اصداف : الخائف والحفيف
هناك صعوبات في التوصل إلى نتائج علمية تؤكد من يبدأ أولا القلق أم الاكتئاب، وبينما تذهب دراسات إلى أن القلق في حال تحول إلى متلازمة فإن المرء يدخل صراعات مختلفة، قد يكبح فيها جماح القلق ويستعيد خسائره النفسية، وفي هذه الحالة يتراجع العدو الخفي لصالح استقراره النفسي، لكن قد ينشأ اكتئاب من نوع خاص، يتجاهله المرء أو يهمله، وفي جميع الاحوال قد يتصاعد هذا النوع من الاكتئاب ليخلق جوا داخليا جديدا، وهو احد انواع الاجواء السلبية التي تزداد قوتها بمرور الوقت وربما بتضخم العناصر المسببة لها، وفي حالات اخرى، قد يأخذ القلق انماطا غير مألوفة في حياة المرء، ليخلق سلبية ناشئة تسمى القلق الذي قد يزداد ويتسع ليصبح أحد الاخطار الحقيقية التي تهدد الإنسان في حياته اليومية وفي علاقاته الاجتماعية.
إن الخوض في مسألة القلق وما يتمخض عنه من حالات اكتئاب ليس بطرا أو مجرد رغبة في الخوض والبحث في ظاهرة حياتية لها امتداداتها وتشعباتها، بل إن الامر يتعدى ذلك إلى ما هو أهم وابعد، لأن القلق يؤثر سلبا على طاقة الإنسان ويشغله كثيرا ويستنزف الكثير من طاقاته، وهذا يعني أنه يستنزف المجتمع ويصل ذلك إلى البشرية بأسرها، إن القلق يتسبب بهدر الكثير من وقت الطلبة والعاملين في جميع التخصصات والمهن، ويقف حائلا امام الراغبين بتقديم منجزات علمية ومعرفية، وقد يجد البعض أن القلق لا يتسبب بكل ذلك، لكن علينا أن نعرف أن القلق على مستويات وأن جميع درجاته تؤثر سلبا في حياة الشخص وفي المجتمعات ايضا.