مع قرب ختام سباق الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي 2016م
اختتم فريق العُمانية لإدارة المطارات بدعم من عُمان للإبحار الجولة قبل الختامية في مدينة هايرس في الساحل الجنوبي من الجمهورية الفرنسية، ولا يفصله عن حلمه بأحد المراكز الخمسة الأولى سوى نقطة واحدة، وما زال أمامهم فرصة للصعود إلى المركز الذي وضعوه نصب أعينهم في هذا الموسم.
كانت المرحلة قبل الختامية محطة رائعة لاستدراك بعض النقاط، وكان الإبحار ملائما للفريق العُماني لا سيما للربان البريطاني ستيفي موريسون ورفيقه الفرنسي بيير ليبوتشر اللذين أبحرا في هذه المياه عشرات المرات في قوارب الفئات الأولمبية خلال العقود الماضية، وهنا صعد الفريق من المركز السابع إلى المركز السادس وسط منافسة حامية جدًا من 23 فريقًا آخر، وكان أداء الفريق مبهرًا للجماهير، حيث جاء ضمن الثلاثة الأوائل في ثلاثة سباقات من السباقات الستة لهذه الجولة.
وعن تجربة هذه السباقات قال البحّار العُماني عبد الرحمن المعشري قبيل انطلاق سباقات المرسى القصيرة في هايرس يوم الأربعاء: «الجو هنا حار جدًا ولكنني وزميلي علي البلوشي معتادون على هذا النوع من الظروف في السلطنة، حيث إننا نبحر ونتدرب في ظروف مشابهة جدًا على طول الساحل العُماني».
وأردف المعشري: «كما أن ستيفي موريسون وبيير ليبوتشر يعرفان مضمار السباق في هذه المدينة جيدًا لأنهما أبحرًا فيه عشرات المرات خلال أسبوع هايرس الأولمبي، وكان بيير يبحر على فئة قوارب 470، في حين كان موريسون يبحر على قوارب الـ49 الأولمبية».
وبفضل الأداء القوي الذي قدمه فريق العُمانية لإدارة المطارات في جولة هايرس، ارتفع إلى المركز السادس بنقاط مشتركة مع فريق لورينا موجيتو – جولف دو موربيهان وبفارق نقطة واحدة فقط عن فريق إنستولوكس ألمونيوم الذي يحتل المركز الخامس حاليًا.
وعن المنافسة التي خاضها الفريق في الجولة قبل النهائية قال الربان ستيفي موريسون: «أبحرنا اليوم بشكل جيد وحققنا تطورًا ملحوظًا في تعزيز سرعة القارب وتواصلنا على متن الفريق، وهو الأمر الذي دفع بنا إلى المركز السادس، ولا تزال لدينا فرصة مواتية للصعود إلى المركز الخامس الذي نطمح إليه في هذا الموسم».
وما زال أمام الفريق سباق ساحلي واحد وبضعة سباقات قصيرة في مدينة نيس الفرنسية قبيل إسدال الستار على سباق الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي للعام 2016م، ومع أن فريق العُمانية لإدارة المطارات المدعوم من عُمان للإبحار يشارك في هذا الطواف لأول مرة إلا أن ستيفي موريسون ورفاقه تيير دوليارد وعلي البلوشي وعبد الرحمن المعشري وبيير ليبوتشر قد أنجزوا الكثير وأثبتوا أنهم قادرون على تجاوز الكثير من العقبات المتعلقة بالخبرة والتواصل اللغوي بين أفراد الفريق.
انطلق فريق العُمانية لإدارة المطارات في موسم 2016 من الطواف الفرنسي بتاريخ 8 يوليو في مدينة دونكيرك شمال غرب فرنسا، ومنذ البداية وضعوا هدفهم في الوصول إلى أحد المراكز الخمسة الأولى، وقد وضعوا هذا الهدف بعد خوضهم العديد من منافسات الإحماء على قوارب ديام 24 خلال الأسابيع السابقة لانطلاق الطواف الفرنسي، وكان أداؤهم خلال الأسبوعين الفائتين كفيلًا بتسليط الأضواء عليهم وإشادة المعلقين والمتابعين باعتبارهم الفريق غير الفرنسي الوحيد المؤهل للوصول إلى المراكز الأولى. وكان البحّار الفرنسي تييري دويلارد مفتاحًا أساسيًا في نجاح الفريق في هذا الموسم بفضل خبرته في سباقات الماتش ريسنج والسباقات المحيطية.
وعندما انطلق الفريق في أول أسبوع كانت بدايتهم مبشرة بحصولهم على المركز الرابع في السباق الساحلي، واستطاعوا الحفاظ على المركز الرابع خلال الأسبوع الأول ببقائهم ضمن المراكز الخمسة الأولى في سباقات المرسى القصيرة عندما احتدمت المنافسات في دونكيرك في ظل نسمات هوائية متقطعة وصلت سرعتها إلى 25 عقدة.
ولكن الجولة الثانية التي أقيمت فيمدينة ديب في نورماندي لم تكن سهلة على الفريق، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 25 عقدة وكانت البحر هائجًا بعض الشيء، وأصيب الفرنسي تيري دويلارد في ظهره، ولذلك تراجع الفريق إلى المركز الحادي عشر في بعد السباق الساحلي، وتعرضت دفة القارب للكسر، ولم يتمكن الفريق من استعادة قواه في اليوم التالي ولم يحصل على نقاط كافية لإعادته إلى المركز الرابع الذي بدأ به.
وخلال الجولتين الأولى والثانية كان واضحًا بأن فريق لورينا ليمونادي ـ جولف دو موريهان هو الفريق الأبرز في الطواف، ولكن فريق العُمانية لإدارة المطارات لم يكن يستسلم لعطل فني أو لإصابة مؤسفة لأحد أعضائه، وشكل عامل ضغط على فريق لورينا ليمونادي في المرحلة التالية في مدينة روسكوف.
وعلى الرغم من العلاج الطبيعي المكثف الي خضع له الفرنسي دوليارد، إلا أنه لم يستطع مواصلة المشاركة في السباق، ولكن الفريق واصل الضغط في الجولة الرابعة في مدينة بادن وحصل على المركز 14 في السباق الساحلي، وبعدها المركز العاشر في سباقات المرسى القصيرة، وبقي ضمن المراكز العشرة الأولى في الترتيب العام.
وبعد أربع جولات في الساحل الغربي لفرنسا، انتقلت القوارب إلى النصف الثاني من الطواف، وتحديدًا إلى الساحل الجنوبي من فرنسا والمطل على المياه الآزورية للبحر الأبيض المتوسط، وبدأ النصف الثاني بجولة روزز في الساحل الأسباني المجاور للساحل الفرنسي، وهناك واجه الفريق مباشرة رياحًا قوية بسرعة 20 عقدة، وسرعان ما استطاعوا إحراز المركز الخامس في السباق الساحلي كأفضل نتيجة لهم منذ الجولة الافتتاحية في دونكيرك.
وبعدها أحرز الفريق نتائج جيدة مرة أخرى في السباقات القصيرة ليرفع من ترتيبه مرة أخرى. وبعد جولة روزز انتقلت القوارب إلى مدينة جروسيان، وهناك أحرزوا المركز الرابع في السباق الساحلي، وبعدها هبت رياح عاصفة أدت إلى إلغاء بقية السباقات في مدينة جرويسان، ولكن بعدها وجدت القوارب رياحًا خفيفة وشمسًا مشرقة في مدينة مرسيليا، وهذا التفاوت والتباين في الظروف هو أحد الأسباب التي تجعل من سباق الطواف الفرنسي أحد أبرز السباقات الاحترافية في عالم الإبحار الشراعي.
وبعدها انتقلت القوارب إلى الجولة قبل الختامية في مدينة هايرس وكان فريق العُمانية لإدارة المطارات حينها في المركز السادس بفارق سبع نقاط عن المركز الخامس، وكان الوصول إلى المركز السادس بعد التراجع شاهدًا على أن الفريق استطاع كسر جواجز التواصل اللغوي بين العربية والإنجليزية والفرنسية. وبعد جولة هايرس استطاع الفريق تقليص فارق النقاط مع المركز الخامس إلى نقطة واحدة فقط، ولا تزال أمامهم فرصة كبيرة للاستدراك والوصول إلى المركز الخامس الذي طمحوا إليه طوال هذا الموسم.