لتنشيط حركة السياحة البحرية
مسقط ـ العمانية: تشتهر محافظة مسقط ببحرها الهادئ وشواطئها الذهبية الجميلة، وتوجد أفضلها في قرى صغيرة محيطة بها، كالجصة والخيران والسيفة ويتي، وتتميز بأجواء هادئة وخلابة تجذب السياح من داخل وخارج السلطنة للتخييم والاستجمام والغوص، مما شجع الكثير من الشباب العماني على تأسيس شركات سياحية خاصة لتنشيط حركة السياحة البحرية.
ويقول سعيد الرحبي مالك شركة نجمة البحر للسياحة لوكالة الانباء العمانية: ان فكرة تأسيس شركة سياحية كانت بذهني منذ فترة ـ خاصة بعد تقاعدي من عملي بالبحرية السلطانية العمانية والتحاقي بعدها كقبطان سفينة في عدة شركات سياحيةـ حيث اطلعت عن قرب في هذا المجال السياحي وتشجعت بعد دراسة مستفيضة على تأسيس شركة سياحة بحرية رغم ضعف السيولة ولكن بتضافر العائلة تم شراء سفينة تقليدية، وبعدها بفترة تم شراء قارب سياحي، وما زال الطموح كبيراً في مجال السياحة البحرية رغم أننا ما زلنا في بداية الطريق، واستفادت الشركة عام 2015 من صندوق الرفد بدعم مالي كان بمثابة الاحتياط للشركة الوليدة تجاه أي عقبات قد تصادفها مستقبلا ويتم سداده بالأقساط المحددة.
وأوضح أن نجمة البحر السياحية تسير رحلات بحرية عديدة أهمها في الفترة الصباحية لمشاهدة الدلافين أو السباحة معها ورحلات الغداء والصيد واعياد الميلاد وكذلك رحلات المساء كرحلات مشاهدة غروب الشمس والمبيت وحفلات العشاء والرحلات الخاصة وغيرها .
وقال الرحبي إن هذه الرحلات تختلف حسب التوقيت الزمني فهي تنشط في الشتاء لاعتدال الطقس وتخف في الصيف لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وتختلف كذلك من حيث المدة فالمجموعات السياحية محددة بوقت زمني ما بين الساعتين إلى يوم كامل حسب نوع الرحلة ووقتها أو العدد وكذلك الأسعار تتفاوت حسب العدد وتوقيت الرحلة، وهذه الرحلات تصاحبها باقة من الخدمات والفعاليات الترفيهية كالغداء والعشاء وركوب قوارب التجديف والقوارب المطاطية والسباحة السطحية وألعاب كرة الطائرة واليد والقدم على الشاطئ ومسابقات ثقافية وحفلات الشواء وغيرها من الفعاليات التي تكون عادة مصاحبة لهذه الرحلات.
وتعتبر فترة الذروة في السياحة البحرية في السلطنة خلال الفترة ما بين شهري اكتوبر وابريل من كل عام ويشكل العمانيون قرابة 60% من نسبة الزبائن والنسبة الباقية للوافدين خاصة الأوربيين وأغلبهم من الألمان والفرنسيين، أما رحلات مشاهدة الدلافين والسباحة معها فليس لها مسار محدد اذ هي تحدد وفق تواجد الدلافين ولكنها عادة ما تكون في عمق بحري عمان والعرب مثل السيفة والفحل وقريات.
واضاف: إن التحديات التي تواجه الشركات السياحية كثيرة منها ضعف السيولة المالية خاصة لمثل هذه المشاريع التي تتطلب سيولة مالية تصل لمئات الآلاف من الريالات وارتفاع كلفة ايجارات المواقف في الميناء وهي مشكلة يعاني منها كافة مالكي السفن والقوارب، غير أنه تم تخفيضها الى النصف بالنسبة للمرخصين للعمل السياحي. كما أن هناك تحديا يعاني منه جميع المشتغلين بالسياحة البحرية يتمثل في موسمية العمل وذلك بسبب ظروف الطقس في البلد حيث تنشط السياحة البحرية خلال فصل الشتاء وتضعف وتقل خلال فترة الصيف، وكحل لهذا التحدي المستمر تعمل الشركات على إجراء خصومات وعروض مميزة على الأسعار تصل لـ 50% وأحيانا لـ 60% خلال فترة الصيف وذلك لتحريك العمل عوض التوقف نهائيا فيما تعول خلال اشهر العام الأخرى على السوق المحلية من العمانيين والجاليات الأخرى.
تجدر الاشارة إلى أن الشركات السياحية ومنها شركة نجمة البحر للسياحة تساهم في اثراء السياحة العمانية وذلك من خلال تعريف السياح من داخل وخارج السلطنة بالأماكن البحرية العمانية التي تمتد على طول خطوط الرحلات التي تسيرها الشركة أو تكون هي بحد ذاتها هدفا للرحلة (يقوم قباطنة السفينة والقارب بدور المرشد السياحي) حيث تمر رحلات الغداء بالبستان وبر الجصة ويتي وصولا إلى جزيرة بندر الخيران التي يتوفر بها كذلك مخيم مجهز للمبيت، فيما تمر رحلات مشاهدة الغروب بالبستان وقنتب وحرامل وسداب وجبل العالي وقصر العلم العامر وقلعتي الجلالي والميراني وصولا إلى مطرح حيث تتم مشاهدة الغروب بالقرب من ميناء السلطان قابوس السياحي.