إعفاء مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد
بغداد ــ وكالات: قتل 50 شخصا على الأقل وأصيب نحو 94 آخرون في هجوم استهدف مزارا دينيا بقضاء بلد بمحافظة صلاح الدين، في وقت متأخر مساء أمس الأول الخميس، وتبناها تنظيم "داعش" الإرهابي. يأتي ذلك في وقت أعفى فيه رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس قائد عمليات بغداد ومسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم على خلفية هجوم الكرادة الانتحاري الذي قتل فيه أكثر من 200 شخص وأصيب العشرات.
وأشعل الهجوم الذي استهدف مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي المخاوف مجددا من تصعيد للصراع الطائفي في العراق.
وأعلن "داعش" المسؤولية عن الهجوم وقال في بيان نشر على موقع تلجرام التابع له "ثلاث عمليات بأحزمة ناسفة نفذها عناصرنا في مرقد السيد محمد بمنطقة بلد في جنوب محافظة صلاح الدين." وأمر رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر قوات تابعة له بالانتشار حول المرقد الواقع على بعد حوالي 93 كيلومترا شمال بغداد.
وقالت مصادر أمنية إن رجلا فجر حزاما ناسفا عند البوابة الخارجية للمرقد في حوالي الساعة الحادية عشرة مساء مما سمح لبضعة مسلحين باقتحام الموقع وبدأوا بإطلاق النار على الزائرين الذين تجمعوا للاحتفال بعيد الفطر. وأضافت المصادر إن مسلحا واحدا على الأقل نسف نفسه وسط الحشد في حين أطلق حارس المرقد النار على مسلح آخر فأرداه قتيلا قبل أن يتمكن من تفجير حزامه الناسف. وقالت المصادر إن المرقد تعرض أيضا لنيران قذائف صاروخية أثناء الهجوم. ويأتي الهجوم بعد تفجير ضخم بشاحنة ملغومة أودى بحياة 292 شخصا على الأقل في حي الكرادة في وسط بغداد في مطلع الأسبوع وهو التفجير الأكثر دموية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين في 2003 .
في وقت لاحق، أعلن مجلس محافظة صلاح الدين الحداد لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا الهجوم، وأوضح بيان للمجلس "نعلن الحداد لمدة 3 أيام على أرواح شهداء الحادث الإجرامي في قضاء بلد". من جهة أخرى ذكرت مصادر في تيار شهيد المحراب التابع للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق أن من بين ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف مرقد الإمام السيد محمد عضو مجلس محافظة صلاح الدين السابق مصطفى البلداوي و3 من أبنائه.
إلى ذلك، أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ثلاثة مسؤولين أمنيين في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء الكرادة الذي أوقع 292 قتيلا. وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان إن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أصدر أمس أمرا بإعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، وإعفاء مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم". وقائد عمليات بغداد هو الفريق عبد الأمير الشمري. وجاء قرار العبادي بعد أيام على إعلان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان تقديم استقالته، موضحا أنه قام بهذه الخطوة بسبب "تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية"، مشيرا إلى "خلل أساسي" في هذا القطاع.