الجيش يدمر تحصينات للإرهابيين بدرعا ودير الزور وريفي دمشق وحمص
دمشق ــ الوطن ــ وكالات :
أعلنت قيادة الجيش السوري مساء أمس الأول تمديداً لوقف إطلاق النار في الأراضي السورية لمدة 72 ساعة اعتباراً من الثلاثاء. في وقت أعربت فيه موسكو عن قلقها من تقاعس المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا عن إجراء جولة جديدة من
المفاوضات السورية.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تمديد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة فى سوريا. ولفتت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته "سانا" إلى تمديد مفعول تطبيق نظام التهدئة في جميع أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة 72 ساعة بدءا من صباح أمس الثلاثاء.
ورغم تمديد الهدنة، الا أن القتال تجدد على المحاور الشمالية والغربية والشرقية في ريف حلب وداخل عدد من أحياء المدينة.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله في أن يتميز الحوار مع أنقرة حول تسوية الأزمة السورية بصراحة أكثر بعد تطبيع العلاقات بين الجانبين، وفي الوقت نفسه أعرب عن قلقه من "تقاعس" المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا عن إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية. وأردف الوزير قائلا: "إننا قلقون مما يبديه ستفان دي ميستورا من التقاعس في الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالدعوة إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية، وما يطلقه من تصريحات عن ضرورة أن تتوصل روسيا والولايات المتحدة إلى كيفية إدارة الشؤون المتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا، إذ يلوح بأن الأمم المتحدة وأمانتها لن تجريا جولة جديدة من المشاورات السورية إلا بعد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق".وشدد لافروف قائلا: "إنه موقف غير صائب". وشدد الدبلوماسي الروسي على أنه لا يحق لأحد باستثناء السوريين أنفسهم، تحديد مستقبل بلادهم، مضيفا "ولا يمكن للسوريين أن يحققوا ذلك إلا إثر تحديد مصير المفاوضات". وأضاف أن على اللاعبين الخارجيين، ولا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الرئيسين المتناوبين لمجموعة دعم سوريا، أن يؤثروا على عملية التفاوض السورية، ليحثوا الأطراف السورية على تبني مواقف بناءة والبحث عن حلول وسط. وأضاف لافروف أنه سيعمل خلال محادثاته المرتقبة مع نظيره الأميركي جون كيري أثناء زيارة الأخير إلى موسكو يومي 14 و15 يوليو، من أجل صياغة نهج مشترك يعتمد على المبادئ الواضحة الخالية من أي ازدواجية والمسجلة في قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وأضاف أن موسكو وواشنطن ستعملان مع دي ميستورا لحمله على المثابرة في أداء مهامه. وفي الوقت نفسه قال لافروف إن الجهود الروسية ــ الأميركية المشتركة في هذا السياق لا يمكن أن تحل محل المفاوضات السورية-السورية. وحذر من أن الأحاديث عن تبديل مفاوضات جنيف بالمشاورات الروسية-الأميركية تبعث بإشارات ضارة للغاية إلى المعارضة السورية، وتحديدا لهيئة المفاوضات العليا المنبثقة عن قائمة الرياض، والتي تطرح دائما إنذارات وهي تطالب برحيل بشار الأسد وتحديد "مواعيد قصوى ما" للعملية السياسية. وبشأن محادثاته المرتقبة مع كيري، قال لافروف إنه سيبحث مع نظيره قضية خروقات الهدنة في سوريا من قبل التنظيمات المنضوية تحت لواء "جبهة النصرة" على الرغم من ادعاءات تلك التنظيمات الالتزام بنظام الهدنة. وأردف قائلا: "إننا مصممون على ضمان تنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية بمراعاة تامة للاتفاقات المسجلة في القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي بهذا الشان، وتحديدا فيما يخص استثناء داعش والنصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المدرجة بهذه الصفة ضمن قرارات مجلس الأمن، من نظام وقف إطلاق النار". وأوضح أن القضية الرئيسية التي تعرقل تنفيذ الاتفاقات بهذا الشأن تكمن في أن النصرة "تتلون كالحرباء" ، ولا سيما في ريف حلب، وتنشئ حولها تنظيمات أخرى تدعي بأنها غير تابعة لها وتجاهر باستعدادها للانضمام إلى نظام الهدنة، بموازاة تحالفها الميداني مع النصرة.
ميدانيا، نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري طلعات على تجمعات وأوكار لتنظيم "داعش" في ريف مدينة دير الزور. وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ "سانا" بأن الطيران الحربي السوري دمر آليات بعضها مزود برشاشات لإرهابيي التنظيم وأوقع في صفوفهم قتلى ومصابين خلال غارات على تجمعاتهم في المريعية والجفرة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات جنوب شرق مدينة دير الزور بنحو 10 كم. ولفت المصدر إلى أن سلاح الجو نفذ غارة على أوكار لإرهابيي التنظيم في محيط جبل الثردة على الأطراف الجنوبية لمدينة دير الزور أدت إلى “تدمير آليات ونقاط محصنة والقضاء على عدد من الارهابيين”. ودمر الطيران الحربي السوري أمس الأول رتلا من العربات أغلبها مفخخة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة لتنظيم “داعش” الارهابي في محيط جبل الثردة.
كما نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري طلعات على أوكار ومقرات إرهابيي تنظيم “داعش” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في ريف حمص. وأشار مصدر عسكري في تصريح لـ سانا إلى أن “الغارات تركزت على محيط منطقة الصوامع شرق مدينة تدمر بحوالي 15 كم وأسفرت عن تدمير مقري قيادة لإرهابيي التنظيم". وكان الطيران الحربي دمر أمس الاول آليات لإرهابيي تنظيم “داعش” وقضى على عدد من إرهابييه في طلعات على تجمعاتهم ونقاط تمركزهم ومحاور تحركهم شرق مدينة تدمر وفي محيط بلدة جب الجراح.
وفي درعا البلد اشتبكت وحدات من الجيش والقوات المسلحة مع مجموعات إرهابية منضوية تحت زعامة تنظيم “جبهة النصرة” المرتبط بكيان العدو الإسرائيلي وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد. وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ سانا بأن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت سيارة مزودة برشاش وتحصينات ونقطة رصد للإرهابيين جنوب الجمرك القديم في درعا البلد”. وأضاف المصدر إن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة إرهابية هاجمت نقطة عسكرية في حي المنشية بدرعا البلد وانتهى الاشتباك “بإحباط الهجوم وسقوط جميع أفراد المجموعة بين قتيل ومصاب”. وتنتشر في بعض أحياء درعا البلد مجموعات تكفيرية جميعها منضوية تحت زعامة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وتستهدف الأحياء السكنية المجاورة بالقذائف الصاروخية والهاون.
إلى ذلك أكد مصدر عسكري تدمير عدد من الآليات لتنظيم “داعش” الإرهابي خلال غارات جوية للطيران الحربي السوري على محاور انتشار وتحرك إرهابييه في منطقة المنقورة بريف دمشق الشرقي. وذكر مصدر عسكري في تصريح لـ سانا أن سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ فجر اليوم عدة غارات على تجمعات لتنظيم “داعش” في خان المنقورة جنوب مطار السين بحوالي 40 كم وبير المنقورة شمال المطار ب 25كم. ولفت المصدر إلى أن الغارات أسفرت عن “تدمير آليات محملة بأسلحة وذخيرة وتحصينات ومقرات للتنظيم التكفيري المدرج على لائحة الإرهاب الدولية إضافة إلى سقوط العديد من القتلى والمصابين بين صفوفه”. وتأتي غارات الطيران الحربي في إطار العملية العسكرية للجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوى المؤازرة لاجتثاث الإرهاب في ريف دمشق الشرقي وقطع خطوط وطرق الإمداد عبر البادية إلى التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية.