[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedsabry.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]احمد صبري[/author]

استذكر العراقيون يوم التاسع من نيسان (أبريل) الذي سيبقى يوما مشهودا في تاريخ العراق بعد أن دنست قوات الاحتلال أرض الرافدين عام ألفين وثلاثة. وعلى الرغم من مرور أحد عشر عاما فإن العراق ما زال يعيش وسط أزمة محتدمة بين الأطراف السياسية، وتصاعد كبير في أعمال العنف وانعدام الأمن وانهيار مقومات الدولة الذي جعل بغداد مدينة للفساد والتفجيرات وإحدى أخطر عشر مدن في العالم.
وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن على اجتياح القوات الأميركية للعراق يتطلّع العراقيون بأمل ضعيف إلى أن تتحسن ظروف حياتهم، خصوصا من الجانب الأمني؛ وهو أمل تهدّده اتساع هوة الخلافات بين أركان الحكم وفشلهم في إدارة شؤون العراق.
ويعيش العراق على وقع أعمال عنف زاد من معدّلاتها الوضع السياسي المضطرب في ظل الاستقطاب الذي يطبع المشهد العراقي والذي يزداد احتقانا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، حيث يتجه أبناء العراق إلى صناديق الاقتراع في الثلاثين من الشهر الجاري لاختيار برلمانيين جدد في جو سياسي متأزم وحالة أمنية مضطربة وشارع مزدحم بالمآسي والدماء.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، يجد العراق نفسه غارقا في مأزق سياسي وعسكري جديد مشابه لما مرّ به في العام ألفين وأربعة، ثم حمام الدم المذهبي في العام وألفين وستة.
ففي العام 2013 بلغت حصيلة القتلى أعلى مستوى لها منذ العام 2008 بحسب الأمم المتحدة، مع مقتل نحو تسعة آلاف شخص. وأكثر من العنف المزمن،
وتداعيات احتلال العراق تطرح أسئلة عدّة عن هويته والمشهد السياسي الجديد وركائز إعادة إعماره على المستوى الاقتصادي ـ الاجتماعي، من دون أجوبة.
وفي الأعوام القليلة الماضية، تفاقم الشعور المزمن بالتهميش الذي تعاني منع مكونات عراقية بسبب سياسية الحكومة الحالية والنفور من خطاب رئيس الوزراء نوري المالكي وسياساته، ومناوراته التي تستهدف خصومه السياسيين.
وعندما نستذكر ذلك اليوم الأسود في تاريخ العراق فإننا نتوقف عند الوقفة البطولية لشعب العراق الرافض للاحتلال ومبرراته ودور مقاومته الباسلة التي أفشلت المشروع الأميركي وأجبرت قوات الاحتلال على الرحيل.
إن ما أحدثه الاحتلال ببنية العراق في شتى مرافقها وهدر ثروته وتقتيل شعبه يستدعي الشروع بحملة عالمية لملاحقة صقور الحرب الذين ضللوا العالم بمعلومات عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل سرعان ما تم كشف زيفها وبطلانها.