بغداد ـ وكالات: قتل سبعة أشخاص بينهم خمسة شبان في اعمال عنف متفرقة في محافظة ديالى العراقية شرق العراق أمس الخميس، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. واوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "خمسة شبان شيعة قتلوا عندما فتح مسلحون مجهولون يستقلون سيارة النار عليهم في قضاء الخالص" (65 كلم شمال شرق بغداد). واضاف المصدر ذاته ان مسلحا اغتال نقيبا في الجيش لدى مروره في وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، بينما قتلت امرأة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة مدنية في ناحية العبارة القريبة من بعقوبة. واكد مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام حصيلة ضحايا الهجمات الثلاث. وتأتي اعمال العنف هذه قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات التشريعية المقرر ان تجرى في الثلاثين من ابريل الحالي. وتعكس حادثة مقتل شاب في بغداد على خلفية تمزيق ملصق دعائي للانتخابات التشريعية المقبلة حالة التوتر التي يعيشها العراق وتثير مخاوف من اعمال عنف انتخابية اضافية بانتظار موعد ثالث انتخابات برلمانية منذ اجتياح العام 2003. قتل حسين سعدون (29 عاما) الذي يسكن حي الشهداء في احدى ضواحي بغداد الشرقية يوم الاحد الماضي قرب منزله وامام اعين اصدقائه واخوته، اثر تدخله لتخليص طفل في العاشرة من عمره من ايدي شخص انهال عليه بالضرب. ومنذ بدء الحملة الانتخابية في مطلع شهر ابريل الحالي، تحولت بغداد خصوصا الى ما يشبه ساحة حرب انتخابية حيث انتشرت في شوارعها صور المرشحين والملصقات الدعائية الضخمة، وسط حملات تشهير متبادلة غزت القنوات التلفزيونية المحلية. وتأتي هذه الانتخابات المتوقع ان تنظم في 30 ابريل بعد سلسلة من ازمات سياسية وانتكاسات امنية عصفت طوال الاعوام الماضية بالعراق وبالحكومة التي سميت بحكومة وحدة وطنية على اعتبار انها ضمت غالبية القوى السياسية. وقال من جهته سالم محمد وهو صديق الضحية وكان متواجدا وقت الحادثة ان "حسين كان يتحدث بكل ادب مع ذلك الشخص وقال له انا سأشتري ملصقا بدلا عن الذي تمزق لكن لا تظلم الطفل وتضربه، وهو صغير لا يفهم العمل الذي قام به". لكن المسلح، تابع محمد، "غضب لكلمة +تظلم+ فاخرج هاتفه واتصال بجماعته، واذا بثمانية اشخاص يصلون خلال دقائق ويحاصرون المكان قبل ان يقدم سيف وهو القاتل على سحب مسدسه واطلاق النار على رأس حسين ثم صديقه عباس، الذي كان يحاول معه انقاذ الطفل". استقرت الرصاصة في راس حسين وفارق الحياة اثناء نقله الى المستشفى، فيما لا يزال عباس الذي استقرت الرصاصة كذلك برأسه، فاقدا لبصره، وفي حالة حرجة، بحسب افراد عائلتيهما. وقال شهود عيان ان "الاشخاص الثمانية فروا في بادئ الامر الى مسجد قريب، وبعد ذلك تمكنوا من الفرار الى جهة مجهولة، لكن القاتل وهو مطلوب في قضية جنائية سابقة سلم نفسه الى الشرطة بعدما ارسلت عائلة الضحية تهديدا عشائريا الى عائلة القاتل بحسب العرف العشائري المعمول به". كان حسين يقيم في منطقة عشوائية ويعمل في معمل لصناعة الطوب، ومتزوجا منذ خمس سنوات لكن ليس لديه اي اطفال حيث فقدت زوجته اربعة اولاد خلال حملها بهم. ويقع حي الشهداء في منطقة العبيدي المحاذية لمنطقة مدينة الصدر التي تسكنها غالبية من الشيعة وتخضع لنفوذ انصار تيار الصدر. من جهته اكد عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني الخميس خلال مباحثات مع وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في عمان دعم المملكة لجهود "ترسيخ الامن والاستقرار" في العراق الذي يشهد منذ مطلع العام تصاعدا في اعمال العنف. وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي فإن الملك اكد لزيباري "دعم الأردن المستمر للأشقاء العراقيين في جهودهم لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق بما يصب في تعزيز الوفاق الوطني بين جميع مكونات العملية السياسية، ويحقق تطلعات الشعب". وبحث الجانبان "مختلف تطورات الأوضاع في المنطقة وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما جهود تحقيق السلام ومستجدات الأوضاع على الساحة السورية وتداعياتها على دول الجوار". وضربت العراق امس الاول سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وقذائف هاون قتل فيها 18 شخصا، وذلك بالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لسيطرة القوات الاميركية على بغداد واطاحتها بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ووقعت سلسلة التفجيرات التي لم تتبنها اي جهة قبل نحو ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية التي من المقرر ان تنظم في الثلاثين ابريل رغم اعمال العنف المتواصلة التي قتل فيها اكثر من 2400 شخص منذ بداية 2014 وفقا لحصيلة تعدها وكالة الصحافة الفرنسية.