القدس المحتلة – الوطن –( ا ف ب) :
شهدت مناطق عدة من الضفة الغربية أمس الثلاثاء حملات دهم واسعة النطاق تركزت فى مناطق رام الله ونابلس والخليل، وطالت 17 مواطنا فلسطينيا على الأقل. بينما اقتحم عشرات المستوطنين وعناصر المخابرات الإسرائيلية، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال الخاصة. وأفادت مصادر محلية لـ ( الوطن ) إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة سلواد شمال شرق رام الله في ساعات الفجر الأولى ، واعتقلت سبعة فلسطينيين وداهمت عدة منازل، وعبثت بمحتوياتها. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت سبعة شبان، بينهم مصابان على الأقل، وهم: أيوب خضر، ومحمد لطفي، وطارق زياد حامد، مصطفى عبد الرؤوف، وصلاح الناطور، ورمزي زغلول، ولطفي حامد. فيما اعتقلت خمسة مواطنين فلسطينيين من قريتي تل وأوصرين بمحافظة نابلس. وكانت عدد من الجيبات الاحتلالية اقتحمت القرية فجر امس ، وفتشت عددا من المنازل، واعتقلت الفلسطيني مالك بلال اشتية (21 عاما). من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال قرية أوصرين جنوب شرق نابلس، واعتقلت أربعة شبان منها. وأفادت مصادر أمنية لـ ( الوطن ) بأن عددا من الجيبات العسكرية اقتحمت القرية وفتشت عددا من المنازل واعتقلت أربعة شبان، وهم: علاء محمود عديلي (20 عاما)، ومحمد عدي عديلي (23 عاما)، وعزام رسمي عديلي (21 عاما)، والفتى مازن نظير عديلي (16 عاما) . في غضون ذلك , اعتقلت قوّات الاحتلال ، ثلاثة مواطنين فلسطينيين من مدينة الخليل، وفتشت منازل في بلدتي بيت أمر وبيت عوا بالمحافظة. وقالت مصادر أمنية لـ ( الوطن ) إن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين خليل عبد الرزاق فريجات ( 21 عاما)، ورمزي فخري الجعبري (28 عاما)، وغسان بدران جابر 33 عاما ، خلال عملية دهم وتفتيش نفذتها في البلدة القديمة من مدينة الخليل وحي حرم الرامة. وأضافت المصادر أن القوات داهمت بلدة بيت أمر شمال الخليل وفتشت منزل المواطن الفلسطيني أحمد خضر أبو هاشم بعد تفجير مدخلة الرئيسي، وفي بلدة بيت عوا جنوبا وفتشت منزل اخر يعود للفلسطيني سمير عيسى أبو الغلاسي. وكانت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت الليلة قبل الماضية ، مواطنة فلسطينية وكاتب عدل في بلدة أذنا غرب الخليل. وذكرت مصادر محلية، لـ ( الوطن ) أن قوات الاحتلال اعتقلت كاتب عدل محكمة دورا المحامي طارق ذيب الطميزي (27 عاما)، وزوجة شقيقه، منى عيسى الطميزي (34 عاما) بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما. وأضافت المصادر أن جنود الاحتلال استولوا على مصاغ ذهبي، وأموال نقدية، وشيكات، كما ألحقوا أضرارا جسيمة بمنزل المحامي خلال تفتيشه، تمثلت بخلع أبوابه وتحطيم أثاثه، إضافة لتفتيش 'بركس' زراعي تعود ملكيته لأحد أشقاء المعتقل. وتابعت المصادر أن جنود الاحتلال داهموا، كذلك، منزل جابر ذيب الطميزي وفتشوه، قبل أن يعتقلوا زوجته منى. على صعيد آخر قال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا لـ ( الوطن ) إن نحو 45 مستوطنًا اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، في حين تواجد عدد كبير من ضباط الاحتلال والمخابرات عند الجامع القبلي المسقوف وصحن قبة الصخرة المشرفة.
وأشار إلى تواجد المئات من طلاب مصاطب العلم ومدارس القدس الذين يشاركون في مشروع "ربيع الأقصى" الذي انطلق أمس الاول الاثنين، ويستمر لمدة أسبوعين. وذكر أن شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى شددت من إجراءاتها الأمنية بحق الداخلين إليه، وفتشت الحقائب، واحتجزت البطاقات الشخصية. ولفت إلى أن حالة من الترقب الحذر تسود باحات المسجد في ظل الدعوات اليهودية لاقتحامه بشكل جماعي خلال الأيام القادمة، وخاصة خلال عيد "الفصح" الاسرائيلي الذي يصادف في الرابع عشر من الشهر الجاري. وبشأن بحث الكنيست ترتيب صلوات اليهود بالأقصى، أوضح أبو العطا أن اللجنة الفرعية التي عينتها لجنة الداخلية في الكنيست استمعت خلال جلستها الاثنين إلى "منظمات الهيكل المزعوم" وادعاءاتهم ومطالبهم بتخصيص أوقات معنية لاقتحام الأقصى، لافتًا إلى أنها لم تخرج بأي توصيات. واعتبر التواجد المكثف لضباط الاحتلال ، بالأقصى بأنه يمهد الطريق لتهيئة الظروف، ولتسهيل الاقتحامات الجماعية الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أنه يأتي في وقت دعت فيه الكثير من الفعاليات الوطنية والإسلامية إلى التواجد المكثف في الأقصى للدفاع عنه. وأكد أبو العطا أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ومن حقهم الدفاع عنه، وأن أي أحداث يتحمل الاحتلال وأذرعه التنفيذية مسؤوليتها الكاملة، مضيفًا "نحن مستمرون بالدفاع عن المسجد الأقصى، وستبذل قصارى جهدنا من أجل ذلك". إلى ذلك هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس الثلاثاء، أربع غرف زراعية في منطقة فرش الهوى غرب الخليل بالضفة الغربية. وقالت مصادر محلية لـ ( الوطن ) إن جرافات الاحتلال ترافقها ما تسمى الإدارة المدنية، داهمت منطقة فرش الهوى المزروعة بكروم العنب واللوزيات، وهدمت أربع غرف زراعية في المنطقة، تعود ملكيتها لكل من بسام الدويك، وعارف الجولاني، وآخرين من عائلة اليازوري. بينما أخطرت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، مواطنين فلسطينيين من قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، بهدم منزليهما، بحجة عدم الترخيص. وأفاد رئيس المجلس قروي الولجة عبد الرحمن أبو التين لـ ( الوطن ) بأن سلطات الاحتلال أخطرت الفلسطينيين نضال شقيرات ومهند حسين حجاجلة بهدم مزليهما الكائنين في منطقة 'عين جويزة' غرب القرية بالهدم بحجة عدم الترخيص وخضوع المنطقة للسيادة الإسرائيلية، وذلك من خلال إلصاق الإخطارين على واجهة المنزلين. وأشار أبو التين، إن منزل شقيرات مكون من طابقين و بئر للمياه وجدار استنادي وهو في مراحله الأخيرة من عملية التشطيب لسكنه، والحال ذاته بالنسبة لمنزل الفلسطيني حجاجله البالغ مساحته 150 مترا من طابق واحد. وأضاف إن منطقة 'عين جويزة' تتعرض منذ فترة إلى تصعيد واضح من قبل الاحتلال حيث أقدمت على هدم عدد من منازل المواطنين الفلسطينيين في السنوات الماضية عدا عن انه قبل أسبوعين أخطرت سبعة منازل بالهدم، إلا أنهم وعبر المحكمة انتزعوا قرارا بتجميد القرار. وناشد أبو التين الهيئات الحقوقية في العالم وأصحاب القرار التدخل سريعا لإيقاف الإجراءات التعسفية بحق سكان الولجة وتحديدا منطقة 'عين جويزة' التي يلفها مخاطرة جمّة. وفي سياق متصل, هاجم مستوطنون مواطنين فلسطينيين يقطنون بجانب مستوطنة "يتسهار" جنوب نابلس التي هدمت قوات الاحتلال مبان بداخلها فجر امس . وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاسيتطان في شمال الضفة الغربية لـ ( الوطن ) إن المستوطنين قاموا باشعال الاطارات وألقوها باتجاه منزل يعود لمواطنة فلسطينية والمحاذية للمستوطنة ايتسهار منذ ساعات الصباح الأولى. وأضاف دغلس أن المستوطنين قاموا بتكسير عدد من المركبات الفلسطينية في ساعات المساء من خلال القاء الحجارة على السيارات المارة على طريق نابلس رام الله مما ادى إلى تحطيم عدد منها. إلى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الثلاثاء في مستوطنة يتسهار في الضفة الغربية المحتلة بين مستوطنين وقوات الأمن الاسرائيلية التي جاءت لهدم مبان "غير قانونية" في المستوطنة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري لوكالة الانباء الفرنسية: قامت قوات الشرطة بتقديم المساعدة لقوات من الجيش والادارة المدنية في هدم خمسة مباني غير قانونية في مستوطنة يتسهار" الواقعة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وبحسب الشرطة الاسرائيلية "عند الانتهاء، شرع بضع عشرات من المستوطنين برشق الحجارة مما أدى الى إصابة ستة من افراد شرطة حرس الحدود إصابات طفيفة"، مشيرة الى ان قوى الأمن الموجودة في المكان قامت بتفريقهم. وأضافت السمري بانه لم يتم اعتقال اي شخص. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجيش وقوات الامن الاسرائيلية تعرضا لهجوم عنيف من سكان هذه المستوطنة التي تعتبر معقلا لنشطاء اليمين المتطرف المؤيدين للاستيطان. وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان مستوطنين اصيبا بالغاز المسيل للدموع. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان المباني التي هدمت شيدت دون إذن من السلطات وكان من المتوقع هدمها. وندد المتحدث باسم مستوطني يتسهار في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي بعمليات الهدم قائلا "هذا عقاب جماعي ضد سكان يتسهار بسبب تصرفات نشطاء عمليات دفع الثمن". وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منهجية تعرف باسم "دفع الثمن" وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الاسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية واسلامية واشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.