[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لاثقة دائمة بين الروسي والأميركي بشأن سوريا، فالثاني البراجماتي بطبعه، لم يقدم للأول سوى مواقف متذبذبة .. وليس البراجماتية هي السبب، وإنما اتباع الشيء ونقيضه، او التنصل من كلام قيل أو موقف أعلن. لاشك ان الروسي يشعر بهذا الأمر الذي يراه غريبا، كونه لايمارس الا الصديق الصادق في علاقاته مع سوريا.
التفسير الروسي للموقف الأميركي ، ناتج عن درايته بالوضع الداخلي في اميركا وتجليات الصراع بين البيت الأبيض والبنتاجون والسي آي ايه ووزارة الخارجية. وهو صراع ليس جديدا في القضايا المهمة والملحة، فكم اتخذت الخارجية موقفا لم يلق آذانا صاغية من المخابرات المركزية او العكس ,, هذه القضية ترتكب في الحالة الطبيعية فكيف في مرحلة انتقالية اميركية بات فيها الرئيس الاميركي واقفا على باب البيت الابيض مستعدا للخروج نهائيا، فيما تستعد، اذا سلمنا جدلا بانتصارها في الانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون لدخول هذا البيت وهي على موقف شبه معلن بانها مع استعمال القوة مع سوريا.
الموقف الاميركي الذي يجسده دائما وزير الخارجية جون كيري، هو من أخر القفزة الكبرى للجيش العربي السوري للاجهاز على حلب .. لكن الروسي لم يتأخر في قلب الطاولة فدفع الامور في حلب الى ماوصلت اليه، دون ان ننسى كما تؤكد المعلومات، تراجع الدعم التركي للمجموعات المسلحة الى نقطة الصفر منذ فشل الانقلاب العسكري على الرئيس اردوغان.
اليوم حلب كما يؤكد مطلعون تمضي نحو الحسم، فيما معلومات قادمة منها تقول بتكثيف قوى الارهاب المسلح من اجل فك الحصار الذي تمكن منه الجيش العربي السوري وخصوصا عندما أطبق على حي بني زيد الذي يعتبر اساس الوجود الارهابي الكبير، بل يمكن القول ان عدد سكان هذا الحي لوحده يصل الى ستمائة الف مواطن هم رهائن بيد الارهاب الذي قيل انه قام بتفريغ ما تحته وصنع منه مدينة تحت الأرض. وهنا لابد من الاشارة الى القوى الرئيسية التي لعبت دورا كبيرا في تحطيم الوجود الارهابي في حلب، هو اضافة الى الجيش العربي السوري، قوات حزب الله اللبناني ومستشارين إيرانيين، اضافة الى قوة ضاربة من جيش التحرير الفلسطيني.
ثمة رهان من بعض العرب ومن قوى غربية وغيره على التغيير المتوقع في الرئاسة الاميركية بعد شهور قليلة، وهو ماقد يدفع الى قيام المسلحين كما اسلفنا بمحاولة فك الحصار عليهم بهجمات متتالية، لعلها تفتح ثغرة في الجدار المكين الذي احكمه الجيش وحلفاؤه. وقد تتكرر تلك الهجمات على امل ان يكون الجديد في الرئاسة الاميركية قد غير من المعادلة القائمة لصالح الارهاب من جديد.
الصورة الآن ليست ثابتة، وهي لم تكن كذلك بسبب الموقف الاميركي المتذبذب الذي دفع الروس الى عدم الوثوق به، ومن ثم اختيار الورقة الاخيرة التي دفعت بالرئيس بشار الأسد الى التجاوب الفوري مع النصر السوري بوضع المسلحين الارهابيين امام خيار الاستسلام او الموت، وهو خيار على ما يبدو لم يقله الرئيس لولا علمه بقوة الاطباق على حلب، وبتكوين القوة المطبقة التي قد لاتتمكن اية قوة ارهابية من فكها او التأثير عليها.