الجزائر ـ العمانية:
منذ صدورها العام الماضي باللغة الفرنسية عن دار القصبة للنشر، ما زالت مذكرات المجاهدة الجزائرية لويزة إيغيل أحريز تروي فصولا مروّعة من تلك الأيام السوداء التي عاشها الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار الفرنسي.
وكانت دار القصبة للنشر وعدت المتعطشين لقراءة هذه المذكرات باللغة العربية أنّها ستقوم بترجمتها عن الفرنسية، وهو ما تمّ فعلا قبل أيام قليلة، حيث وضعت دار القصبة مذكرات لويزة إيغيل أحريز بين أيدي القرّاء المعرّبين في الجزائر في حُلّة أنيقة وبعنوان كبير "جزائرية" الذي يختصر كلّ تلك القصة التي من أجلها ضحّت هذه المناضلة وواجهت كلّ أصناف العذاب والاضطهاد.
وبين ثنايا هذه المذكرات نقرأ تفاصيل مروّعة عن آلة العذاب الجهنمية التي كانت فرنسا الاستعمارية تواجه بها المناضلين الجزائريين، ظنًّا منها أنّها ستثنيهم بذلك عن مطلب حرية الجزائر واستقلالها الذي رفعوه هدفا غير قابل للمساومة.
وتقول أحريز، صاحبة المذكرات، في أحد مقاطع الكتاب: ".." أنا أكتب اليوم لأذكّر الناس أنه كانت ثمة حرب فظيعة، ولم يكن من السهل علينا الوصول إلى نيل استقلالنا". وغير بعيد عن هذا السياق التاريخي، صدر عن دار القصبة أيضا كتاب بالفرنسية تحت عنوان "لحظات تاريخية للطلبة الجزائريين في مونبلييه" للمؤلف مسعود جناس.
ويكشف هذا الكتاب النقاب عن نضال الطلبة الجزائريين في مونبلييه الفرنسية وعلاقتهم بالثورة التحريرية حيث تكمن أهمية ما يتضمنه الكتاب في كون المؤلف كان واحدا من أولئك الطلبة الذين عاشوا في مونبلييه، وشكّلوا أهمّ المجموعات الطلابية بعد تلك التي ناضلت في الجزائر العاصمة وفي باريس، وزوّدت جيش وجبهة التحرير الوطني يومئذ بأحسن الكفاءات التي ساهمت في تحرير الجزائر.