مجلس الأمن والتعاون الإسلامي يدينان اعتداء غازي عنتاب

اسطنبول ــ عواصم ــ وكالات: قالت مصادر أمنية ووكالة دوجان الخاصة للأنباء امس الثلاثاء إن عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت في مركبة عسكرية تركية في إقليم شرناق بجنوب شرق تركيا قرب الحدود مع العراق مما أسفر عن مقتل جنديين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. ويشهد جنوب شرق تركيا تصاعدا في أعمال العنف منذ انهار وقف لإطلاق النار مع مسلحي حزب العمال الكردستاني العام الماضي.
وفي وقت سابق، اجتمع المجلس العسكري الأعلى في تركيا للمرة الثانية في شهر واحد في إطار خطة الحكومة لإصلاح القوات المسلحة وإخضاعها لسيطرة المدنيين بشكل كامل. وعادة ما كان يجتمع المجلس لمرتين في العام كله. وأُقيل نحو 80 ألف شخص أو أوقفوا عن العمل منذ محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 15 يوليو تموز عندما حاولت مجموعة في الجيش الإطاحة بالحكومة. وتتهم تركيا أنصار رجل الدين فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة بتدبير الانقلاب. وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة بتسليم جولن الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا لمواجهة الاتهامات بضلوعه في محاولة الانقلاب التي قُتل فيها أكثر من 200 شخص بينهم مدنيون. وألمح مسؤولون أتراك إلى أن رفض تسليم كولن قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
على صعيد أخر، دان مجلس الامن الدولي الهجوم الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا واسفر عن سقوط 54 قتيلا. وقال مجلس الامن ان هجوم غازي عنتاب "اعتداء ارهابي شنيع وجبان". من جهته، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاعتداء ودعا الى معاقبة مرتكبيه. وقال مكتب بان في بيان ان "الامين العام يدين الهجوم الارهابي الذي وقع الاحد في حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب بتركيا". واضاف ان "هذا العمل الذي قام به انتحاري، قتل خمسين شخصا على الاقل وجرح عشرات آخرين"، مؤكدا ان "الامين العام يعبر عن تعاطفه العميق وتعازيه لعائلات الضحايا وحكومة وشعب تركيا". كما عبر عن "تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين". وقال البيان ان بان كي مون "يأمل في التعرف بسرعة على مرتكبي هذا العمل واحالتهم على القضاء"، مشددا من جديد على "الحاجة الى تكثيف الجهود الاقليمية والدولية لمنع الارهاب والتطرف العنيف ومكافحتهما". كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الهجوم
الانتحاري الوحشي. ووصف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، في بيان له امس الهجوم الانتحاري بأنه "عمل إجرامي جبان مخالف لروح وتعاليم الإسلام. وأكد مجدداً الموقف المبدئي لمنظمة التعاون الإسلامي ضد الإرهاب بكافة صوره وتجلياته ، وتعهد من جديد بتضامن منظمة التعاون الإسلامي مع تركيا في جميع مساعيها التي تبذلها لمكافحة الإرهاب ، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين .
وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم امس الاول الاثنين انه ليست هناك "اي معلومات" عن الجهة التي تقف وراء التفجير، وذلك بعدما رجح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان يكون "داعش" يقف وراءه. وقال "لا نعرف من هم منفذي الاعتداء"، مشيرا الى ان "المعلومات بشأن منفذي الاعتداء وامس منظمتهم ليست دقيقة مع الاسف"، بينما قال اردوغان ان شابا يبلغ من العمر بين 12 و14 عاما نفذ الهجوم الذي يقف وراءه "على الارجح" "داعش". ونفى يلديريم "الشائعات" التي اشارت الى ان طفلا نفذ الاعتداء وقال ان اجهزة الامن ما زالت تحاول كشف منفذي الهجوم. وقال "سنكتشف منفذي هذا الهجوم، هذا امر لا شك فيه".
وأعلن والي غازي عنتاب التركية، علي يرلي قايا أن حصيلة قتلى التفجير الإرهابي الذي استهدف حفل زفاف في الولاية، ارتفع إلى 50 شخصاً وإصابة 94 آخرين.