[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/nawafabohyga.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]نواف أبو الهيجاء[/author]
إلى يوم الـ29 من أبريل الجاري تبقى الأمور في شد وجذب بين المفاوض الفلسطيني وبين المفاوض الصهيوني بالرعاية الأميركية. العرب يدعمون الموقف الفلسطيني بالذهاب إلى المنظمات الأممية والانضمام إليها. والمفاوضات مع مارتن أنديك الصهيوني ـ ممثل الإدارة الأميركية ـ تستمر واللقاءات الثلاثية يمكن أن تتواصل. والضغط الصهيوني والأميركي سيتكثف. الأطراف لا تريد أن تنهي طريق التفاوض. بل لكأن المفاوضات أصبحت هدفا للسلطة والكيان الصهيوني والإدارة الأميركية. وهي لم تعد الوسيلة للوصول إلى الحل ببساطة لأن المحتلين الصهاينة لا يريدون حلا للقضية. إنهم لا يريدون دولة في حدود 1967 .. ولا يريدون حق العودة وليسوا مستعدين للتخلي عن القدس ولا عن مشروعاتهم التصفوية للقضية الفلسطينية.
مسألة الأسرى أثر جانبي وذريعة للضغط ووسيلة أيضا للضغط. والمطلوب أن يتخلى الفلسطيني عن كل حقوقه ومنها حتى تلك التي يرتبها قبول فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة. الإدارة الأميركية تريد أن تحقق اختراقا في عملية كان اسمها (السلام) في المنطقة وبصورة خاصة بين السلطة الفلسطينية والعدو المحتل ومهما كانت الظروف. لذلك تتمسك الإدارة الأميركية بالمفاوضات وتريد إطالة أمدها إلى نهاية العام وربما إلى عام آخر .. ما يخدم خطط نتنياهو في الحفاظ على الائتلاف الحكومي من جهة وتنفيذ خطط الاستيطان في الضفة عموما والقدس خصوصا من جهة أخرى.
السلطة الفلسطينية تنطلق من مقولة إنه ليس هناك من بديل عملي للمفاوضات .. لا انتفاضة ممكنة في ظل انعدام التوازن ولا أن يبقى الوضع على ما هو عليه والأرض تنسحب يوميا من (فلسطينيتها) في ظل الأسرلة والتهويد والاستيطان والمصادرة. والواقع العربي غير مشجع كما الواقع الدولي أيضا. كل الظروف تقول إن الوقت ليس مناسبا للفلسطينيين .. فلماذا إذًا الإصرار على المفاوضات وكأنها غاية في حد ذاتها؟
ما يجري من الآن حتى نهاية الشهر من مناورات هدفها الأكيد هو استمرار المفاوضات ليحقق العدو جل أهدافه. بعد عشرين عاما من التجربة أثبتت الأحداث أن المفاوض الفلسطيني يخرج صفر اليدين، وأن العدو يستغل فترة التفاوض لكي يحقق إنجازات هي نقيض (متطلبات الحل السلمي والعادل).
إلى أين تمضي الأيام بالفلسطينيين في ظل الانقسام؟ وفي ظل التراخي؟ وفي ظل عدم الاعتماد على الشعب ومصارحته وإعادة قراءة استراتيجية العمل الفلسطيني والعربي نحو فلسطين؟
الشعب الفلسطيني هو القادر فقط على أن يخرج الحال من عنق الزجاجة. أن يعيد الوضع إلى حالته الحقيقية: الصراع العربي ـ الصهيوني على المصير وليس على حدود هنا أو هناك أو تلة هنا وأخرى هناك. تصغير وتقزيم القضية هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه بحث بات التفاوض (غاية).