[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا أجزم أن بوتين وأردوغان تناولا بالبحث المعمق الحرب على سوريا، بقدر اهتمامهما بالاهم، كيف اعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين كما كانت في حدود الاربعين مليار دولار .. الرجلان شعرا بالقلق الاقتصادي منذ ان اتخذ بوتين موقفه الصارم من اسقاط تركيا لاحدى طائرته على الاراضي السورية. الرئيسان الروسي والتركي يشعران بحاجة ماسة لتطوير العلاقة، لكن على مايبدو فان لدى الروسي بقايا ألم تحتاج للمزيد من الوقت، ومن عادة الرجل " القيصر " ان لاينسى انه نسي ماوقع له من شر وهو الآمر والناهي حيثما تتواجد قواته.
حتى لو تم التباحث بين الرجلين حول سوريا، فمن المؤكد ان لايكون الملف الاول والاساسي في مباحثات مسح الغضب الروسي كما يمكن تسميته. ثم ان بوتين يعرف سلفا انه سيكون صعبا للغاية التفاف جديد لتركيا في الحرب على سوريا، فبعد كل هذا التدخل واحجامه الهائلة وما نتج عنه من ترابط مصالح وتشابكها ومن فعاليات لاتوصف، لايمكن ان يسمع وعدا من اردوغان بتغيير ما، او بقابلية تغيير في الوقت الحاضر.
ثم ان الاميركي رغم العلاقة الفاترة الجديدة بينه وبين الرئيس التركي، يراقب بدقة التفاصيل المفصلة في اللقاء التركي الروسي .. الاميركي الذي يعيش شهوره الاخيرة في رئاسة بلاده، لايريد الابتعاد عن الفعل في قضايا المنطقة ، سيظل مخلصا لفكرة كوندوليزا رايس حول الفوضى الخلاقة التي هي غير خلاقة، وهذه المرأة التي كانت يوما وزيرة للخارجية الاميركية لم تطلق المصطلح عبثا، هو ثمرة كتابات ونقاشات في البيت الابيض، وهو تراكم افكار حول كيفية التغيير في منطقة الشرق الاوسط ، والذي على اساسه وصلنا الى نتائجه ومازلنا على الطريق ، حيث مازال العراق على انين وقد تنفذ فيه اول تجربة تغيير تقسيمي كما يخطط الاميركي ، ثم سورية التي مازال جرحها راعفا ، والاميركي يجري فيه المزيد من الجروح الجديد ، وكذلك الحال في لييا وفي غيرها.
لعل ماانتهت اليه قمة الرئيسين التركي والروسي انها نظرة في البعيد ، فليس هنالك عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، العالم كله فاهم لهذه النظرية ويعمل عليها، وتلقى من جانب الجميع احتراما والتزاما. ونعتقد انهما وضعا اسس مراحل ، من ضمننها غسل القلوب، رغم كل مافعله الرئيس التركي من اعتذار قيل انه كلام تأسف قبله الروسي الذي يحتاج كثيرا لاصطفافات صداقات تتيح لاحلامه ان تتحقق. لعل اردوغان قدم شكره للموقف الروسي وبالذات لما فعله بوتين من دعم له اثناء عملية الانقلاب الاخير. المفارقة، ان لقاء الرئيسين جاء في توقيت حلبي لاهب .. فهل كانت حلب على طاولة مباحثاتهما ام انهما مرا بسرعة على تفاصيل مجريات المدينة التي تحتاج فعلا للتذكير بانها العاصمة الاقتصادية لسوريا، اذا اقرينا باهمية الاقتصاد في مباحثات الرئيسين.
اي امل لهذا الشرق والاميركي لايريد الثبات على موقف .. ومع انه يمكن القول ان وزير الخارجية جون كيري شبه مقيم في موسكو، الا ان الطرفين لم يتوصلا الى حل او بدايته للحرب على سوريا، ثمة كلام يقوله الرئيس اوباما ينسفه كيري او العكس، فنحن امام حالة تكاذب اميركية يراد لها ان تظل عائمة تحكم الواقع السوري الى مالانهاية.
ثم اني نسيت ان اسمي المدينة العظيمة التي التقي فيها الرئيسان، واسمح لنفسي التمسك باسمها القديم المحبب وهو ليننجراد بدلا من إسمها (الأقدم) بطرسبورغ.