المنفذ بدأ التخطيط قبل عام ومحققون يتحدثون عن اصابته بمرض نفسي
ميونيخ ـ واشنطن: وضع هجوم ميونيخ الذي نفذه شخص قيل انه مصاب بمرض نفسي وخطط لهجومه قبل عام وكالات المخابرات أمام معضلة رصد اعتداءات المختلين نفسيا.
وقال عدد من المسؤولين عن مكافحة الإرهاب في أميركا وبريطانيا وفرنسا إن الهجمات الأخيرة على المدنيين في الولايات المتحدة وأوروبا كشفت عن ثغرة في جهود وكالات المخابرات في تتبع من تحوم الشبهات حولهم من المتطرفين ومنع حوادث القتل الجماعي.
وقال المسؤولون إن السمة المشتركة بين هذه الهجمات أن منفذها شخص واحد يبدو أن له تاريخا في المرض النفسي دون أن يرتبط أي منها بصلات مباشرة تذكر بالجماعات المتطرفة.
ومن منظور قانوني واستراتيجي يركز المحققون المسؤولون عن مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي على ما تحيكه جماعات العنف القائمة ذات التوجهات العقائدية المعروفة مثل تنظيم داعش من مؤامرات.
ومن الممكن في الولايات المتحدة أن تؤدي القوانين التي تهدف لحماية المواطنين من رقابة الأجهزة الحكومية بما ينال من خصوصياتهم إلى تقييد التحقيق مع أفراد ما لم تربطهم صلات مؤكدة بجماعات إرهابية خارجية.
وقال المسؤولون عن مكافحة الإرهاب إن المهاجمين في موجة الاعتداءات الأخيرة لهم سجل واضح في المرض النفسي. ومن هذه الأحداث إطلاق النار في ملهى للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا وقتل نائبة بريطانية في شمال انجلترا وقتل رجال الشرطة في باتون روج بولاية لويزيانا وفي دالاس بولاية تكساس وعملية الدهس بشاحنة خلال الاحتفالات بيوم الباستيل في مدينة نيس الفرنسية وحادث إطلاق الرصاص يوم الجمعة الماضي بأحد المراكز التجارية في ألمانيا.
وتحدث المسؤولون مشترطين عدم نشر أسمائهم أو الوكالات التي يعملون بها.
ويوم السبت قال هوبيرتوس اندريه رئيس الشرطة في ميونيخ إن المسلح الذي نفذ الهجوم في المركز التجاري بالمدينة ـ وذكرت أنباء أن اسمه علي ديفيد سنبلي ـ كان يعالج من مرض نفسي قبل الاعتداء وإنه كان مهووسا بفكرة القتل الجماعي. ولم يكن له سجل إجرامي أو أي صلات معروفة بالجماعات المتطرفة.
وقد أطلق الشاب وهو ألماني من أصول ايرانية عمره 18 عاما ومن سكان المدينة النار فقتل تسعة أشخاص قرب مركز أولمبيا التجاري.
وتتناقض الأساليب في تلك الاعتداءات تناقضا حادا مع الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر الماضي وفي بروكسل في مارس ونفذتها جماعات من المتشددين تربطها صلات مباشرة بتنظيم داعش.
وقال المسؤولون إن النظم الحالية لجمع المعلومات عن المتطرفين لا تستهدف رصد من لهم سجل في المرض النفسي من الأفراد ممن يصادفون أشخاصا أو دعايات من الممكن أن تحرضهم على ارتكاب أعمال عنف.
ففي الهجوم الذي وقع في أورلاندو قال المحققون إن مرتكبه شاهد دعايات ارهابية على الانترنت ربما بثها داعش. غير أن ما تلا ذلك من تحريات لم يسفر عن ظهور أدلة على أن عمر متين مطلق النار في أورلاندو تربطه أي صلة مهمة بالتنظيم أو بأي جماعات متطرفة أخرى.
وقد اعتقل المحققون الفرنسيون خمسة يقال إنهم متواطئون في اعتداء نيس لكن مسؤولا أميركيا في مجال مكافحة الارهاب ومسؤولا فرنسيا قالا إن المحققين لم يعثروا حتى الآن على أدلة تشير إلى أن الهجوم تم بتوجيه من متطرفين أجانب.
وربما تمثل حالة متين أفضل مثال على صعوبة رصد ما يعده أفراد ممن لهم سجل في المرض النفسي من هجمات دون معاونة من أحد أو منعهم من ارتكابها.
وسلم مسؤولون اتحاديون بأن مكتب التحقيقات الاتحادي ظل على مدى عشرة أشهر في عامي 2013 و2014 يجري تحريات عن متين بعد أن قيل إنه تباهى أمام زملائه في العمل بأن له صلات بتنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى.
من جانب آخر قال مسؤول بولاية بافاريا الألمانية إن منفذ هجوم ميونيخ الذي قتل تسعة أشخاص يوم الجمعة بدأ في التخطيط له قبل عام وذلك بعد أن زار موقع إطلاق نار بمدرسة في جنوب غرب ألمانيا عام 2009 مما أسفر عن سقوط 15 قتيلا.
وقال روبرت هايمبرجر رئيس مكتب مكافحة الجريمة في الولاية إن المواد التي عثر عليها في منزل المسلح ـ وهو ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاما ـ أظهرت أنه كان يمارس ألعاب الفيديو العنيفة كثيرا واشترى السلاح الذي استخدمه في الهجوم وكان مسدسا من طراز جلوك 17 من على الإنترنت عبر موقع لا يمكن زيارته إلا عن طريق برمجيات خاصة.
وأضاف أن والدي المسلح ما زالا في حالة صدمة ولم يتسن إجراء مقابلة معهما. وذكر مسؤول في مكتب الادعاء بالولاية أن ضحايا هجوم ميونيخ لم يكونوا زملاء المسلح في الفصل.