تشير الإحصائيات والدراسات إلى أن عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم بشكل عام وفي السلطنة بشكل خاص في تزايد مستمر، حيث أن أكثر من ثلث الناس الذين يعيشون على أرض السلطنة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها كالفيسبوك وتويتر وانستجرام وسناب شات وغيرها من المنصات، وكل يوم هناك الكثيرون ممن ينضمون إلى مواقع ومنصات شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبالنسبة للبعض فإن هذه الشبكات تعتبر من أهم الوسائل التي تبقيهم على اتصال مع من يريدون من أصدقائهم وأفراد عوائلهم، فشبكات التواصل الاجتماعي تتيح لنا مشاركة الأفكار والصور والملفات الفلمية والصوتية ومحتويات أخرى قد تكون عملية .. ولكن ماذا يحدث لكل هذه المحتويات عندما يأخذ الله سبحانه وتعالى أمانته ونموت، وهذا بالطبع واقع ويجب أن نفكر فيه وأن نعطيه الاهتمام، فالأشخاص يتأثرون بما يرونه ويقرأونه على شبكات التواصل الاجتماعي ويؤثرون بالآخرين بما يقومون بطرحه أثناء حضورهم وتواجدهم على الانترنت، لذلك فمن المفترض أن يكون هناك نوع من القلق في حالة وفاة الأشخاص وخروجهم من هذه الدنيا وفي نفس الوقت يكونون حاضرين على شبكات التواصل الاجتماعي وقد يكون البعض مؤثراً حتى في عدم تواجده، فماذا من المفترض أن يحدث لحسابات شبكات التواصل الاجتماعي بعد وفاة أصحابها؟
في حالة خسارة أحد الأشخاص فشبكة الانترنت ومن خلال حساب شبكة التواصل الاجتماعي الخاص بالفقيد قد تكون المكان الأنسب للتعبير عن أحاسيس ومشاعر الحزن بالإضافة إلى أنه قد يتحول إلى المكان الذي يتم فيه مشاركة ومراجعة الذكريات من قبل أفراد العائلة والأصدقاء، أيضاً الأشخاص الذين لم يعلموا بخبر الوفاة الحزين سوف يعلمون ذلك من خلال حساب شبكة التواصل الاجتماعي الخاص بالفقيد .. ولكن هناك نقطة جداً مهمة قد تغير نظرتنا للموضوع بـ360 درجة، ففاعلية حساب شخص ميت قد تكون له مشاكله أيضاً، فعالم التواصل الاجتماعي يحتوي على الغث والسمين، فلو فرضنا أن لهذا الشخص أناسا يريدون تشويه سمعته أو نشر محتوى عنه غير مرغوب فيه، في هذه الحالة من سوف يكون المسؤول عن منع ذلك .. وهل هناك من قد يلعب دور الحارس أو هل يمكن لشخص ما أن يطلب صلاحيات على الحساب ليلعب دور الوصي أو الولي البديل عن صاحب الحساب الأصلي والذي توفاه الله؟.
الإجابة على هذه التساؤلات لن تكون واحدة ومحددة بل سوف تكون مختلفة بين منصات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها. إلى الآن لا يوجد قانون خاص بهذا الموضوع يعطي أحقية التحكم بشبكة التواصل الاجتماعي للشخص المتوفى لأحد أقاربه مثلاً وحسب الأولية، فكل شبكة تواصل اجتماعي لها سياستها وقانونها الخاص بهذا الشأن، فشبكة الفيسبوك مثلاً أصدرت قاعدة مفادها أنه يحق للأصدقاء المقربين وأفراد العائلة تحويل الحساب العام الخاص بالشخص المتوفى إلى نصب تذكاري خاص به وطبعاً هذا النوع من الحسابات سوف يكون مقننا جدًا من حيث المعلومات الظاهرة لمتصفحي الحساب وإمكانية المشاركة فيه، كما يحق للعائلة في حال رغبتها أيضاً بعد إثبات حالة الوفاة طلب إغلاق الحساب نهائياً، وهذا بالطبع ينطبق كسياسة على الانستجرام أيضاً بحكم مرجعيته للفيسبوك. أما بالنسبة لتويتر فانه لا يسمح لأي كان من القيام بإدارة حساب الشخص المتوفى، بل يطلب في حالة رغبة المقربين إغلاق الحساب إرفاق الإثباتات والمستندات الدالة على حالة الوفاة ومن ثم يتم إغلاق الحساب بشكل نهائي، كما تقوم إدارة تويتر بإزالة مشاركات المتوفى وصوره مع الآخرين حسب شكل وظروف المشاركة بشكل تدريجي .. كذلك الحال مع شبكة اللينكد إن، فإنها تطلب أيضاً الاثباتات على حالة الوفاة ومن ثم تقوم بإغلاق الحساب، أما بالنسبة للسناب شات فللأسف لا يوجد أي توضيح يذكر فيه كيفية إغلاق الحساب بعد وفاة صاحبه أو ما يدل على كيفية التصرف نتيجة ذلك.
أطال الله بأعماركم وأمدكم بالصحة والعافية ولكن يبقى أن المحتوى على أي شبكة من شبكات التواصل الاجتماعي شيء مهم سواء كان الشخص على قيد الحياة أو ميتا ولذلك ظهرت بعض المواقع على الانترنت تقوم بالاحتفاظ بكلمات المرور الخاصة بالحسابات على اختلاف أنواعها وفي حالة الوفاة تقوم بتسليمها للشخص التي تمت التوصية عليه من قبل المتوفى ليقوم باللازم نحو إدارة الحسابات أو التكفل بعملية إغلاقها.

عبدالله بن ناصر البحراني