ما من شك أن الميدان السوري يشهد حاليًّا متغيرات ومعطيات كثيرة تميل بصورة واضحة إلى كفة الجيش العربي السوري وتبين مدى قدرته على الصمود واكتسابه خبرات وقدرات جديدة مكنته من دحر الإرهاب في كل منطقة يدخلها خاصة بعد أن انتقل من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم الاستباقي على العصابات الإرهابية وقطع ذيول إرهابها التي حاولت بها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات خنق الشعب السوري ومن ثم تدمير سوريا، مُلْحقًا بها خسائر فادحة، ما مكَّنه بالفعل من استعادة مدن وتدمير بؤر كانت تتحصن فيها العصابات الإرهابية الإجرامية، متبعًا تكتيكات جديدة لمحاصرتها ومنع الإمدادات القادمة على الحدود، وليس أدل على قدرته وكفاءته وخبرته الواسعة وقوته النارية الكبيرة إلى جانب الذكاء في العمل العسكري والمعلوماتي والاستخباراتي، من ذلك الإنجاز في مدينة القصير والقلمون وحمص وحلب وريف دمشق ودرعا ودير الزور لا سيما تلك البؤر الإرهابية التي قال المتآمرون وأدوات إرهابهم إنها ستكون مقبرة للجيش العربي السوري. ويتوازى مع هذا النجاح الميداني للجيش العربي السوري الصحوة الشعبية والتفاف المواطنين السوريين حول جيشهم بعدما اكتشفوا حقيقة المؤامرة، وكذلك الحكمة التي تتمتع بها القيادة السياسية السورية التي لا تزال تحصد ثمار انتصاراتها السياسية والدبلوماسية وتفنيد خيوط المؤامرة وفضح المتآمرين وتعرية مواقفهم ونفاقهم.
إن هذا النجاح المتوالي واللافت في الميدانين العسكري والسياسي والدبلوماسي بات كصخرة كبيرة تجثم على صدور معشر المتآمرين، ولذلك فهم لا يزالون غارقين في دوامة البحث عن الاتهامات والذرائع في إطار عملية التشويه والتحريض التي تعد أحد الأركان الأساسية في مؤامرتهم على سوريا، وهي دوامة لم ولن تتوقف عند حد معين، طالما أن الأطراف الممعنة في التآمر على الشعب السوري مصرَّة على مواصلة التعبير عن كرهها وحقدها على سوريا شعبًا وجيشًا وحكومةً، بتحالفها (أي أطراف التآمر) مع الإرهاب سرًّا وعلنًا، فإن مخيلة أدوات الإرهاب وداعميها لن تتوقف عند تأليف المشاهد المفبركة وإخراجها في صورتها النهائية على أن ما تتضمنه من أحداث هي من فعل الجيش العربي السوري، على النحو الذي نسمعه الآن من أكاذيب وفبركات ودعايات عن هجمات بغازات سامة من فعل الجيش العربي السوري، في سيناريو مكرر لسيناريو الغوطتين وخان العسل وجوبر. إن هذه الاتهامات ليست جديدة، فقد سبق أن قامت العصابات الإرهابية بارتكاب مجازر بحق المدنيين الأبرياء والتي لم تعد اليوم سرًّا، بل موثقة ومعروفة للجميع، واتُّهِم كذبًا الجيش العربي السوري بارتكابها، كما اتهم أيضًا باستخدام صواريخ سكود ضد العصابات الإرهابية، إلا أنها عند النظر إليها نجد أنها دعايات وفبركات وأكاذيب تعري مرتكبيها ومطلقيها ومعديها وتفضحهم، فالسلاح الكيماوي المستخدم في الغوطتين تؤكد التقارير الأميركية قبل السورية والروسية أن من استخدمه هو العصابات الإرهابية وليس الجيش العربي السوري، بالإضافة إلى ذلك أن الكذبة التي ترددها أبواق التآمر اليوم عن استخدام غازات سامة في حماة وحرستا هي صادرة عن مجموعة من المتمردين والمنشقين السوريين، ما يعني أن هذه الفرية هي تدخل العميل والوكيل للتغطية على فضيحة الطرف الأصيل بعدما كشفت الحقيقة التقارير الأميركية، فضلًا عن محاولة سكب ضغوط نفسية والتأثير على معنويات الجيش العربي السوري والقيادة السياسية والعسكرية لمنع تقدم الجيش في الميدان، حيث تتزامن هذه الأكاذيب عن حديث بإيعاز الولايات المتحدة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بالتدخل ضد سوريا ودعم العصابات الإرهابية المسلحة والمدربة في إحدى الدول الاقليمية ورفع معنويات العصابات الإرهابية التي تعيث فسادًا في الداخل السوري.
لكن ومثلما تجاوز الجيش العربي السوري هذه الضغوطات ووضعها تحت أقدامه، فإنه لن تزيده إلا عزمًا على مواصلة الدفاع عن سوريا وشعبها ورد كيد الأعداء في نحورهم.