اكومولي ــ وكالات: ارتفع عدد ضحايا الزلزال، الذي ضرب وسط إيطاليا، إلى 247 قتيلا، إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين، حسب ما أعلن الدفاع المدني الإيطالي. ولا تزال أعمال الإغاثة مستمرة، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
ويعتقد أنه لا يزال هناك العشرات تحت الأنقاض وتتواصل الجهود للبحث عن أحياء ولإخراج الجثث في مناطق عدة هي أماترس، وآكيومولي وبيسكارا ديل ترونتو الجبلية وسط إيطاليا. وتواصلت جهود الآلاف من فرق الإنقاذ والمتطوعين خلال الليل في البحث بين الأنقاض. ويشارك أكثر من 4300 شخص باستخدام معدات ثقيلة وبأيديهم العارية أحيانا في البحث بين الأنقاض. ومعظم ضحايا الزلزال من الأطفال بحسب ما أعلنته وزارة الصحة. ومن المعتقد أن يزداد العدد الاجمالي للضحايا. ووجد عمال الانقاذ 5 جثث في حطام أحد "فندق روما" في بلدة آماترس الأثرية. وكان يوجد بالفندق 70 سائحا عندما وقع الزلزال. ويخشى أن يكون الكثيرون من نزلاء الفندق تحت الأنقاض.
وقام عشرات من رجال الانقاذ بالبحث في اطنان من الانقاض على امل العثور على ناجين بعد اكثر من 24 ساعة على الزلزال القوي الذي ضرب ايطاليا واسفر عن سقوط 247 قتيلا على الاقل. ولم تكف حصيلة الضحايا عن الارتفاع منذ الزلزال الذي دمر جزئيا او كليا عددا من قرى الجبل. لكن لا شئ يدل على ان هذه الحصيلة نهائية او حتى على وشك ان تستقر. ونقلت وسائل الاعلام عن رئيس بلدية اماتريتشي احدى القرى الثلاث التي دمرت كليا بفعل الزلزال، صباح أمس الخميس ان "هناك اكثر من مئتي قتيل" في هذه القرية وحدها. لكن لم يؤكد هذا الرقم رسميا. ولم يذكر الدفاع المدني اي رقم عن عدد المفقودين. لكن رئيسه فابريتزيو كورسيو تحدث في مقابلة مساء الاربعاء مع تلفزيون راي العام عن فندق كان ينزل فيه ثلاثون شخصا، مشيرا الى انه لم يعثر سوى على اثنين من النزلاء على قيد الحياة فيما انتشلت جثتا اثنين اخرين. من جهته، قال رئيس فرق الدفاع المدني على الارض لويجي دانجيلو صباح الخميس ان مالك هذا الفندق اكد للمنقذين ان عددا من زملائه تمكنوا من الاحتماء في بداية الزلزال. وعمل رجال الانقاذ الايطاليون بلا توقف ليلا في البرد اذ ان درجة الحرارة انخفضت في هذه المنطقة الجبلية الى اقل من عشر درجات وفي أجواء من القلق. ووقعت عشرات الهزات الارتدادية التي شعر بها السكان ليلا وكانت واحدة منها قوية وسببت اضرارا جديدو، كما قال صحافيون في المكان. وتعذر تأكيد العثور على ناجين تحت الانقاض ليل الاربعاء الخميس. وامضى عشرات السياح والسكان الذين دمرت منازلهم ليلتهم في قرى من خيام وبعضهم في سياراتهم. وبعد اكثر من 24 ساعة على الزلزال، تطرح تساؤلات عن سبب ارتفاع حصيلة الضحايا في منطقة عدد سكانها قليل نسبيا ولا تضم سوى قرى. وأسفر زلزال وقع في 2009 في منطقة اكيلا غير البعيدة عن مكان الهزة الارضية التي وقعت الاربعاء، عن سقوط 300 قتيل. لكنها كانت مدينة تضم عشرات الآلاف من السكان. وردا على سؤال في هذا الشأن، تحدث رئيس الحكومة الايطالية الاربعاء عن وجود عدد كبير من السياح في هذه الفترة من السنة. وكانت اماتريتشي تستعد للاحتفال في عطلة نهاية الاسبوع بعيد لطبقها الخاص من المعكرونة. واشار الى طابع مشترك لعدد كبير من القرى الايطالية وهو وجود مراكز تاريخية تعود الى قرون، "جميلة جدا لكنها خطيرة". ويتساءل خبراء عن عدم كفاية الاجراءات الوقائية في بلد معرض كثيرا لخطر الزلازل. وقال رئيس مجلس علماء طبقات الارض فرانشيسكو بيدوتو "نقول منذ سنوات إننا ما زلنا بعيدين عن ثقافة الوقاية". وبدأ الايطاليون حالة تعبئة ايضا. فقد فتح عدد كبير من المراكز المخصصة لجمع التبرعات والملابس والمنتجات الأساسية في جميع أنحاء البلاد وخصوصا في روما.