[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” دخلت الاضراب تضامنا مع رفيقك بلال, ورفاقك كلهم المتضامنين معه, وقد أصبحت حياته مهددة بجلطات دماغية. ما زال العدو متمسكا بشروطه في إطلاق سراحه شريطة غيابه عن الوطن 4 سنوات. رفض بلال الشرط , وما زال يرفضه. أبى, إلا الدخول في معركة الإرادة مع الجلادين الطارئين على الوطن الفلسطيني المنزرع عميقا في التاريخ وفي الأزل. ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اندمجت بالهواء الفلسطيني نَغما يردد أصداء التاريخ, حكايات فلسطينية لا تنتهي. صرتَ نجما في أفقها البهي, تطير مع شذاها العطر, المُلوّن بأزهار برتقالها ونرجس جبالها وعَبَق ورودها وصفرة قمح بيادرها .. تصبح الحكاية مدى للأفق المفتوح على قضية, حملها الشعب الفلسطيني منذ الأزل في التعامل مع الغزاة الأشرار. تمثّل المدى بحرا... تضرب أمواجه صخور الميناء الفلسطيني, وبلاطات كنعانية شكّلت أجزاء منارات هادية لكل الفلسطينيين على مرّ العصور, حنت عليك فلسطين عشرين عاما, حين اختبأتَ في حدقات عيونها جملة ودمعة حزينة..نزلت من عين المسيح مرتين, الأولى, حين أرادوا صلبه. الثانية عندما باعه يهوذا بثلاثين من فضة! بكت مريم العذراء ..على أول شهيد فلسطيني. مثلما باعوه, باعوك بثمن بخس .. وسلموك ليهوذا كي ينتقم لتاريخ مضى, وحاضر نعيشه ألماً... ومستقبل لم يحسنوا قراءته, فأضاعوا الوطن, جعلوه لقمة سائغةً في أفواه الشياليك.
خسئوا, سيظل وطننا فلسطين عصيا على مضغهم. وستظل وفيا للوطن, مثلما كنتَ دائما يا أبا غسان. أيها القائد الفلسطيني السابح في نسغ العروق الفلسطينية, مثل زيتونة خالدة, تحول زيتها دمعا حارا لتهجير صاحبها. هي تنتظر, لا تمل انتظار العودة المظفرة, الآتية حتما, يوم يدخل الفلسطيني حدود الوطن وتضاريسه, شبرا شبرا, من نهره حتى بحره ومياه إقليمية مضاعفة كجزء من أمننا القادم. يحمل أكاليل النصر, بعد إزالة دولة العابرين في تاريخنا مثل صفحة سوداء! يمحو سوادها دماء شهدائنا على مدى التاريخ, تكلل صفحتنا البيضاء, تلال تضحيات شعبنا على مدى الأزل. أبا غسان.. بصمودِك تكتب جملتك في الصفحة الفلسطينية الخالدة.
دخلت الإضراب تضامنا مع رفيقك بلال, ورفاقك كلهم المتضامنين معه, وقد أصبحت حياته مهددة بجلطات دماغية. ما زال العدو متمسكا بشروطه في إطلاق سراحه شريطة غيابه عن الوطن 4 سنوات. رفض بلال الشرط , وما زال يرفضه. أبى, إلا الدخول في معركة الإرادة مع الجلادين الطارئين على الوطن الفلسطيني المنزرع عميقا في التاريخ وفي الأزل. فور إضرابك نقلك الخاسئون الغادرون إلى زنزانة انفرادية في محاولة عزلك عن كافة الأسرى, في محاولة الانتقاص من سحر تأثيرك عليهم. بالمناسبة هؤلاء المدّعين الذكاء هم الأغبى بين البشر. لم يعرفوا سحر تأثيرك وقوته على الآخرين رغم بُعدك عنهم. نعم ازداد عدد المضربين من كافة التنظيمات الفلسطينية إلى المئات, وبالحتم سيبلغ الآلاف أيها القائد.
أبا غسان: لم يُقدّر لنا اللقاء المباشر, ولكن من خلال الحديث على الهاتف عندما كان مُستطاعا, عرفتك تماما. سأظل أعتز يشهادتك عما أكتب من مقالات وأبحاث وكتب, وكيف وصفتها بالاستراتيجية, التي تصب في أهدافنا مباشرة. اعترف, تقييمك هذا أشعلَ فيّ طاقة كامنة يا رفيقي وقائدي. ولعلني لا أكشفُ سرا أن أقول, لقد رفضتَ الخروج من السجن إلا بعد رفيقيك عاهد أبو غلمة ووائل الجاغوب. أتعرف, رغم ألمي, أكبرتُ فيك هذا الأمر, ففي نظرك القيادة, هي محطة لخدمة كل الآخرين على طريق تحرير الوطن الفلسطيني. سياستك واضحة, وكذلك عمقك الفكري ونهجك الاستراتيجي وصفاء ذهنك.
أبا غسان, على طريق جورج حبش في استقالته من منصبه, وعلى طريق فارس الشهداء أبو علي مصطفى في الاستشهاد على أرض الوطن, وكان أول امين عام لتنظيم فلسطيني يستشهد. على طريقهما مضيتَ بمواصفة جديدة, باعتبارك أول أمين عام لتنظيم فلسطيني يُعتقل. أليس من حقنا يا رفيق.. أن نفخر بجبهتنا وبكم؟ من قبل استشهد غسان كنفاني وجيفارا غزة وغيرهما, وهذه هي الجبهة الشعبية.
رفيقي القائد, نحن معك في كل معاركك, ومعركة الأمعاء الخاوية.. ثق, بكم وبمثلكم.. وبشعبنا المعطاء بلا كلل, سنمضي منتصرين , وسنحرر الوطن ... فلسطين.