[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/khamis.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]خميس التوبي[/author]
تطورات الميدان السوري عندما تميل كفته لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه دائمًا ما تثير حالة من الحنق والهيستيريا لدى معسكر التآمر والإرهاب المعادي للدولة السورية، والساعي إلى تدميرها عبر تنظيمات الإرهاب التي أنتجها ويواصل إنتاجها، وتعويم بعضها المشمول بقرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي تطالب بمحاربته وتحظر التعامل معه بأي شكل من الأشكال مثلما هو حال ما يسمى "جبهة النصرة" ذراع تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، حيث كانت سرعة التحرك لافتةً نحو تعويم إرهابها ومحاولة إلباسه لبوس الاعتدال بتغيير مسماها، وهذا في حد ذاته دليل إدانة ويفضح من يدَّعون أنهم يحاربون الإرهاب، فضلًا عن أن هذه السرعة تؤكد ـ بما لا يدع مجالًا للشك ـ أن تنظيم القاعدة ومشتقاته مثل "داعش والنصرة وجيش الإسلام وأحرار الشام وجيش الفتح ونور الدين زنكي" وغيرها من المسميات ـ التي ما أنزل الله بها من سلطان ـ تؤكد أن هذه التنظيمات الإرهابية لها منتجون وصانعون ورعاة يوجهونها لتضرب البقعة التي يريدون استهدافها، ولا علاقة لها بالشعارات الكاذبة التي ترفعها من قبيل "الجهاد وإقامة دولة الخلافة ومحاربة من تسميهم "الكفار" وغير ذلك) لأن لهذه شروطها ومقتضياتها، فشروط "الجهاد" تتوافر في أرض فلسطين المحتلة وما عداه في غيرها فهو إرهاب. فبإشارة سريعة من المنتجين والمشغِّلين للإرهاب وتنظيماته جاءت مسرحية فك ارتباط ما يسمى "جبهة النصرة" عن القاعدة التنظيم الأًم، وهي مسرحية فيها ما فيها من الضحك على الذقون والاستخفاف بالعقول.
ودون شك أن هؤلاء المنتجين والرعاة والمشغِّلين للتنظيمات الإرهابية يراهنون على إنجازات هذا التنظيم الإرهابي المسمى بـ"جبهة النصرة" لكونه التنظيم ـ إلى جانب تنظيم "داعش" الإرهابي ـ الأكثر تنظيمًا وعددًا وكفاءةً وخبرةً في الإجرام والإرهاب والعيث فسادًا وسفك الدماء، واستهداف المدنيين الرافضين للانتقال من الولاء لوطنهم سوريا وجيشه إلى الخيانة والعمالة لأعدائه وأعدائهم، وكذلك استهداف قوات الأمن والجيش السورية المدافعة عن حياض الوطن السوري، والرافضة هي الأخرى للانشقاق والتمرد وخيانة الأمانة الملقاة على عاتقها في الذود عن تراب وطنها.
وفي ظل الجهوزية التامة والاستبسال والصمود والتخطيط العسكري الاستراتيجي المحكم في مدينة حلب الشهباء، لمواجهة أكثر من نصف دول العالم على أرض هذه المدينة التاريخية العريقة الصامدة، والتي من بينها دول عظمى وكبرى في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، يواصل إرهاب "النصرة" تقهقره وانكساره ومن معه من إرهاب يواصل الأميركي وعملاؤه وأتباعه خداع المغيبين والمعزولين عن الواقع بوصفه بأنه "معتدل" أو "معارضة معتدلة"، وهو ما بدأ ينعكس بصورة مباشرة في الوجوه العابسة والألسنة الراطنة للمنتجين والمشغِّلين والرعاة الذين سرعان ما يهرولون إلى أرشيفهم للنبش في دفاتر تآمرهم القديمة علَّهم يجدون فيها ما يعينهم على إيقاف هذا التقهقر والانكسار على أرض الميدان، ويبدو أنهم لم يجدوا فيها سوى الوسيلتين اللتين في كل مرة يلجأون إليهما عند كل هزيمة وانكسار:
الأولى: شماعة المساعدات الإنسانية والتي لا يتعلقون بها إلا حين تكثر خسائرهم وتندحر فلول إرهابهم أمام بواسل الجيش العربي السوري وحلفائه. وكما هو معروف أن هذا الأسلوب هو أسلوب مكشوف ومفضوح؛ لأسباب كثيرة منها أن من يمنع وصول المساعدات الإنسانية هم التنظيمات الإرهابية المسلحة لأهداف معروفة من بينها لإثارة الرأي العام العالمي والتشويه والتحريض ضد الحكومة السورية وتصويرها أنها هي التي تحاصر المدنيين وتمنع عنهم هذه المساعدات، وكذلك لمحاولة الانتقام من المدنيين الذين تحاصرهم هذه التنظيمات الإرهابية لرفضهم خيانتهم وطنهم سوريا، والتخندق في خنادق الخونة والعملاء والأعداء، ومن بين الأسباب أيضًا، قيام التنظيمات الإرهابية بالاستيلاء على قوافل المساعدات الإنسانية لكي تستطيع البقاء ومواصلة إرهابها، فضلًا عن قيامها ببيع بعض مواد هذه المساعدات للمحاصرين بأثمان باهظة. على أن هناك سببًا آخر لا يقل أهمية وهو محاولة الاستفادة من شماعة المساعدات الإنسانية مع ما تتطلبه من هدنة لإخراج عملاء استخبارات وضباط عسكريين أجانب يخططون ويديرون هذه التنظيمات الإرهابية، كما حدث من قبل في مدينة حمص القديمة. ولذلك يحاول معشر المتآمرين الدفع بستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لاستخدام شماعة المساعدات الإنسانية للأهداف والأسباب السابق ذكرها. وهو ما يطرح علامات استفهام حول مهمة دي ميستورا، وما إذا كان نسخة مكررة من الأخضر الإبراهيمي؟!
الثانية: استخدام التنظيمات الإرهابية للسلاح الكيماوي ضد المدنيين وعناصر الجيش العربي السوري، وتوظيف آلة الإعلام المتآمر والمعادي لسوريا في محاولة إلصاق تهمة استخدامه ضد الجيش العربي السوري، حيث جاء التصعيد السياسي وما رافقه من هستيريا لأدواتهم الإجرامية والجنون الإعلامي الأميركي والأوروبي المأفون بالرمي بالملف (الكيماوي) في الجغرافية السورية ليعبِّر عن حالة الشلل والبؤس واليأس وفقدان الحلم وضياع بوصلة التآمر والتخاذل الاستعمارية على يد حماة العرين رجال الجيش العربي السوري الذين لم يتركوا مناسبة لقوى الغدر والعدوان إلا وقاموا بقلب الطاولة على رؤوس مستخدمي هذه الأسلحة الكيماوية وعلى رؤوس أسيادهم من منتجيهم ومشغِّليهم.