الجيش يقطع جميع طرق إمداد الإرهابيين في مدينة حلب ويدمر تحصيناتهم بريف حماة ودير الزور
دمشق ــ الوطن ــ وكالات:
قتل نحو 50 شخصا وأصيب 143 آخرون بجروح جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في حي الغربية بمدينة القامشلي شمال سوريا امس الأربعاء. ياتي ذلك في وقت قطع فيه الجيش السوري جميع طرق الإمداد والمعابر التي يستخدمها الإرهابيون لإدخال الأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب فيما، دمرت وحدات من الجيش السوري تحصينات الارهابيين بريف حماة ودير الزور.
وقالت وكالة "سانا" السورية الرسمية، إن شاحنة مفخخة انفجرت في الحي الغربي بالقامشلي أمام مركز قوات الأمن الكردية في شارع منير حبيب. وأضافت أنه وبعد تجمع المواطنين أقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه في الشارع الواقع بين مركز الأسايش ومبنى هيئة الدفاع التابع للإدارة الذاتية الكردية. وبحسب مصادر من داخل المدينة، من المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب إصابات الجرحى البليغة، مشيرين إلى تضرر مباني واحتراق سيارات كانت متوقفة قرب موقع الهجوم. وسارع تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تبني الهجوم. وأكد مراسل "سانا" أن هذا التفجير هو الأعنف الذي شهدته القامشلي منذ سنتين، علما أن المدينة شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من التفجيرات كان آخرها تفجير بحزام ناسف في حي الوسطاني وتسببت بمقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين.
وفي حلب، جددت القيادة العامة للجيش السوري حرصها على أمن وسلامة جميع المواطنين السوريين داعية إياهم إلى التعاون مع الجيش العربي السوري للمساهمة في وقف القتال وعودة الهدوء إلى حلب. وقال القيادة العامة للجيش في بيان حصلت "سانا" على نسخة منه: " في إطار خطة إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة مهامها العسكرية بنجاح في مناطق شمال حلب وقطعت جميع طرق الإمداد والمعابر التي كان الإرهابيون يستخدمونها لإدخال المرتزقة والأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب لتنفيذ أعمالهم الإجرامية بحق السكان المدنيين الآمنين في حلب". وأكدت القيادة العامة للجيش حرصها على أمن وسلامة جميع المواطنين مشددة على ضرورة تعاونهم مع الجيش العربي السوري للمساهمة في وقف القتال وعودة الهدوء إلى حلب وإعادة الخدمات من كهرباء ومدارس ومشاف وعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة”. ولفتت القيادة العامة للجيش إلى أنه حرصا منها على حقن الدماء “تمنح كل من يحمل السلاح في أحياء حلب الشرقية فرصة حقيقية لتسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة”. وختمت القيادة العامة للجيش بيانها بدعوة “الجميع إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية لإعادة الأمن والاستقرار إلى حلب”.
وكانت امرأة قتلت وأصيب 5 أشخاص جراء استهداف المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم “جبهة النصرة” حي الراموسة السكني في مدينة حلب برصاص القنص. وأفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب في تصريح لمراسل سانا بأن إرهابيين استهدفوا صباح امس برصاص القنص وبشكل عشوائي منازل المواطنين في حي الراموسة السكني ما تسبب باستشهاد امراة وإصابة 5 أشخاص بجروح متفاوتة. وألحقت القذائف الصاروخية التي أطلقتها التنظيمات الإرهابية الأحد الماضي أضرارا مادية كبيرة بالمتحف الوطني في حلب والمنطقة المحيطة به.
ميدانيا، نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري غارات على تجمعات وتحصينات إرهابيي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية بريف حماة. وذكر مصدر عسكري في تصريح لـ سانا أن الطيران الحربي السوري “دمر مقرات وتحصينات لإرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” في غارة جوية على تجمع لهم في بلدة حر بنفسه” بريف حماة الجنوبي قرب الحدود الإدارية لمحافظة حمص. وتتحصن في عدد من قرى ريف حماة الجنوبي مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم “جبهة النصرة” وما يسمى “أحرار الشام” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الدعم من أنظمة آل سعود وآل ثاني وأردوغان وترتكب المجازر بحق الأهالي في القرى المجاورة وتعتدي عليهم بالقذائف والأسلحة الرشاشة. ولفت المصدر إلى أن غارة لسلاح الجو على تحصينات ونقاط تمركز إرهابيي تنظيم “داعش” شمال قرية المفكر شرقي مدينة سلمية أسفرت عن “تدمير مقر للإرهابيين وإيقاع عدد منهم قتلى ومصابين”. ودمرت غارات الطيران الحربي أمس آليات بعضها مزود برشاشات لإرهابيي “داعش” وقضت على عدد منهم شمال مفرق قرية عقيربات وشمال قرية المفكر وشرقها. وفي دير الزور أفاد مصدر عسكري لـ سانا بأن الطيران الحربي السوري دمر عدة مقرات وآليات لإرهابيي “داعش” شرق الجفرة وثردة وتل بروك.
على صعيد أخر، أعلن المركز الروسي لتنسيق التهدئة في سوريا عن اتساع نطاقها بشكل ملحوظ خلال الساعات الـ24 الاخيرة، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للانباء امس الاربعاء. وأفاد المركز الكائن في قاعدة "حميميم" الجوية قرب اللاذقية، في بيان أصدره مساء أمس الاول الثلاثاء، بأن هذا التطور الإيجابي حصل بعد أن ارتفع عدد المدن والبلدات والقرى المنضمة إلى نظام وقف الأعمال القتالية إلى 259، وذلك عقب الاتفاق مع أهالي 41 بلدة وقرية في محافظات اللاذقية (17)، والسويداء (15)، وحماة (7)، وحمص (2) بهذا الصدد. كما أشار المركز إلى صمود التهدئة في معظم المحافظات السورية خلال الساعات الـ24 الماضية، باستثناء رصد 6 خروقات لنظام وقف الاعمال القتالية من قبل "جيش الاسلام" الذي قصف مسلحوه بمدافع الهاون "حوش الفارة" والنشابية وعربين وجوبر ودوما في ريف دمشق، فيما استهدف ارهابيو ما يعرف بـ"أحرار الشام" قارورة في ريف اللاذقية. وذكر البيان أيضا أن "جبهة النصرة" غير المشمولة بالتهدئة باعتبارها تنظيما إرهابيا مثل "داعش" بموجب قرارات الشرعية الدولية، استمرت في محاولاتها الرامية إلى تعطيل وقف الأعمال القتالية في سوريا. وقصف مسلحو "جبهة النصرة" بمدافع الهاون والمدفعية المحلية الصنع حي الشيخ مقصود في حلب وكذلك عدة بلدات وقرى في ريف دمشق وريف حماة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.