[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
الآن نقلب حلب على ما سيأتي، فالمدينة فازت لكنها لم ترتح، وصلت إلى هدف ثمين لكنها لم تتحرر، ما زال الإرهاب معششا ينتظر مددا وحلولا معجزاتية سوف لا تنفعه في المرحلة المقبلة.

حلب أجمل مدن سوريا وعراقتها من زمن الأرض، تتنفس رائحة الحياة بعد العتم الذي روعها طويلا. صار بالإمكان القول إنها تقترب من أن تغير وجهة الحرب على سوريا، ليس كمثلها ما يغير وما يفعل وما يعيد الأمور إلى نصابها. عزيزة وهي تتألم، ثم وهي تنتصر، تربح حربا لكن صمتها يدوي، هل سمعتم صوتا بهذه القوة المؤداة؟
لا شك أن الروسي تنحى أخيرا عن موقفه تجاه خلاص المدينة، وهو قد كان صدق الأميركي في لعبته الجهنمية بوعود كاذبة يقال إن الروسي صدقها ومشى بها إلى أن عرف الحقيقة فغير المعادلة، فكانت حلب أخيرا على حدود الوصول إلى خلاصها.
الجيش العربي السوري لا يحاصر المدينة كما يقول الإعلام المغرض من أجل استثارة الغرائز ومن ثم تنشيط الكلام الذي في غير محله، هو يريد استسلاما من المسلحين من أجل صيانة المدينة وإعادة تجديدها. بل هو ابن المدينة الحقيقي وليس المغتصب لها كهؤلاء القتلة البرابرة، ويعرف أنها اشتاقت إليه، إلى بساطير جيش الوطن، إلى أحلام انتزعت منها، وإلى نزع خوف التصق بحياتها منذ أن وضع الإرهاب يده..
سقط حلم امبراطورية وتلاشى وسينقرض قريبا. ستنهي حلب ما كان مخططا له أن يكون، مرة بالتقسيم ومرة بحلم الضم إلى امبراطورية، ومرة بتفتيت ... لقد انتهت المرات تلك، وفازت المدينة بأن عادت إلى حضن الوطن، ولسوف لن يكون مهما الخراب الذي ضربها لأن مهمة الإرهاب هو هذا بالتحديد والقتل بكافة الطرق والذبح والسحل وكل أنواع الإجرام المهدد للإنسان وللبيئة.
وفيما حلب تنتعش روحها مما تقدم، يحكى عن ردة فعل ممكنة بإعادة فتح جبهة الجنوب التي صمتت، بعدما خاض فيها الجيش العربي السوري حربا مختلفة الأداء فقتل أعدادا كبيرة من الإرهابيين، في الوقت الذي كانت فيه الغرف السوداء قد تم غلقها تقريبا، فيما كان الطيران الروسي يقوم بطلعات يومية فوقها ويصل إلى حدود نصيب (حدود سوريا مع الأردن). المعلومات الأولية تؤكد عن نقل مسلحين إرهابيين إلى المنطقة من جديد على أمل أن يكون لهم دور عسكري إذا ما تم فتح الجبهة على حرب جديدة. ولكي لا نتوه، لا بد من القول إن إسرائيل المتضررة من أي انتصار يحققه الجيش العربي السوري، فهي لن تألو جهدا لتحريك جبهات أخرى وخصوصا جبهة الجنوب التي لها فيها يد طولى، وما زال اعتقاد الإسرائيلي رغم متابعته الحثيثة لما وصله جيش سوريا المقدام في الجغرافية السورية، وخصوصا في حلب أن لا تتوقف الحرب إذا لم تحصل على مبتغاها منها، وهي تحطيم الجيش وتغيير رأس النظام والإتيان بالقوى الإرهابية التي تفاهمت معها واحتضنتها وقدمت لها كل وسائل الدعم حتى باتت جزءا منها.
السقوط في حلب، سيكون له مثيل في الجنوب، فات الأوان الذي كانت فيه قوى الإرهاب قادرة على تغيير معادلات. ولَّى زمن وجاء آخر هو الوجه الثابت في سوريا العربية.■