بيروت ـ من احمد اسعد:
قتل ضابط وجندي في الجيش اللبناني بإطلاق النار عليهما في منطقة عكار (شمال) ، بحسب ما افاد مصدر امني، مشيرا الى ان مطلق النار ما لبث ان انتحر بعد ساعات من الجريمة. وقال المصدر ان "دورية للجيش اللبناني تعرضت قرابة الساعة 21,30 من مساء امس لاطلاق نار من سلاح حربي في بلدة فنيدق في قضاء عكار ما تسبب بمقتل ضابط ورقيب، واصابة عنصر ثالث بجروح". واشار المصدر الى ان "هوية مطلق النار كشفت على الفور، وهو جندي فار من الجيش اللبناني قبل حوالى ثلاث سنوات يدعى علي طالب، ومطلوب بمذكرات توقيف عدة" لم يحدد مضمونها. واضاف ان الشاب وهو في الثلاثين من عمره "عمد بعد ساعات الى قتل نفسه باطلاق النار من سلاحه الحربي، بينما كان عمه خلدون طالب الذي يرأس المجلس البلدي في فنيدق مع اعيان من البلدة يحاولون اقناعه بتسليم نفسه الى السلطات". على صعيد اخر اقدم عناصر في الدفاع المدني على تنفيذ اعتصام في عرض البحر معلنين انهم سيبقون فيه حتى اقرار البرلمان اللبناني قانونا لتثبيتهم، ما دفع النواب الى الاسراع في اقرار القانون المذكور امس الاربعاء. وجاء ذلك في خضم اضراب عام نفذه موظفو القطاع العام واساتذة المدارس الخاصة والرسمية ومؤسسات اخرى في لبنان احتجاجا على عدم اقرار مطالب معيشية مزمنة لهم في مجلس النواب والحكومة. وافاد مراسل الوطن ان مجموعة من عناصر الدفاع المدني تجمعوا عند شاطئ الرملة البيضاء في غرب بيروت، ونزلوا ببزاتهم الرسمية في مياه البحر الابيض المتوسط، وابتعدوا عن الشاطئ حتى باتوا غير مرئيين. وكانوا اعلنوا قبل نزولهم انهم لن يخرجوا من المياه قبل اقرار القانون. وشهد يوم أمس تضخم في حركة الاحتجاج النقابية وكم من الاعتصامات المطلبية على وقع المقاربات المتباينة حيال الحقوق والامكانات، ليطال الاحتجاج كل شيء، وصولاً الى البحر سباحة، وانتهى في جزء منه باضراب شامل أمس عطّل أغلب فروع القطاع التربوي كما رسمي من ادارات ومؤسسات، وأنذر بالمزيد من اشكال التصعيد اذا لم تنجح اللجان اشتراح حلٍ شافٍ لمعضلة اقرار سلسلة الرتب والرواتب، في بلد تفتقد خزينته موازنات قادرة على تسديد مستحقات وأموالٍ للصرف ملزمة. وفي برهة احتدام المواقف، الملفت اعلنت الهيئات النقابية تعليق اعتصامها الى الاثنين بناء على وعدٍ من الرئيس نبيه بري. واذا كانت الجبهات المطلبية قد اشتعلت مرة واحدة في وجه حكومة تمام سلام، فإن المشكلة هي في ملعب فريقي السطلة المطالبين بإيجاد الايرادات اللازمة لتغطية السلسلة والرجوع عن قانون الايجارات الذي سيؤدي الى دفع مئات العائلات في الشارع. وأمام هذا الواقع المعيشي الذري والمهتريء، اعتداء قصد نحو المحرمات الوطنية، فالجيش مرة جديدة تحت النار باستهداف مباشر، بعد اشباع اضافي من وجبات التحريض المناطقي والمذهبي، كانت حصيته شهيدان وجريح للجيش في منطقة عكار. ذلك لم يوقف بدء سريان الخطة الامنية بقاعاً وانتشار المزيد من الوحدات العسكرية ما يدل على وجود وجهات، تريد التخريب وضرب السلم الاهلي والخطة الامنية. على صعيد آخر: نعت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان لها كلنً من الملازم الشهيد جو فرفور والرقيب الشهيد فوزي عبد علي اللذين استشهدا مساء أمس الاول أثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل مسلحين في منطقة القموعة عكار، وأعلنت قيادة الجيش في بيان الحاقاً لبيانها السابق المتعلق بالاعتداء الذي تعرضت له دورية تابعة للجيش في منطقة القموعة. ان قوى الجيش تمكنت بعد سلسلة عمليات دهم ومطاردة من توقيف المدعو براء الكك في بلدة فنيدق وهو أحد المتورطين بالاعتداء، فيما عثر على المدعو علي طالب وهو مطلق النار على عناصر الجيش جثة هامدة بعد اقدامه على الانتحار، وقد بوشر التحقيق مع الموقوف باجراء القضاء المختص. وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام أن علي حسين طالب الذي أطلق النار ليل أمس الاول على دورية للجيش اللبناني اقدم على اطلاق النار على نفسه من سلاح حربي كان بحوزته عندما اقترب منه عمه مع مختارين من بلدة فنيدق يطلبان منه تسليم نفسه، وقد تم نقل الجثة الى أحد مستشفيات المنطقة، وفي اطار متصل، نفذ الجيش اللبناني عدة مداهمات في حي المنكوبين وسوق القمح والبرانية والتبانة وجبل محسن في الشمال وأوقف عدداً من المطلوبين.