[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2015/09/sayed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]السيد عبد العليم[/author]
” إن البحث عن مصادر طاقة بديلة أمر جدير بالاهتمام، على ألا يقتصر الأمر على البحث فقط. ولكن ما قامت به هذه الشركة وما لقي من أصداء وتجاوب من قبل المسئولين المعنيين في السلطنة والتشجيع والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الجهات المعنية في مجال الطاقة البديلة، بلا شك يبرز مدى وعي الجهات المعنية بهذا الأمر بما يدشن لمرحلة عملية جديدة.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بكورة من نوعها تبشر بحدوث نقلة نوعية في مجال الطاقة النظيفة واستغلال الطاقة الشمسية الوفيرة في هذا البلد، نظمت شركة السراج للتكنولوجيا الحديثة مؤخرا ندوة تعريفية عن منتجات المصنع العماني الخاص بإنتاج مصابيح قليلة التكلفة والأعمدة الحديدية لإنارة الطرق التي تعمل بالطاقة الشمسية. ويعد هذا المصنع هو الأول من نوعه في السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة، والذي يعمل بأحدث المكائن والمعدات والمواد الأولية وسوف يبدأ بإنتاج أعمدة الإنارة التي تعمل بالخلايا الشمسية التي بدورها سوف تقلل من الاستهلاك المتزايد للكهرباء وتحافظ على البيئة، حسبما أعلن المهندس كريس مدير عمليات الإنتاج في المصنع والذي أوضح عبر العرض المرئي الذي قدمه في الندوة أنواع المنتجات التي سينتجها المصنع وآليات العمل، مشيراً إلى أن إنتاج شركة السراج من مصابيح الإنارة للشوارع قد تم تصنيعها ضمن أعلى المواصفات التي تلائم الجو الحر والعواصف الترابية وبشكل انسيابي يسهل الصيانة.
وأوضح سعدون بن حسين الحمداني المدير العام المفوض لشركة السراج للتكنولوجيا الحديثة أن إقامة هذا المصنع يعد الأول من نوعه في السلطنة والمنطقة من حيث التقنيات الحديثة، مضيفاً أن الشركة لديها شراكة عمل حقيقية مع شركة (365 group UK) البريطانية الرائدة منذ عقود في صناعة مصابيح وأعمدة الإنارة وهي جزء من الشركة العالمية (British Gas)التي تشرف على الجانب الفني، مشيراً إلى أن المصنع يتكون من قسمين، وهما: القسم الكهربائي لإنتاح كافة أنواع المصابيح « LED»، والقسم الميكانيكي لإنتاج الأعمدة الحديدية لإنارة الشوارع التي تعمل بالطاقة الشمسية كمرحلة ثانية من المشروع بأجود المواصفات العالمية، حيث يتراوح رأسمال المشروع حوالي أربعة ملايين ريال عماني ويقام المصنع على مساحة وقدرها عشرون ألف متر في منطقة سمائل الصناعية. وأضاف الحمداني: إن الهدف من إقامة المصنع هو جلب التقنيات الحديثة للسلطنة، وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية في المجال الصناعي، بالإضافةً إلى تلبية احتياجات السوق العمانية من هذه المواد التي تستورد حالياً من الخارج، حيث كانت ومازالت الشركات المنفذة لمشاريع الطرق والإنارة تستورد هذه المواد من الخارج وبكلفةٍ عالية وتقوم بتصدير الفائض منه إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا كسوقٍ ثانٍ لمصنعنا، معرباً عن أمله أن يكون المصنع جاهزاً للإنتاج بداية العام القادم لرفد القطاع الحكومي والخاص، مشيداً بدعم ومساندة كافة الجهات الحكومية في إنشاء وإقامة المصنع في منطقة سمائل الصناعية من خلال تسهيل إجراءات موافقات البناء.
وأعرب جوردن الرئيس التنفيذي لـ(365 group UK) عن سعادته بالدخول للاستثمار في السوق العمانية، مشيداً بالمناخ الاقتصادي المزدهر والمشجع على استقطاب المستثمرين الأجانب والدعم الذي لقيه من قبل الجهات الحكومية المختصة لتسهيل إجراءات إنشاء المصنع وبالتحديد المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، وهذا بدوره سوف يدفع ويشجع الشركات البريطانية الأخرى إلى الاستثمار في السلطنة، حيث أن هدف الشركة هو الحفاظ على بيئة نظيفة من خلال إدخال التقنيات الحديثة في إنتاج مصابيح الإنارة «LED»وأعمدة الإنارة الحديدية للشوارع والتي تعمل بالطاقة الشمسية.
ورعى الندوة هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، والذي أكد على أهمية مثل هذه المشاريع للسلطنة من حيث نقل التقنيات الحديثة والمتقدمة والتي تشكل قيمة مضافة لمنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، مشيراً إلى أنها تشكل نقلة نوعية فيما يتعلق بتوفير الطاقة واستخدام الطاقة النظيفة والبديلة التي تسهم بصورة كبيرة في دعم توازن البيئة.
وأضاف الحسني: نتطلع من خلال هذا المصنع، الذي يقام في منطقة سمائل الصناعية، أن يقوم بدورٍ ريادي في مجال توفير منتجات الطاقة النظيفة لمختلف المشاريع داخل السلطنة وخارجها، كما أن قيام الشركة بالتنسيق مع وزارة القوى العاملة لابتعاث الكوادر العمانية للتدريب في المملكة المتحدة وتأهيلهم للتعامل مع التقنيات المستخدمة في إنتاج الطاقة النظيفة، وهذا ما ينعكس إيجاباً على المجتمع العماني بكل تأكيد، مضيفاً بأن حكومة السلطنة تسعى باستمرار لتعزيز دور الطاقة الشمسية واستخدامها كطاقة بديلة تماشياً مع التوجه العالمي.
ان البحث عن مصادر طاقة بديلة امر جدير بالاهتمام، على ألا يقتصر الامر على البحث فقط. ولكن ما قامت به هذه الشركة وما لقي من اصداء وتجاوب من قبل المسئولين المعنيين في السلطنة والتشجيع والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الجهات المعنية في مجال الطاقة البديلة، بلا شك يبرز مدى وعي الجهات المعنية بهذا الامر بما يدشن لمرحلة عملية جديدة. ويمكن ان تمثل تجربة هذا المصنع انطلاقة حقيقية لها والتي سيعقبها دخول شركات اخرى في هذا المجال بما يؤدي الى وجود حالة من المنافسة في تقديم افضل المنتجات بأحدث التقنيات وبأسعار تنافسية تجذب إليها المستهلكين سواء كانت جهات حكومية او شركات خاصة. بما ينعكس في النهاية على مصلحة البلد من حيث محاولة استغلال تلك النعمة الكبيرة التي وهب الله بها السلطنة وهي نعمة الطاقة الشمسية الهائلة لديها والمنتشرة في كل ربوعها واستخدام التقنيات الحديثة في الانتفاع بها في الحياة اليومية كمصدر طاقة نظيف وبلا آثار جانبية بيئية. فضلا عن توفير فرص عمل وتوفير منتجات تحتاجها البلد بشكل كبير بما يمثل اضافة الى الناتج المحلي فضلا عن تصدير الفائض عن السوق المحلي الى البلدان المجاورة وغيرها بما يؤدي الى زيادة التبادل التجاري وتحقيق اضافة الى الميزان التجاري للسلطنة مع غيرها من البلدان. إضافة الى مواكبة التقنيات المتقدمة واستغلالها الاستغلال الامثل في الحياة اليومية. واضافة علامة تجارية للسلطنة عندما يحمل منتج رائج مثل هذا عبارة"صنع في سلطنة عمان" بما يعد اضافة اقتصادية ومعنوية كبيرة لأبناء السلطنة. بالاضافة الى اهم شيء في ذلك وهو تخفيف الضغط على مصادر الطاقة التقليدية وذلك انه عندما يتم توفير لمبات موفرة للطاقة وأعمدة انارة حديدية تعمل بالطاقة الشمسية فان ذلك سوف يقلص بدوره من استهلاك الطاقة الكهربائية التقليدية التي يمكن استغلالها في مجالات أخرى ومن ثم تخفيف الضغط عليها ولاسيما في فصل الصيف، حيث يتضاعف استهلاك الكهرباء جراء الحرارة الشديدة. فكل ذلك يدشن لمرحلة جديدة بحاجة الى مزيد من الالتفات اليها وتعزيزها بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.

السيد عبد العليم
مترجم وباحث سياسي
[email protected]