[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

لأول مرة يحدد الرئيس السوري بشار الاسد نهاية الحرب العسكرية أو " المرحلة النشظة" كما سماها، لكن ذلك لن يعني اغلاق ملف الحرب بشكلها النهائي. هذا التحديد الجديد لم يكن ليحصل لولا دراسة معمقة في ما آلت اليه الامور، وفي ما هو متوقع، في نتائج السقوط المريع للإسلام السياسي كما قال، في حقيقة التراجع المقسط للقوى التي لعبت بالدم السوري، في امكانيات الشعب السوري ووحدته التي لعبت دورا مهما، في قدرات الجيش العربي السوري التي مكن الرئيس السوري من تحديد المسار والمصير.
يمسك الرئيس السوري بأدق التفاصيل الداخلية وبمعارجها الخارجية ليتمكن من قراءة مستقبلها بهذه الطريقة المحددة. صحيح ان العالم الاميركي أو الروسي أو غيره ممن يملكون امكانيات عالية من التفوق التقني تمكنهم من المعرفة الدقيقة للأمور، الا ان الرئيس السوري يبني علمه على مستمسكات واستشرافات وقراءات وعلى شبكة من الخبرات العملانية .. لكننا لن ننسى انه ابن حزب متجذر في التربة العربية السورية، ونعني حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الخبير العريق الذي لن ينسى الشعب السوري ما قدم له من ضمانات حياة على شتى الصعد، وقبلها تلك الملفات المكدسة عن تجربة ذلك الحزب في نضاله الوطني والقومي وفي تحديد مساراته وكشف الحقائق التي يفترض كشفها، وصولا إلى البناء العقائدي الذي نعتقد انه صلّب قواعد الجيش العربي السوري بما جعله العقائدي المتمايز في بلد اختارت اسما لها الجمهورية العربية السورية كي تظل صورة لحن اسمه الجمهورية العربية المتحدة فكان العلم السوري علمها وكان النشيد الوطني روحها الذي يقدم لها الانتصارات المتتالية وهو جيشها .. الا يستحق هذا الجيش ان يكون اسمه الجيش الأول عندما تحققت الوحدة المصرية السورية لتظل مصر محافظة على جيشيها الثاني والثالث حتى اليوم.
انها الأيام التي نرجو ان لا ينساها كل متطلع إلى مستقبل عربي بأن هنالك في مخزون تاريخه حزبا عريقا وتجربة أعرق وخبرة واسعة واكبتها اجيال من المثقفين والسياسيين. ولهذا يصبح كلام الرئيس السوري بشار الاسد رئيس الكلام، كل جملة فيه مركبة من عقيدة ومن خبرة العقيدة ومن طموحها وفهمها الأعمق لمداها التاريخي الذي شغلته كي تحظى بالمستقبل الذي ترمي إليه.
من المؤكد أن العمليات العسكرية أو تلك النشطة ستنتهي كل عام، كلام ليس حلما، انه واقعي لكل من يدرس اليوم ما وصلت إليه الوقائع في سوريا، وكيف هي التحولات العميقة التي تبنى عليها والأثر الذي تتركه وراءها. هي لم تحصل بالصدفة، وليس هكذا يكتب التاريخ، فما صنع في سوريا كان سوري الصناعة، بأيد سورية وبعقل سوري وبجهود خبرة القيادة والشعب ايضا .. واقول خبرة الشعب لأن السوريين اعادوا في هذا الزمن الرديء صناعة سوريتهم بما لا يقدر عليها اي شعب في كتابة كنهه.
سيشكك البعض بتحديدات الرئيس الخبير الممسك بالعراقة من أبوابها، من المؤسف ان التشكيك ناتج عن كراهية شخصية وليس عن تفكير متزن وعقل متوازن، أو عن موقف نقدي قائم على العلم والمعرفة.
كل يوم قادم هو اليوم الذي يحق لنا ان نسميه "اسدي " الحلم لأنه نابع من تلك العراقة التي من المؤسف ان المشككين لا يملكونها ولا يعرفون ماذا يفعلون كما قال السيد المسيح.