[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بإلقاء الأميركيين القنابل القاتلة الوحشية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين وقتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وهي واحدة من الجرائم البشعة الموثقة في تاريخ الولايات المتحدة، ووسط الصدمة الهائلة التي هزّت المجتمع الياباني بسبب الهزيمة المريرة التي تعرض لها شعب اليابان العريق، ولأن نهاية الحرب فتحت انهار الدماء والدمار الهائل في اليابان بعد أن قدّم اليابانيون التضحيات الجسيمة، فقد هبّ الناس في حركة غاضبة وموجة احتجاجية على الإمبراطور شخصيا، رغم الهالة الكبيرة والاحترام والتوقير الذي يكنه الشعب الياباني للإمبراطور وعائلته التي تحكم البلاد عبر مئات السنين، ولم يخرج الغاضبون برفع الشعارات واطلاق الهتافات والتصريح لوسائل الإعلام، وإنما اقتحم هؤلاء قصر الإمبراطور واتجهوا مباشرة إلى مطبخ الإمبراطور ليشاهدوا ماذا يأكل والشعب يموت من الجوع بسبب تداعيات الحرب، لكن هؤلاء لم يجدوا لدى عائلة الإمبراطور ما يميزها كثيرا عن بقية العوائل الجائعة في عموم البلاد.
هذا ما يتعلق بالتجربة اليابانية في ردّهم على الهزيمة والضياع وخسارة مئات الآلاف من أهلهم خلال الحرب وبعد القصف الأميركي الاجرامي الوحشي بالقنابل النووية، ومعروف أن ذلك سلاح الجبناء في مواجهة الآخرين، أما ما يتعلق بالصمت العراقي فإن عناوينه تثير السخرية الحقيقية، فقد خسر العراقيون الملايين من أبنائهم بسبب سلوكيات وسياسات وتسلط الحكام الذين نصبهم الغزاة الأميركيون المجرمون، وأن هؤلاء بدأوا ببرنامج حلّ مؤسسات العراق السيادية واستبدالها بأدوات مهمتها في سنوات وجود القوات الأميركية تنصب على توفير الحماية للقوات التي تقتل العراقيين وتعذبهم، وهذا خزي وعار لا مثيل له يبقى في تاريخ الأشخاص وعوائلهم وعشيرتهم وقبيلتهم على مدى التاريخ، كما أن مهمة هؤلاء توفير الحماية لأدوات الغزاة في فرض التسلط على رقاب العراقيين، ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحد، فقد سجلوا أكبر سرقات في تاريخ الشعوب والأمم، ورغم تداول هذه المعلومات لدى جميع العراقيين ومعرفتهم بها إلا أنها لم تخرج من دائرة إتهام الشارع للمسؤولين والسياسيين. حتى خرج عضو برلمان ومن لجنة "النزاهة البرلمانية" في مقابلة تلفزيونية تداولها العراقيون على نطاق واسع وقال بالحرف الواحد " إن جميع المسؤولين والسياسيين العراقيين لصوص وسرّاق" واندهش المذيع لهذا الوضوح وسأله وماذا بالنسبة لك، أجاب بدون تردد " أنا أيضا" وقال إن الرشى التي يتقاضاها المسؤولون والبرلمانيون بملايين الدولارات.
ووفق ما ذكره وزير الدفاع مؤخرا امام البرلمان وتناقلته الفضائيات، فإن السرقات بالملايين في العقود، وهذا يعني أن ثروة العراق يسرقها البرلمانيون والمسؤولون من وزراء وسفراء ومستشارين وأقاربهم ومن يدور في أفلاكهم.
المشكلة أن هذه السرقات الهائلة أصبح الحديث عنها بكل وقاحة ووضوح.
والعراقيون صامتون صامتون وهامدون للأسف الشديد.