[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/kazemalmosawy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]كاظم الموسوي[/author]
” سبع جمعيات أو هيئات عراقية وبريطانية اشتركت في هذه الأمسية. وأعلنت بتواضع أنها تحيي ذكرى زها حديد. زها التي جمعت هذه الوجوه وهذه الفعاليات، عنها ولها ومما قدمته وانتجته وكرسته اسما وعنوانا وتوهجا لها وعنها ومابقي منها.. جهود مشكورة بالتأكيد ومدعوة لأن تواصل وتستمر، وان تتذكر واجبا مطلوبا ودعوة مستمرة. القائمة كبيرة وخارطة الابداع العراقي والعربي واسعة ومديدة، و للضرورة أحكام.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المناسبات القليلة أن ترى عراقيي المنافي في مكان واحد. "فكل حزب بما لديهم فرحون". وكل مجموعة تشكل جمعية لها وتدعي لنفسها بصلافة انها الجالية العراقية في بريطانيا. يوم ٢٧/٧/٢٠١٦ كان مختلفا في قاعة مسرح جامعي في جامعة لندن حيث اجتمع عراقيون من مختلف " الاحزاب" والمشارب، رجالا ونساء، شبابا وشابات، اختلطت فيهم الاعمار والاتجاهات والمرجعيات وحيوا سويا مآثر هذه الانسانة الاسطورة، الخلاقة، المبدعة زها حديد (٣١ اكتوبر ١٩٥٠- ٣١ مارس ٢٠١٦) التي فرضت بما قدمت على استاذها البريطاني الاعتراف والقول بان يحترم العرب وبلدها بتقدير متقارب لانتاجها المتميز ولابداعها المخلد لها قبل مضمونه المخترق لفنه ولصناعته ولمعماره.
سبع جمعيات او هيئات عراقية وبريطانية اشتركت في هذه الامسية. واعلنت بتواضع انها تحيي ذكرى زها حديد. زها التي جمعت هذه الوجوه وهذه الفعاليات، عنها ولها ومما قدمته وانتجته وكرسته اسما وعنوانا وتوهجا لها وعنها وما بقي منها.. جهود مشكورة بالتأكيد ومدعوة لان تواصل وتستمر، وان تتذكر واجبا مطلوبا ودعوة مستمرة. القائمة كبيرة وخارطة الابداع العراقي والعربي واسعة ومديدة، و للضرورة أحكام.
وقفت العالمة العراقية د. جيهان بابان مفتتحة الأمسية بكلمات رقيقة عن زها وسيرتها، ولادتها في العراق ودراستها في مدارس متعددة وعواصم مختلفة واستقرارها في بريطانيا وحصولها على الجوائز التي تكرمت بها، المواقع التي خدمت فيها ولها. وتلتها زميلتها د. راية العاني، مشاركة وتلميذة لها لتواصل التعريف بأسطورتها المعمارية وتوهجاتها الفنية وآلامها العراقية وهي تدرس في الولايات المتحدة الاميركية في فترة غزو العراق وقصفه بكل ما تملك من آلات الدمار والخراب الرأسمالي الامبريالي، فلم تجد فرصة للمعارضة عليها ومقاومتها بأسلوبها وطرقها إلا وأعلنتها، ومن بينها كسر الممنوع في اروقة الجامعة، فكانت تدخن فيها احتجاجا واضحا وتطالب كل معترض لها بان " أوقفوا قصف شعبي ووطني وأنا أوقف التدخين"، في مؤسساتكم التي تغض النظر عن جرائم سياسيها المتحكمين في ادارة العالم السياسي والعسكري والنهب والجشع والدمار والحروب والخراب والغزو والانتهاكات الصارخة التي يكذب الغرب في ادعاءاته في حماية حقوق الانسان والديمقراطية ويخرب البلدان ويدعم السلطات الرجعية المتخلفة.
أسهب المعماري د. نعمان متي عن مشروعها في تصميم وبناء بناية البنك المركزي في عاصمة العراق وخطوات انجازه التي تحولت بسبب الفساد المتفشي إلى أحلام وأوهام. ليكمل بعده الشاب احمد صالح عن اثر زها في ابداعه ومشروع تمايز ومجموعته التي تواصل نهج زها في المعمار والبناء والاحلام الجميلة لخدمة الانسان والاوطان. وفي فيلم قصير عن زها، الانسانة والمبدعة وانجازاتها الموزعة في اركان العالم، وشهادات معماريين مشهود لهم بابداعها وتميزها وبقائها خالدة بها وبما تركته بعدها.
ثلاث كلمات او اربع عن زها اسما ومعنى ودلالة، وما نقله الفيلم اضافة اخرى لكلمات إشادة واستذكار لاسم فرض نفسه على المحتفين به وعلى كل من يتابع فنها وانجازاتها وتوزعها عالميا. حدد اسمها الابداعي في عالمها والعالم وسيظل مخلدا بها وبما بقي منها وشهادة لها.
لم تنته الأمسية عند الكلمات باللغة الانجليزية والفيلم بل واصلت بمعرض فني تشكيلي رائع لمجموعة فنانين عراقيين خصيصا للراحلة زها محمد حديد. لوحات زاهية بزها وبألوان زها وابداع زها وخصب زها وتكريم زها، من قبل الفنانين علاء بشير وهاني مظهر وفيصل لعيبي وباسم مهدي ومخلد المختار وراجحة القدسي وصادق طعمة ورائد هوبي وسهيل الهنداوي.
كان بين الحضور ممثل عنها، عن عائلتها ختم الامسية التذكارية بكلمات شكر واستلام باقة ورد عراقية للذكرى وللوفاء لرمز إبداعي وقامة عراقية رحلت ولكنها باقية في آثارها وانتاجها وابداعها ومواقفها وصورتها المميزة لها وللفن والمعمار والعراق. وكان الحفل المتميز تعبيرا عن اهمية الاقرار بحجم واثر زها حديد في المعمار العالمي، وضرورة الاهتمام بمثل هذا التكريم المتواضع امام ما قدمت زها في اختصاصها وانتاجها. كم جميل ان يكون هذا التكريم لها في حياتها وليس بعد رحيلها، من ابناء شعبها ووطنها. وكم ممتع ان يجتمع عراقيو المنافي في التذكر لها. ومهما يكن فعسى ان يكون مثل هذا الحفل التكريمي علامة تذكر الجميع بقيمتها وقيمة وقامات الإبداع في هذه المنافي العديدة.