بغداد ـ وكالات: تمكنت القوات العراقية من طرد عناصر تنظيم داعش من القيارة التي تعد بلدة ستراتيجية وقاعدة أساسية للهجوم على مدينة الموصل المعقل الرئيسي للإرهابيين. ورحب رئيس الوزراء حيدر العبادي بهذا التقدم معتبرا إياه خطوة مهمة نحو استعادة الموصل، لكن بعد ساعات هزت العراق أزمة سياسية جديدة عندما صوت البرلمان على سحب الثقة من وزير الدفاع. على صعيد آخر استجوب البرلمان العراقي وزير الدفاع خالد العبيدي أمس بشأن مزاعم فساد ليطيح به من منصبه بينما يستعد الجيش لهجوم على الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في العراق. وقال نائبان إن البرلمان صوت بموافقة 142 نائبا ومعارضة 102 على سحب الثقة من العبيدي بعد استجوابه هذا الشهر بشأن عقود أسلحة. وكان العبيدي نفى مزاعم الفساد متهما بدوره رئيس البرلمان سليم الجبوري وخمسة نواب بارتكاب أخطاء. وقاد العبيدي حملة الجيش لاستعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم داعش في 2014. وقال إنه تصدى للكسب غير المشروع بما في ذلك ما عرف بظاهرة "الجنود الأشباح" وهم أفراد من الجيش لا وجود لهم على أرض الواقع لكنهم يحصلون على رواتب. وقال العبيدي في منشور على صفحته على فيسبوك في أعقاب تصويت البرلمان "أخيراً.. انتصر مَنْ أوصل العراق إلى ما وصل إليه الآن. فليعذرني الشعب والجيش فقد حاولت أن أحارب الفساد بالممكنات لكن يبدو أن أربابه أقوى وصوتهم أعلى وفعلهم أمضى." واتهم النواب وزارة الدفاع بإهدار ملايين الدولارات وإضعاف القوات المسلحة لدرجة انهيارها في 2014 في مواجهة هجوم لداعش في ظل حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي كان أيضا قائما بأعمال وزير الدفاع.
وبعد 13 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين وأطلق شرارة العنف الطائفي بلغ ترتيب العراق 161 من بين 168 دولة على مؤشر الفساد الذي تعده منظمة الشفافية الدولية. ويعاد بناء الجيش العراقي ببطء بمساعدة تحالف تقوده الولايات المتحدة الذي يقصف مسلحي داعش في العراق وسوريا. واستعاد الجيش مناطق عديدة من داعش لكن الاختبار الأكبر سيكون في معركة الموصل.