسؤولي الاستخبارات البريطانية على عينات من غاز السارين الذي استخدم في هجوم الغوطة حيث اظهر التحليل بما لا يقبل الشك ان الغاز المستخدم في الهجوم لا يتفق ابدا مع أي مواد كيميائية يمتلكها الجيش السوري وقد وصلت الرسالة بشكل سريع إلى هيئة الأركان الأميركية بأن أي قضية ضد سوريا بهذا الشأن لن تصمد.
ولفت هيرش إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين والقادة العسكريين في الولايات المتحدة الذين كانوا قد رفضوا الدخول في مغامرة عسكرية جديدة خلف أوباما واعتبروا أن الحرب على سوريا غير مبررة وكارثية انتابتهم الشكوك بشأن الدور الذي يلعبه جيران سوريا في الحرب وخصوصا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحاشيته.
ونقل هيرش عن مسؤول استخباراتي أميركي سابق قوله إنه ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الغربية كان من الواضح أن المجموعات المسلحة تتكبد الهزائم في سوريا أمام الجيش السوري وهو ما اثار حنق أردوغان الذي شعر بأنه ترك وحده معلقا من رقبته. على حد قوله.
في غضون ذلك انتخبت الهيئة العامة في ما يسمى الائتلاف الذي تنضوي تحته المعارضة السورية من الخارج هيئة سياسية جديدة، ولم يشمل الانتخاب رئيس الائتلاف ونوابه وامينه العام، بحسب ما اعلن المكتب الاعلامي لرئاسة الائتلاف عقب اجتماع عقد في اسطنبول.