السالمي : التعايش في أرض عمان منذ القدم وحتى اليوم قائم على المشترك بين الاديان والثقافات
خالد السعيدي : الندوة ستناقش العديد من القضايا والظواهر الاجتماعية وترسيخ قيم الحوار بين الاجيال
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي :
رعى معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية صباح أمس حفل افتتاح (الندوة الوطنية حول أفضل الممارسات المجتمعية العمانية) التي تستمر يومين وينظمها مجلس الدولة بمبنى مجلس عمان بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمكرمين اعضاء مجلس الدولة وعدد من المسؤولين والمحاضرين والمفكرين .
بدأ حفل افتتاح الندوة بكلمة لسعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي أمين عام مجلس الدولة رئيس اللجنة التحضيرية للندوة قال فيها : نجتمع اليوم في رحاب مجلس عمان (بيت الشورى العمانية) من أجل تعزيز قيم متأصلة في وجدان كل عماني ، موضحا بأنا الندوة ستناقش العديد من القضايا والظواهر الاجتماعية ليتم بعد ذلك التوصل الى توصيات تسهم في ترسيخ قيم الحوار بين الاجيال ، وتحافظ على القيم العمانية الاصيلة وتؤكد الاعتزاز بالهوية العمانية وتبرز دور الاعلام في تحقيق التوعية بالظواهر الاجتماعية وتقترح أفضل السبل لترشيد الإنفاق في المناسبات الاجتماعية .
وأشار السعيدي إلى أن وجود كوكبة من قيادات المجتمع تحت سقف واحد يعتبر ثمرة من ثمار التنسيق والتعاون البناء بين مجلس الوزراء ومجلس عمان والمجالس البلدية والجمعيات المهنية والأهلية والمؤسسات الأكاديمية ، مؤكدا بأن هذا التعاون يؤسس لمرحلة من الشراكة الفاعلة في إطار دولة القانون والمؤسسات التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث يسعى الجميع إلى الحفاظ على مكتسبات الوطن وخدمة المواطن ، أينما كان على أرض عمان الطاهرة كل في موقعه ووفق مجتمعه ولحمة وطنية مستمدة من فكر قائد مسيرة عهد النهضة المباركة وتفانيه في البذل والعطاء .
وقال :مين عام مجلس الدولة : إن المجتمع العماني سليل حضارة ضاربة في أعماق التاريخ ، جعلت منه مجتمعا متفردا بالكثير من القيم ، والعادات والتقاليد التي نعتز بها ونفخر ، مما يحتم علينا جميعا أن نعمل من أجل المحافظة عليها ونقلها إلى الأجيال المتعاقبة خالية مما قد يشوبها من سلبيات تؤثر على نقائها وصفائها.
وأوضح السعيدي أن الحوار بين مختلف الأجيال بشفافية ووجود إعلام واع بقضايا المجتمع وسيلتان مهمتان في تعزيز ارتباط المواطن بقيم المجتمع وتمسكه بعاداته وتقاليده وتحصينه من بعض الظواهر الاجتماعية الدخيلة عليه نتيجة تفاعله مع المجتمعات الأخرى .
من جانبه ألقى معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية كلمة قال فيها : من سعادة المرء أن يقف تحت قبة هذا الصرح العماني الخالد ، في رسالته ورساليته ، التي أرادته العناية الإلهية لتحقيق نهج التجديد والشورى والسير بهذا الشعب الوفي نحو مستقبل آمن رصين ، استلهاما من شرع الدين الحنيف وتاريخه العريق وعروبته الأبية وأخلاقه العليا .
وأوضح السالمي في كلمته أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أراد لهذا الصرح وضوح الرؤية وتحديد الغاية والمشاركة الفاعلة بين الحكومة والشعب والإسهام بفعالية وإيجابية في تطوير الدولة والمجتمع وبناء القدرات العلمية والعملية والمهارات الفنية والخبرات التقنية وأكد معاليه أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال معرفة دقيقة بإمكانات هذا البلد ومقدراته ، دينيا وحضاريا وإنسانيا على الصعيد الفكري ومن خلال موقعه وجغرافيته اقتصادا وتجارة واستثمارا ، وهو ما نحاول طرحه في سياق موضوع الندوة الوطنية حول أفضل الممارسات المجتمعية العمانية .
وقال معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي : ان اطلالة عمان البحرية بسواحلها جعلت التكوين الجغرافي لها كأنها يدين مفتوحتين للتاجر الصالح من بقاع الارض ، فيجد وجه عمان المشرق قبالته ، تستقبله سواحلها الرملية في وداعة وهدوء وجبالها تعكس الهيبة العمانية عزة وشموخا ، ونخلتها العربية تطبع في المخيلة الاصالة والبركة ، وشمسها الدافئة تكتسب اجواءها اشعاعا وحركة دؤوبة ، وكل ما في عمان جزء من تركيبتها التي كونت الانسان العماني الذي لا يمكن تعريفه الا بانه (ابن ارض اسمها عمان ) .
واضاف السالمي : عمان اول دولة تشرق عليها الشمس من بلاد العرب ، والبلد العربي الوحيد المواجه للحجر الأسود من الكعبة المشرفة ، والجزء الاكبر من عمان تنساح إليه مياه المحيط الهندي ، ثالث محيطات العالم من حيث المساحة ، والذي يعيش فيه ثلث سكان العالم ، وتمر عليه ثلاثة ارباع تجارة الارض ، واستعمله ثلاثة اقوام منذ القدم وهم العرب والهنود والصينيون ، ويحبه البحارة لخلوه من الاخطار الملاحية كجبال الثلج والضباب الكثيف ، ولا غرو ان تمر قوافل الحرير واللبان والسيليكون والنفط من بين يدي عمان .
وأضاف السالمي ومن اجل هذا التكوين الجغرافي والمكاني سمى الصينيون هذه الارض (بوابة الشرق) ، وانساح العمانيون في العالم اكتشافا وتجارة ، واستوطنوا ممالك جديده عن وطنهم الام ، وعرفتهم شرق افريقيا منذ ما قبل الاسلام وعرفتهم ارخبيل الملايو تجارا امناء ، وكذا عرفتهم الهند واندونيسيا والصين وغيرها من الاقطار وكانت صلاتهم بالعالم مفتوحة انفتاح حضارتهم وواسعة اتساع بحرهم .
واشار معالي الشيخ وزير الاوقاف والشؤون الدينية الى ان هذا الانفتاح القائم على المسؤولية المشتركة وتبادل المنافع ، مارس العمانيون العولمة منذ وقت مبكر ولكنها عولمة من اجل الخير للجميع ، واستنطاق ما لدى الامم نفسها من القيم والاخلاق والمثل الرفيعة ، وظلت تلك الصلات التجارية والثقافية والانسانية على امتداد التاريخ ، لم تقطعها حتى الحروب العالمية والاضطرابات الاقليمية ، لان عمان اختارت نهج التواصل مع العالم من حولها .
المعرفة والتعارف
وقال السالمي : لقد استقبلت عمان من النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة خاصة ، تدعو اهلها الى الدخول في الدين الجديد ، حيث ان الطبيعة العمانية تقتضي النظر والمشورة فإن عبد وجيفر ملكي عمان آنذاك اخذا وقتهما في إكتساب المزيد من المعرفة حول فحوى الرسالة ومسؤولياتها ، واقام بينهم عمرو بن العاص ردحا من الزمن ، وكان ثمة وفود عمانية الى الرسول صلى الله عليه وسلم لتكوين التعارف ، وما لبث اهل عمان بعد ذلك الا ان آمنوا عن حب وطواعية ، واقتناع وسلام واعتراف بأن مستقبل العالم في هذه الدين ، وان المتغيرات السياسية والدولية يجب ان تخضع لنواميس الله في الكون .
وبين معاليه أن أهل عمان اسلموا قبل إسلام اهل مكة وقبل اسلام امم كثيرة من الارض ، وظلت عمان منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كيانا مستقلا في قراره السياسي وانظمة حكمه ، وعلاقتها بمن حولها ، ولم تكن عمان يوما ما مستتبعة الى قوى اقليمية ودولية حتى في احلك فترات التاريخ واصعبها .
واشار وزير الاوقاف والشؤون الدينية الى ان اختصاص اهل عمان برسالة من لدن النبي عليه الصلاة والسلام ، مع اربع حضارات اخرى في العالم وهي ( روما وفارس ومصر واليمن ) له دلالاته الحضارية ، وابعاده العميقة ، ليس اقلها كون عمان كيانا يضاهي تلك الامم الكبرى والحضارات ذات الثقل السياسي ، وانها ارض باركتها السماء مذ آمنت برسالة السماء .
وقال السالمي : مع هذا الحدث الكبير لاهل عمان ، سرى اليهم حدث آخر صنع حضارتهم واكسبهم الشرف وهو ثناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم : بانهم اهل لا يسبون ولا يضربون ، في تاكيد نبوي على اصالة اخلاقهم ونبل طباعهم واحترامهم للقادم إليهم .
وبين السالمي في كلمته ان رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل عمان صيرت لهم رسالية حضاريه ، امدها الدين وقوامها الاخلاق وهو ما نعبر عنه بالعرف الاممي وهو منظومة متكاملة في تاطير العلاقات الدولية ورسم ملامح التعاملات والمصالح المشتركة .
موضحا بأن العرف الاممي مظلة تجمع الامم والشعوب والاديان والحضارات على (المعروف ) في ثلاثة دوائر مهمة : وهي المعرفة والتعارف والاعتراف : فالمعرفة تعني العلم بالشئ لنفي الجهل عنه ورفع التصورات المغلوطة تجاهه ، ولا تقوم المعرفة الإ باستمداد المعلومات من مصادرها الآمنه الموثوقه ، وبين السالمي ان المعرفة وحدها لا تكفي ، بل لا بد من اقترانها بالدائرة الثانية وهي التعارف تطبيقا للمبدأ الذي جعله الله تعالى غاية خلق الناس واختلافهم (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .
واضاف ان المعروف بالصفة مقصد من مقاصد الشرع الحنيف الذي طالما امر بها (خذ العفو وامر بالمعروف واعرض عن الجاهلين ) في ثلاثية اخلاقية تحفظ المجتمعات وترقى بأفرادها .
وقال معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الاوقاف والشؤون الدينية ان التعايش في ارض عمان منذ القدم وحتى اليوم قائم على المشترك بين الاديان والثقافات فالمشتركات الانسانية عوامل قوة وعناصر تكامل ، ومصادر امان ، انها (الكلمة السواء) في التعبير القرآني في العلاقة بين اهل الاديان وهي (الانسياح في الارض ) في التعبير القرآني في العلائق الاجتماعية والاقتصادية بين الناس ، وهذه بجملتها تشكل القوة الحضارية للامم (الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) .
واكد السالمي على ان عمان تشكلت فيها ثقافة العيش المشترك كعقيدة راسخة حفظتها من الذوبان في العولمة المعاصرة لانها مارست العولمة الحضارية منذ القدم ومكنتها من الحفاظ على توازناتها في الاوقات العصيبة وجعلت لها مكانتها المقدرة بين الامم ، لانها تعاملت معها على اسس تبادل المنافع والمسؤولية المشتركة وبقيت في عزلة عن منابت السؤ والفتنة .
واوضح ان الثقافة يمكن جمعها في ثلاثية تجتمع عليها الحضارات والامم والاديان ، وهي ارضية مشتركة يمكن على صنعها بناء شراكات حضارية في مجالات الدين والثقافة والاقتصاد ، وهي (العقل والعدل والاخلاق ) ، وجميع الشرائع السماوية مجمعة على هذه الثلاثية بل الانسانية كلها .
وقال معاليه ان العقل هو مناط الاعمال وحين يسقط العقل يرتفع التكليف ، وبالعقل يميز الانسان بين الخير والشر ، وتكفل الشرائع حرية العقل والفكر والمعتقدات ، وهكذا تصنع البيئة المناسبة للابداع والابتكار والمعرفة والعدل هو ميزان التعامل مع الناس فلا حيف ولا شطط ولا غلو ولا تطرف وحين يكون العدل في الامم تتوزع الخيرات وتنزل البركات .
واما الاخلاق فهي السياج الحامي للامم والجسور الممتدة بين الاقوام والمشترك الانساني الذي يحيي الانفس نحو الاخوة والتصافي (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .
واشار معالي الشيخ وزير الاوقاف والشؤون الدينية الى ان اشكال الاتصال الحديثة المعاصرة مكنت الناس من قضاء امورهم في سهولة ويسر ، و لاريب في فوائدها ومزاياها ، ولكنها على الجانب الخفي والطويل تكرس في نفوس الشباب ـ دون وعي منهم ـ عددا من المفاهيم والسلوكيات غير الطيبة ، والتي بدورها تؤثر على انتمائهم الوطني وقيمهم الدينية واخلاقهم ، موضحا ان اخطر هذه السلوكيات ثلاثة وهي الفردانية و الشهوانية والفوضاوية والمتتبع لمظاهر ما سمي بالربيع العربي يجد هذه السلوكيات بادية على قطاع غير قليل من الشباب ، مع تفاوت في تركيز سلوك عن آخر بحسب المجتمعات واهتماماتها والاخطر انها منبت لعدد غير محصور من الممارسات الفردية والمجتمعية السيئة .
وقال السالمي : المجتمع العماني ليس بمعزل عن العالم وما يدور فيه ، ولا يمكن في هذا الوقت الانعزال ولا الاقصاء ، وعليه فاننا نؤكد على ضرورة نشر منظومة اخلاقية عالمية ، شعارها التفاهم والتعايش والمسؤولية المشتركة واهم ملامحها احترام المقدسات وتقدير الانبياء وصون الاخلاق ونبذ الكراهية والعنف والتعصب .
واوضح ان ما تم ذكره يشكل جزءا من المنظومة القيمية لعمان واهلها ، مع الاخذ في الاعتبار البعدين التاريخي والجغرافي وهما المؤثران غالبا في نطاق الممارسات المجتمعية والنظر كذلك في البعدين الديني والثقافي وهما المؤثران غالبا في نطاق الممارسات الفردية .
وقال السالمي ان الممارسات المجتمعية تتغير وتتجدد وبإزاء ذلك ينبغي ان يتساوى النهج النظري مع التطبيقي برؤية واضحة المعالم محددة الغاية ، وهو ما تتطلع اليه هذه الندوة المهمة وتعمل عليه ، بيد ان الاصول العامة لتلك الممارسات تظل ثابتة ويجب ان تظل كذلك ، حفاظا على الهوية والقيم والمواطنة .
موضحا ان الاصول العامة حسب تقديره هي ما ينبغي التركيز عليه في الفرد والمجتمع ، وتربية النشء عليها ، ويدور في فلكها عمل المؤسسات ومحاضن التاثير واهمها اربعة محاور : وهي (محور الدين ) : ـ باعتبار الاسلام هو دين الدولة والشريعة الاسلامية هي اساس التشريع مع ضمان الحرية والتعددية التي كفلها النظام العام للامة .
محور (القانون ) : ـ ذي السلطة الاعلى والمساواة في الحقوق والواجبات العامة وعدم التمييز والحد من الحريات التي كفلها النظام .
محور (اللغة العربية ) : ـ باعتبارها اللغة الرسمية للبلاد والوعاء للثقافة والفنون والعلوم .. محور (الاخلاق العامة والاعراف والتقاليد المتوارثة .
وأشار معاليه الى انه يمكن تقسيم تلك الاربعة المحاور ليكون لدينا اصلان : وهما الدين والقانون وفرعان وهما اللغة والاخلاق ، حيث ان الدين ينظم العلاقة بين الانسان وربه وبين الانسان واخيه الانسان في الجوانب الاخروية والروحية ، فان القانون (الشرع ) هو المنظم الدنيوي لمصالح الناس وإليه الاحتكام عند التخاصم لاحقاق الحق وارجاع الحقوق وهو دنيوي مصلحي .
موضحا بان الاخلاق تؤطر السلوك العام للممارسات المجتمعية ، بينما تقوم اللغة بربط مفردات التعامل والتواصل الانساني والثقافي والفني بكل شمولية واتساع .
وقال السالمي نحسب ان هذا الاطار المحكم سوف يعمل كمحرك لسلوكيات الافراد في المجتمع ، وفقا للاصول التي يسير عليها العقل الجمعي ، وعند ربط تلك الاصول ببعضها البعض سوف تتشكل قوة تحفظ كيان الامة وتقوي فيها عزائم الثبات مع الفاعلية الايجابية بإذن ( فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض).
واوضح ان الممارسات المجتمعية على انوع : منها ممارسات دأبت عليها الامة في نظامها الاجتماعي وكرستها العولمة المعاصرة واتساع الحياة وتطور انماطها ، وهي اما سلبية واما ايجابية ومنها ممارسات دخيلة على المجتمع غير معهودة من ذي قبل .
واكد معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الاوقاف والشؤون الدينية ان الصنف الاول من الممارسات فان كانت ايجابية فينبغي التركيز عليها بالحثحثة وشي من التقدير لبقائها ، كإكرام الضيف والترحيب بالقادم والابتسامة وسعة الصدر وغيرها ، واما السلبية منها فينبغي كفكفته عن الافراد كالاسراف والقيل والقال وأذن الشر والادمان على التقنية .. وغيرها مؤكدا في ختام كلمته على ان الدولة مسؤولة عن إدارة الشان العام للمجتمع بما فيه تشكيل العقل الجمعي والدفع به نحو الايجابية والفاعلية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حمود بن فيصل : الندوة تسعى لترسيخ قيمة الحوار بين الأجيال وأهمية ترشيد الإنفاق والابتعاد عن البذخ والمغالاة .
قال معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية راعي الحفل في تصريح بأن هذه الندوة لها أهميتها الكبرى التي نستشفها من مسماها ، مبينا بأن الندوة أتت من اجل تعزيز الممارسات المجتمعية الفضلى والعمل على معالجة بعض الممارسات غير المحبذه التي لا زال البعض يمارسها في المناسبات الاجتماعية.
واشار معاليه الى ان المحاور الرئيسية للندوة تسعى عبر الاطروحات التي ستناقش إلى ترسيخ قيمة الحوار بين الاجيال واهمية ترشيد الانفاق على المستوى الفردي والمجتمعي والابتعاد عن البذخ والمغالاة والحث على التمسك بالقيم العمانية الاصيلة وعلى ضرورة اعتزاز الشباب بهويتهم العمانية لا سيما بان العالم يشهد طفرة تقنية اثرت على مختلف النواحي الحياتية .
ونوه معاليه الى اهمية دور الاعلام في هذا الجانب وقال : ان للاعلام دور كبير في هذا الجانب فهو الوسيلة الانجع لتحقيق النجاح لهذه التوعية ، وبالتالي فان الاعلام بشتى وسائلة المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك الاعلام الحديث بشتى وسائلة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي له دور كبير في توصيل الرسالة التوعوية وتاكيد اهميتها .

ــــــــــــــــــــــــــ
المنذري : الندوة ثمرة لجهود التعاون والتنسيق والتكامل القائم بين مجلسي الوزراء و عمان ومؤسسات المجتمع المدني

قال معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة : ان الندوة تاتي كثمرة لجهود التعاون والتنسيق والتكامل القائم بين مجلس الوزراء ومجلس عمان والمجالس البلدية ومؤسسات المجتمع المدني وقطاع الشباب وذلك في سياق التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الداعية لضرورة تكاتف الجهود بين الجهات ، بما يسهم في انجاح الخطط الرامية لدعم امكانات السلطنة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ، وبما يخدم الصالح العام ، كما اشار الى ذلك حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ـ في الكلمة السامية بدور الانعقاد السنوي لمجلس عمان في 31/ 10 / 2011م .
واوضح معالي رئيس مجلس الدولة ان الندوة ستسلط الضوء على افضل الممارسات المجتمعية فيما يتعلق بقيم الحوار بين الاجيال والمجالس العامة ودورها في تعزيز القيم ، والمظهر والذوق العام ، واحترام الانظمة والقنوانين وترشيد الانفاق في المناسبات الاجتماعية ، وهي جميعها موضوعات تهتم بالحياة اليومية للمواطن العماني وصولا لتعزيز افضل الممارسات في المجتمع التي تحفظ له كيانه وهويته ، والعيش الآمن الكريم لأفراده .
وفي ختام تصريحه توجه معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة بالشكر والتقدير لكافة الجهات المشاركة بالندوة على تفاعلها مع المحاور .
ــــــــــــــــــــــ
خالد بن هلال المعولي : يجب التكاتف لنبذ كل ما هو سيئ وأن نكرس كل ما هو حسن
من جانبه قال سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى في تصريح له أن الندوة ترسخ لمفهوم الممارسات المجتمعية السليمة والصحيحة موضحا أن التاريخ العماني يتمسك بقيمه الدينية والإنسانية والحضارية حيث يشهد على ذلك كل من زار
السلطنة مبينا أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر دليلا على سمو أخلاق الإنسان العماني.وأشار سعادة رئيس مجلس الشورى إلى أن هناك جوانب دخيلة على المجتمع فيجب التكاتف لنبذ كل ما هو سيئ وأن نكرس كل ما هو حسن مؤكدا على إن دور مجلس الشورى هو دور محوري وندعمه بكل جهودنا للمساهمة في تكريس كل الممارسات الحسنة ونسعى لدرء كل ما هو دخيل في ظل العولمة والانفتاح الذي يشهده العالم بشكل كبير.

خالد بن سلطان بن سيف الحوسني: المجتمع العماني يتمتع بقيم وعادات وثوابت أصيلة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال المكرم الشيخ خالد بن سلطان بن سيف الحوسني نائب رئيس مجلس الدولة : ان المجتمع بحاجة ماسة الى هذه الندوة التي تلامس واقعه وقيمه وعاداته وتقاليده ، موضحا بأنه وفي الآونة الأخيرة طفت على السطح ظواهر اجتماعية كان لابد من التوعية لتجنبها نظرا لتكبد المجتمع خسائر مادية ومعنوية ومن هذه الظواهر أو العادات الدخيلة هي الإسراف في المناسبات والتبذير الأمر الذي تسبب في خسارة كبيرة لدى أطراف في المجتمع كان بالامكان تجنبها .
وبين الحوسني أن لدى المجتمع العماني ثوابت وقيما وعادات وتقاليد حميدة ورفيعة متأصلة فيه منذ قديم الزمان ، ولكن لابد بين فترة وأخرى أن يتم التحاور بالطرق الحضارية وعبر صرح مجلس عمان عبر مجلسي الدولة والشورى لتفادي أي عادات دخيلة ربما تكون قد تسللت إلى المجتمع .
وأكد الحوسني أن مثل هذه الندوات يجب أن تتواصل وأن تمتد لتصل إلى النشء والجيل الصاعد في المدارس والجامعات والكليات وغيرها نظرا لما تشكله هذه الفئات من أهمية لمستقبل الأمم والشعوب .
ـــــــــــــــــــ
علي بن خلفان الجابري: لـ (الإعلام) دور أكبر في الاستمرار بالتذكير بهذه القيم

من جانبه أشار سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام إلى أن الندوة تعقد للتذكير بمنظومة القيم التي يتمتع بها المجتمع العماني والتي تحكمه منذ فترة طويلة من الزمن والعادات والتقاليد الإيجابية والتي أثبتها التاريخ في الكثير من الوثائق والمواقف التي مر بها هذا التاريخ. وأضاف سعادته أن هذه الندوة واحدة من الندوات المفصلية التي تشكل تواصلا مع
مجتمعات جديدة وللإعلام دور كبير في تعزيز هذه القيم والمبادرات المجتمعية حيث يعتبر الإعلام من العناصر التي يعول عليها في المناقشات ويعول عليه الدور الأكبر في الاستمرار بالتذكير بهذه القيم وبما ستتمخض عنه هذه الندوة من توصيات ستكون قابلة للتطبيق على مدى طويل من خلال كافة أنواع الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وكذلك الإعلام الحديث الذي يعتبر جزء ا أساسيا من عملية توصيل الرسالة المجتمعية.