مظلة النظام الصحي بالسلطنة تواكب تقديم الرعاية الصحية المناسبة بكوادر مؤهلة
ـ مؤسسات التعليم العالي الأخرى ترفد النظام الصحي بـ (2799) من الفئات الطبية والطبية المساعدة حتى نهاية العام الماضي
- ارتفاع معدلات التحصين بنسبة 100% والسلطنة خالية من مرض شلل الأطفال للسنة السادسة عشرة على التوالي
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي :
خصصت معاهد العلوم الصحية التابعة لوزارة الصحة هذا العام 661 مقعدا دراسيا لخريجي الدبلوم للعام الأكاديمي 2016/2017م ،ليواصلوا تعليمهم العالي بهذه المعاهد التي ستؤهلهم للانخراط بالعمل بالمؤسسات الصحية بالفئات الطبية المساعدة .
يأتي ذلك من إدراك وزارة الصحة بأن نوعية الرعاية الصحية المقدمة تعتمد بشكل كبير على توافر العدد المناسب من القوى العاملـة المؤهلـة بفئاتهـا وتخصصاتها المختلفة حيث أولت الوزارة اهتمامـا بالغا باستراتيجيات دعم وتنمية القوى العاملة بهدف النهوض بمستوى الخدمات الصحيـة في السلطنة وما يؤدي إليه ذلك من تحسن في نوعية الرعاية الصحية المقدمة .
وبلغ عدد خريجي عام 2015م (553) خريجا وخريجة من الفئات الطبية المساعدة من المعاهد الصحية التابعة للوزارة ليبلغ إجمالي الخريجين (12,809) من تلك الفئات على مدى السنوات الماضية بالإضافة إلى تخرج حوالي (2799) من الفئات الطبية والطبية المساعدة من مؤسسات التعليم العالي الأخرى حتى نهاية عام 2015م .
وقد ساهم ذلك في ارتفاع نسب التعمين نظرا لتوالي تخريج أفواج متتابعة من الأطباء العمانيين الأكفاء من جامعة السلطان قابوس بالإضافة إلى مؤسسات التعليم العالي الخاص وما تقوم به المعاهد الصحية والفنية التابعة لوزارة الصحة من تأهيل وإعداد الممرضين والممرضات وبعض الفئات الطبية المساعدة الأخرى.
وتواصل وزارة الصحة اهتمامها وحرصها على تطوير سياسات ومتطلبات الإدارة الصحية من أجل الارتقاء بالعملية الإدارية حتى تكون قادرة على الاستجابة للتحديات التي تفرزها طبيعة النظام الصحي وما تتسم به من تغييرات متلاحقة وقد تمثل هذا الاهتمام في عدة مجالات رئيسية أهمها الاستمرار في دعم نظام المعلومات في كافة مناطق السلطنة كأساس لعملية التخطيط وإدارة الخدمات الصحية واستكشاف جوانب القصور فيها.
وفي مجال ضمان جودة الخدمات الصحية فقد تم تنفيذ برنامج لإعداد وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في مجال ضمان وتحسين الجودة في الخدمات الصحية بما في ذلك ابتعاث بعض الموظفين لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في إدارة الجودة.
وبتوافر الكوادر العاملة في الشأن الصحي وتوفيرها بالشكل المطلوب فقد انعكس ذلك على أن تكون السلطنة بالمقاييس العالمية وما زالت من الدول المتقدمة في مجال تحسين حياة سكانها، حيث احتلت السلطنة مركزاً متقدماً في الحفاظ على حياة الأطفال ، ففي عام 1970م، كان (118) طفلا من كل 1000 مولود حي يموتون قبل السنة الأولى من العمر، وانخفض هذا العدد إلى (45) في عام 1985م ، ثم إلى (7.9) لكل 1000 مولود حي في عام 2014م ، وفي عام 1970م كان (181) طفلا من كل 1000 مولود حي يموتون قبل سن الخامسة ، وانخفض عام 1985م إلى (52) ثم إلى (9.7) عام 2014م ، وهذا التقدم الذي حققته السلطنة من أجل بقاء الطفل ونموه تم الاعتراف به وتوثيقه على المستوى الدولي.
ويعزى التحسن في هذه المؤشرات إلى اهتمام السلطنة بمكافحة أمراض الطفولة الخطرة عن طريق تطبيق برنامج التحصين الموسع الذي استهدف الأمراض الآتية : الدرن (السل الرئوي) والتهاب سنجابية النخاع الحاد (شلل الأطفال) والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والحصبة وتم أيضا إضافة لقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي والحصبة الألمانية والغدة النكافية وطعم المستدمية النزلية النوع ب (هيموفيلس إنفلونزا).
ومنذ يوليو 2003م تم استخدام الطعم الخماسي تماشياً مع التطور الدولي في تطوير إجراءات التحصين ضد الأمراض الخطرة. وفي عام 2008م، تم إضافة طعم ضد المكورات الرئوية وكذلك طعم ضد شلل الأطفال بالحقن كإضافة للطعوم الأخرى ، وبسبب ارتفاع معدلات التحصين بنسب تقارب من 100% بقيت السلطنة خالية من مرض شلل الأطفال للسنة السادسة عشرة على التوالي.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة تيتانوس (كزاز) حديثي الولادة منذ عام 1995م، ومـرض الدفتيريا (أو الخناق) منذ عام 1992م كما أنه لم يتم تسجيل أي من حالات الحصبة في عام 2015م بعد أن كانت (68) حالة في عام 1995م.
وبسبب سرعة انتشار بعض الأمراض المعدية فقد ارتفع معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات خلال عام 2015م من 1383 إلى 1239 لكل ألف طفل أقل من 5 سنوات مقارنة بعام 2010م،وانخفضت معدلات الإصابة بالإسهال لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات خلال عام 2015م من 239 إلى 203 لكل ألف طفل أقل من 5 سنوات مقارنة بعام 2010م كما انخفضت أعداد الحالات المؤكـدة المصابة بالملاريا من (32) ألف حالة عام 1990مإلى (1193) لعام 2010م واستمر هذا الانخفاض في العام 2015م ليصل إلى (822) علما بأن أغلبها حالات عدوى وافدة.