أَغْرقيني في هَوانا
إنَّني أَهْوى الْغَرقْ
واسْقني حُبَّكَ خَمْرا في ليالٍ
مِنْ ألَقْ
واغْزِلي عِشْقي وِشاحا
مِنْ خُيوطِ الشَّوْقِ كَيْ يَبْقى اشْتِياقي
جَمْرَةً في راحَتَيْنا
تُشْعِلُ الْمَكْنونَ فينا
تُسْكِرُ الْقَلْبَ الصَّديْ
حَتَّى يَسوْدَ الْحُبُّ في أقْصى مَداهُ
ثُمَّ لا يَفْنى إذا هَلَّ الشَّفَقْ
وَدَعي الْعَقْلَ الَّذي أشْقى مُنانا
هَلْ يُجازى في الْهوى
إلا فتىً فازَ بِلَذَّاتِ الْعِشِقْ
هَلْ سَيُجْدي
إنْ سَجَنّا الْحُبَّ في صَمْتِ الْوَرَقْ
أوْ غَدَتْ أشْواقُهُ لَحْنا يُغَنَّى
أوْ سَرَتْ دَقَّاتُهُ شِعْرا
على ثَغْرِ الصَّبايا في الطُّرُقْ
أَدَرى قَيْسٌ وَلَيْلى ما أضاع الْعُمْرَ إلا
حِيْنَ ظَنَّا
أنَّ لَحْنا دُوْنَ أوْتارٍ سَيَبْقى
في زَمانٍ لا يَعي مَعْنى الصِّدِقْ
فتعالي يا رَحيْقَ الشَّوْقِ نَحْثو
ما اسْتَطعْنا مِنْ كؤوس الْحُبِّ حَتّى
يَرْتوي الْقَلْبُ فما نَدْري متى يأْتي الشِّتاءُ الْمُرُّ
كيْ يَغْزو خُطانا
ثُمَّ لا نَلْقى سوى دُنْيا الْأرقْ
أيُّ حُبٍّ سَوْفَ يَحْيا دُونَ ماءٍ
أوْ أتاهُ الْليلُ في ثَوْبِ الْقَلَقْ
أوْ جَفاهُ الْنورُ إنْ جاءتْ تباشيرُ الْفَلَقْ
فَدَعينا
ثُمّ لا تُلْقي إلى الْعَقْلِ اعْتبارا
إنَّما نَحْنُ ثوانٍ في حسابِ الدَّهْرِ حَتما
سَوْفَ يَتْلوها الْغَسَقْ

هشام مصطفى
شاعر مصري