” .. كان ترامب عرض نفسه وانفصاله عن الحقيقة لمدة ساعة كاملة أمام وسائل الإعلام.
كان أداؤه غريبا، لم يمر أكثر من 90 ثانية في كلمته الافتتاحية قبل أن يبدأ الحديث بكلام لا معنى له، ومضى يغمز من قناة كلينتون بسبب رسائل بريدها الإلكتروني التي تم قرصنتها، وما قالوه عن التحيزات الخفية لرئيسة مؤتمر الحزب الديمقراطي المخلوعة ديبي واسرمان شولتز خلال حملة الانتخابات التمهيدية.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الواضح وضوح الشمس أن هيلاري كلينتون فرصتها جيدة جدا في أن تصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة. ولكن فازت أو خسرت، الآن هو الوقت المناسب لها كي تتصرف كرئيس مثلما تأمل أن تكون.
هيلاري كلينتون لم تعقد مؤتمرا صحفيا رسميا منذ أكثر من 200 يوم. وهذا أمر سيئ بما فيه الكفاية. وهي أيضا تتجنب الصحافة حتى في المناسبات العادية. وكانت ردودها العفوية على اسئلة الصحفيين في مارس الماضي هي المرة الأولى خلال 88 يوما، على سبيل المثال، التي ترد على أسئلتهم.
هذا العام، التقت الصحافة حوالي تسع مرات في المجمل، وكل مرة كانت لمدة خمس دقائق أو أقل. وقد انتقدت رابطة مراسلي البيت الأبيض كلا من كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. فالأولى تتجنب الصحافة والآخر يحاول الضغط على أي مراسل ينتقد حملته الانتخابية.
رفض كلينتون لمحاورة الصحفيين الذين يغطون حملتها الانتخابية بانتظام ، هو أكثر من مجرد خطأ. إنه يقوض ديمقراطيتنا.
كما انها سياسة سيئة.
وقد فتح تجنبها للصحافة الباب لما قد يصل الى حد الاهانات المطولة من المرشح الجمهوري ترامب، والذي يعد عدم استعداده لتحمل مؤتمر صحفي امرا لا شك فيه.
وكان ترامب عرض نفسه وانفصاله عن الحقيقة لمدة ساعة كاملة أمام وسائل الإعلام.
كان أداؤه غريبا، لم يمر أكثر من 90 ثانية في كلمته الافتتاحية قبل أن يبدأ الحديث بكلام لا معنى له، ومضى يغمز من قناة كلينتون بسبب رسائل بريدها الإلكتروني التي تم قرصنتها، وما قالوه عن التحيزات الخفية لرئيسة مؤتمر الحزب الديمقراطي المخلوعة ديبي واسرمان شولتز خلال حملة الانتخابات التمهيدية.
ولكن هذا هو جمال المؤتمرات الصحفية هذه المؤتمرات يمكن أن تكون، باختصار، كاشفة.
ترامب وبالرغم من جميع أخطائه - من فشله في الاعلان عن عائدات الضرائب الى قراره السخيف بنثر أوراق اعتماد صحيفة واشنطن بوست – إلا أنه يرد على أسئلة الصحافة ولو بشكل روتيني. وبذلك، فانه يشرح وجهات نظره وأولوياته، وفي شكل يتيح النظر فيها وبحثها ودحضها.
هيلاري كلينتون لم تفعل ذلك، وهي مخطئة.
قد يكون هناك أسباب وجيهة، أو على الأقل أسباب منطقية لحملتها الانتخابية، ولهذا كان هو الحال، وربما كان محاميها اقنعها بأن أسئلة الصحفيين حول فضيحة البريد الإلكتروني يمكن أن تضر بها في حين لايزال مكتب التحقيقات الفدرالي يجري تحقيقاته. أو ربما هي فقط لا تحب الصحافة – فمن الذي، في الحقيقة، يمكن أن يلقي اللوم عليها؟
لكن أسبابها، مهما كانت، لم تكن وجيهة بما فيه الكفاية، والآن فقد اختفت ببساطة مثل هذه الأسباب. ومع قبولها للترشيح ليلة الخميس الماضي، فسيأتي الوقت، وسيأتي على وجه السرعة، كي تتفاعل بطريقة ذات مغزى مع الصحافة، ليس لأن ترامب قال انها ينبغي لها ذلك، وليس لأن كتابا مثلي يقولون انها ينبغي لها ذلك، ولكن لأنها تعرف أن تصرفاتها على مدى الـ100 يوما المقبلة سوف تقول أكثر من كلماتها بكثير، بل أكثر من أدائها في الفترة الماضية، حول كيفية تصرفها كرئيسة إذا فازت في نوفمبر القادم.
في نظر البعض، قد تكون الصحافة قبيحة، وقد تكون ناقصة؛ أو يمكن أن تكون قصيرة النظر ومفتونة إلى ما لا نهاية بالصراع؛ وقد يمكن ترهيبها بسهولة والتلاعب بها أحيانا.. ولكن في كل ذلك فإنها تعكس النواقص لدى نفس الناس الذين يقرأونها ويشاهدونها، وعلى الرغم من كل هذا، إلا أنها تبقى أفضل كابح، وربما الكابح الدائم الوحيد، ضد الاستبداد في هذا البلد. قد تكتظ المحاكم بالقضايا، وقد تنقلب السوابق، وقد يروع الكونجرس؛ أما الصحافة الحرة فستبقى باعتبارها أفضل وسيلة لضمان أن يكون للأفراد صوت في بلدهم.
وفي عدم احترامها لذلك، فإن كلينتون تزدري الناس الذين ترغب بشدة في قيادتهم. الآن هو الوقت المناسب لها لتغير تلك السياسة.

مايكل ليندنبيرجر
كاتب عمود في صحيفة دالاس مورنينج نيوز خدمة ام سي تي خاص بالوطن