[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]

المتابع للعملية الانتخابية التي تشهدها مصر حاليا لاختيار رئيس جديد يومي الـ26 و27 من مايو المقبل يلاحظ أن نتيجتها تبدو محسومة مسبقا لصالح المرشح المحتمل والأبرز عبدالفتاح السيسي الذي تشير كل التوقعات إلى فوزه من الجولة الأولى المقرر إعلان نتيجتها رسميا يوم الـ5 من يونيو المقبل وبفارق ساحق عن منافسه الأبرز حتى الآن حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي لعدة أسباب أهمها الشعبية الجارفة التي يتمتع بها السيسي والتي دفعته وأجبرته على الترشح لهذه الانتخابات، وهو ما ألمح به عدة مرات قبل إعلانه الترشح رسميا .. وشعبية السيسي الجارفة في الشارع المصري تكاد تكون واضحة وضوح الشمس في نهار صحو في العدد الضخم من التوكيلات التي يقوم المواطنون بتوثيقها في مكاتب الشهر العقاري تأييدا له!!
وإذا نظرنا إلى شروط الترشح للانتخابات الرئاسية نجد أنه يجب على المرشح الحصول على تأييد 25 ألف مواطن من خلال توكيلات موثقة في 15 محافظة بحيث لا تقل كل محافظة عن ألف توكيل، وقد نجح المرشح السيسي في الحصول على هذا العدد خلال يومين فقط، بل هذا العدد تضاعف مرات، ما يعني أن السيسي لو أراد جمع مليون توكيل لفعل ذلك، بينما منافسه حمدين صباحي لا يزال يجاهد للحصول على الحد الأدنى المطلوب لهذه التوكيلات أو ما يزيد عنها قليلا .. المهم أن الفارق سيكون كبيرا بين عدد التوكيلات المؤيدة للسيسي، مقارنة بما سيحصل عليه صباحي والذي يمكن من خلاله معرفة نتيجة هذه الانتخابات حتى قبل أن تبدأ!!
أما المرشح المحتمل حمدين صباحي الذي ينتمي فكريا للتجربة الناصرية فهو يركز في حملته الانتخابية على الشباب والفقراء حيث ينظر عدد كبير من الشباب إلى صباحي على أنه رجل المستقبل الذي يمكن أن يقود مصر نحو التغيير ويحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وينحاز للفقراء، ويمكن القول إن معظم الأصوات التي سيحصل عليها صباحي ستكون من هاتين الفئتين .. تماما مثلما يردد البعض بأن نساء مصر والمسيحيين هما أهم عناصر دعم السيسي في هذه الانتخابات .. إلا أنه يبدو أن صباحي يدرك في قرارة نفسه أن شعبيته مهما كان حجمها لن تصل إلى حجم شعبية منافسه، ولذلك يسعى جاهدا لكسب تأييد العديد من الفئات الأخرى خاصة الذين يفضلون رئيسا مدنيا لا ينتمي للمؤسسة العسكرية وفي نفس الوقت لا ينتمي إلى أي نظام سابق، ولعل هذا ما دفع صباحي إلى الهجوم على السيسي عبر تغريدة له على تويتر قال فيها "إن المصريين لا يريدون رجل دولة ينتمي إلى نظام ثار الشعب عليه في 3 سنوات"!
ما يؤخذ على المرشح الرئاسي حمدين صباحي أنه عديم الخبرة في إدارة المؤسسات، فكيف سيستطيع إدارة دولة بحجم مصر وفي هذا التوقيت الصعب؟! .. هكذا يقول منتقدوه أو من لا يؤيدونه؛ فمصر لا تحتمل نظاما رئاسيا فاشلا آخر خاصة وأن تجربة حكم الإخوان الفاشلة لا تزال عالقة في أذهان المصريين الذين اختاروا "مرسي" لمجرد أنه سيكون أول رئيس مدني منتخب، إلا أن عدم خبرة جماعة الإخوان في إدارة الحكم عصفت بها خارج السلطة بعد عام واحد فقط، ولذلك فالمصريون يريدون هذه المرة رجل دولة قادرا على إدارة ومواجهة الأزمات خاصة وأن الأمن القومي المصري مهدد في سيناء ومن ليبيا، وبالتالي فإن اختيار رئيس لمصر في الوقت الحالي ينتمي إلى المؤسسة العسكرية يعتبر ميزة وليس عيبا!!
المرشح المحتمل حمدين صباحي يحاول أيضا استمالة النقابات العمالية والأحزاب السياسية المؤيدة للسيسي حيث المفارقة أن معظم الأحزاب أعلنت دعمها وتأييدها له بما فيها الحزب الناصري الذي ينتمي إليه صباحي فكريا وسياسيا، حتى أن أسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعلنت تأييدها للسيسي، وهو ما يعني أن أقرب المقربين من صباحي تخلوا عنه لأنه من وجهة نظرهم لا يصلح لرئاسة مصر في هذه المرحلة الصعبة، وهو ما لا يقلل من شأن صباحي .. كما أن حزب النور السلفي أكبر الأحزاب ذات المرجعية الدينية أعلن هو الآخر دعمه للسيسي في الانتخابات المقبلة، ولذا تحاول حملة صباحي الانتخابية معاودة الاتصال بالأحزاب السياسية التي أعلنت دعمها للسيسي لإقناعها بالبرنامج الانتخابي الذي سيخوض به صباحي هذه الانتخابات عسى أن تستطيع استمالة البعض منها!!
في المقابل التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي أعلن من جانبه مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة وعدم الدفع بأي مرشح رئاسي رغم محاولات القيادي الإخواني محمد علي بشر إقناع قيادات التحالف بأن يكون الرئيس السابق محمد مرسي جزءا من هذه الانتخابات كشرط للمشاركة فيها، إلا أنه لم يصل إلى رد حتى الآن، فيما أكد محمد أبوسمرة أمين عام الحزب الإسلامي التابع لتنظيم الجهاد أنهم لا يعترفون بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن قرار المقاطعة نهائي وأنه لا نية لدى تنظيم الجهاد لدعم أي مرشح .. أما الجماعة الإسلامية فقد أعلنت أنها لن تعترف بهذه الانتخابات وأن أمر المقاطعة حتمي، وقال المهندس مجدي قرقر القيادي بالتحالف إنه لا رجوع عن مقاطعة الانتخابات لأن المشاركة فيها ستمنح شرعية زائفة للرئيس القادم في انتخابات يقودها نظام غير شرعي!!
إن رئيس مصر المقبل بأي حال من الأحوال سيواجه العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي فهو يحتاج إلى الدعم الكامل من مؤسسات الدولة وأهمها المؤسسة العسكرية، والمرشح المحتمل عبدالفتاح السيسي هو المرشح الوحيد الذي يتمتع بدعم الدولة خاصة المؤسسة العسكرية. ولهذا السبب يقف الشعب المصري وراءه باعتباره المنقذ القادر على العبور بمصر إلى بر الأمان لأن المؤسسة العسكرية لا تزال هي الوحيدة في مؤسسات الدولة المتماسكة بل والتي شهدت تطويرا وتحديثا في الآونة الأخيرة، فضلا عن أنها تحظى باحترام المصريين، ولذا فالشعب المصري في حاجة إلى رئيس قوي ومنضبط يستطيع أن يقود الدولة في تلك المرحلة الحرجة نحو الأمن والاستقرار المفقودين منذ السنوات الثلاث الماضية، والسيسي بحكم خبرته العسكرية والأمنية يتميز في هذا الصدد عن باقي المرشحين!!