تعد مصدرا لتأمين الموارد الاقتصادية اللازمة لاستخدامات الصناعة

صحار ـ من علي البادي:
تعد السلطنة واحدة من الدول الأكثر قابلية لاستخدام الطاقة الشمسية كبديل عن النفط والغاز في توليد الكهرباء واستخدامات الطاقة المتجددة، نظرا للظروف المناخية الملائمة لاستخدام الألواح الشمسية المولدة للطاقة.
ويقول الدكتور حسين كاظم خبير الطاقة الشمسية بجامعة صحار: ان استغلال الطاقات المتجددة يعد الخيار الأمثل للابتعاد عن النفط كمصدر أساسي للطاقة والابتعاد عن معوقات البيئة، كما أن الطاقة المتجددة تمثل مصدرا لتأمين الموارد الاقتصادية اللازمة لاستخدامات الصناعة واستخدامات التبريد والتسخين سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي، مشيرا الى أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم خاصة هبوط أسعار النفط دفعت ببعض الدول الى البحث الجاد لتنويع مصادر الطاقة، وكانت السلطنة إحدى هذه الدول من خلال بعض المشاريع الكبيرة هذا الشأن وقد جاء مختبر الطاقات المتجددة في جامعة صحار ضمن هذا الاهتمام والذي تمكنت من خلاله السلطنة من الحصول في عام 2014م على المركز الأول على مستوى العالم في مجال الطاقة الشمسية والتي كان خلالها مجلس البحث العلمي الداعم الأساسي والشريك للوصول الى هذا الإنجاز العلمي.
وأضاف: انه تم انشاء مختبر ابحاث الطاقة الشمسية في مطلع عام 2012 بدعم من مجلس البحث العلمي والمنحة التي حصلت عليها جامعة صحار لدراسة جدوى استخدام المنظومات الشمسية، حيث يعمل المختبر على القيام بالأبحاث والدراسات العلمية في مجال الطاقة الشمسية للاجابة عن اهم الاسئلة التي تتعلق بتصميم وأداء المنظمات الشمسية في عمان. كذلك وضع واقتراح الخطط الكفيلة بتحقيق الاستغلال الموسع للطاقة الشمسية ونشر الوعي العلمي في مجال الطاقة الشمسية ومنذ ذلك الحين، كان تحقيق هذه الأهداف هو المهمة الأولى للمختبر.
ويتولى مختبر بحوث ودراسات الطاقة الشمسية القيام بالمشاريع البحثية التطبيقية والريادية والأساسية والتجريبية المتعلقة بتقنيات واستخدامات الطاقة الشمسية بمختلف مصادرها، والقيام بتنفيذ المشاريع الطلابية التجريبية والتطبيقية وتقييم الأداء الفني والاقتصادي لتلك المشاريع، كما يعمل على المساهمة في نشر الاستخدام الموسع لتقنيات الطاقة الشمسية، ويتولى تصميم وإعداد وتشغيل وصيانة المنظومات الشمسية ودراسة ادائها الامثل من خلال البحث والتطوير. كما يقوم بنمذجة منظومات الطاقة الشمسية واختبار أدائها وتطوير مكوناتها ووضع الأسس والقواعد اللازمة لذلك.
وقد تم تجهيز المختبر بأحدث التكنولوجيا في مجال ابحاث الطاقة الشمسية حيث تم توفير المعدات من مناشيء مختلفة (بريطانيا، المانيا، كندا واميركا).
وأشار الدكتور حسين كاظم الى أن المنحة المقدمة من قبل مجلس البحث العلمي ساهمت بشكل كبير في دفع البحث للوصول الى نتائج متقدمة اثمرت عن نشر 25 بحثا في مجلات علمية مرموقة ومؤتمرات دولية، بالاضافة الى كتاب وبراءة اختراع في مجال الطاقة الشمسية.. كذلك تم نصب مجموعة من المنظومات الشمسية (منظومة ثابتة بحمل معزول ومنظومة متحركة ومنظومة مربوطة مع الشبكة) والمنظومات الهجينة (طاقة شمسية طاقة رياح) وانظمة التحكم والمراقبة، بالاضافة الى محطة الارصاد الجوية والتي جهزت بأحدث المتحسسات الجوية والانظمة الرقمية.
يذكر ان المختبر حقق مركزا عالميا ضمن افضل خمسة مختبرات على مستوى العالم في مجال الطاقة المتجددة بالاضافة الى مختبرات من بريطانيا والبرازيل وماليزيا والسويد، حيث تم تكريم المختبر والدكتور الوائلي من قبل المنظمة العالمية للطاقات المتجددة باجتماعها الدوري بحضور مئات الباحثين والعلماء المختصين من مختلف دول العالم للمشاركة في شهر اغسطس من العام 2014، وتم تكريم افضل خمسة مختبرات على مستوى العالم في مجال الطاقات المتجددة وفقا لمعايير عديدة منها مخرجات المختبر العلمية وتأثيرها العلمي وحجم الدعم ونوعية الأجهزة والمعدات والمنظومات التي يشتمل عليها المختبر.