رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:

لليوم الخامس على التوالي نجح رباط العشرات من الفلسطينيين في صد تنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك خلال "عيد الفصح اليهودي" من قبل مجموعات إرهابية إسرائيلية.
واضطرت شرطة الاحتلال لإغلاق باب المغاربة وعدم السماح للمتطرفين باقتحامه، رغم تكثيف الدعوات اليهودية من قبل "منظمة أمناء الهيكل" لتنظيم مسيرة ضخمة في القدس تنتهي باقتحام جماعي للمسجد الأقصى أمس الخميس .
إلى ذلك تقوم شرطة الاحتلال بتفتيش دقيق لكافة الفلسطينيين أثناء دخولهم إلى الأقصى، كما تحتجز هوياتهم على الابواب.
وفي سياق متصل حاولت أربع مستوطنات في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء ،اقتحام المسجد الأقصى المبارك، عبر باب القطانين، ومحاولة خلع الأقفال عنه، وخلال ذلك قامت الشرطة باعتقالهن وإبعادهن عن المكان.
وأعلنت شرطة الاحتلال عن اعتقال 6 مقدسيين خلال الساعات الماضية، بشبهة القيام بالقاء الحجارة داخل المسجد الأقصى.
كما استنكرت الحركة الإسلامية مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين المسلمين ومنعهم من الوصول إليه رجالا ونساء، كما استنكرت الحركة مقابل ذلك قيام قوات الاحتلال بتوفير الحماية للجماعات اليهودية المتطرفة خلال اقتحامها وتدنيسها للأقصى المبارك.
وقالت الحركة في بيان لها: "إن استمرار هذه الاعتداءات على مسرى رسول الله وعلى المصلين المسلمين ومنعهم من دخول الأقصى المبارك وتفريغه منهم، مقابل توفير الحماية للجماعات اليهودية المتطرفة خلال اقتحامها وتدنيسها للأقصى المبارك في محاولة لتهويده هو أمر مرفوض وخطير، ولن يقبل به أي مسلم على وجه الأرض، فالمسجد الأقصى المبارك هو حق خالص للمسلمين، وليس لليهود حق في أي جزء منه، وهذه المحاولات الدنيئة للاعتداء على الأقصى المبارك لن تغير في نقاء هويته وانتمائه العربي الإسلامي وسيبقى جنود الاحتلال هم الغزاة المعتدون وسنبقى نحن أصحاب البيت الشرعيين".
وأكدت الحركة الإسلامية أن "إتاحة المجال لمجموعات من اليهود بالدخول والتجول والصلاة في باحات المسجد الأقصى وخاصة في فترة الأعياد اليهودية هو اعتداء على حرمة المسجد ومس بحرية العبادة ومن حقنا كعرب ومسلمين حماية كرامة وحرمة المسجد بكل ما أوتينا من طرق ووسائل".
وحمّلت الحركة الإسلامية السلطات الإسرائيلية المسؤولية عما يجري وعما قد يجري من عواقب وخيمة، ودعت الهيئات الإسلامية والدولية للتدخل لمنع هذه الانتهاكات وردع متطرفي حكومة إسرائيل عن غيهم وغطرستهم.
من جهة اخرى أكد الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين والمستشار بوزارة الأوقاف الفلسطينية الشيخ ياسين الأسطل، أن المسجد الأقصى لن يهدم، والقدس هي عاصمتنا الأبدية مدينة السلام، مشدداً على أن الأرض التي بارك الله فيها وما حولها للعالمين، أرض الأنبياء، أرض الإسراء والمعراج، عاصمتنا الأبدية بإذن الله تعالى.
وقال الشيخ الأسطل في تصريح له، رداً على الاعتداءات والهجمات المتكررة بحق القدس والمسجد الأقصى من قبل المستوطنين والمتطرفين بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي:"إن ما يجري في الأقصى اليوم لن يضرنا، ورغم كيد الكائدين فللبيت رب يحميه، وأمة تسعى لنيل حقها ولابد، فالحق منصور ما انتصر بالله أهله، فيا أهل البيت، يا أهل القدس، يا أهل فلسطين اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، ينصركم الله ، فالله ينصر من ينصره، ولن تنصروا الله ما دمتم متفرقين".
وأضاف الشيخ الأسطل:" فليسع الكبير منكم الصغير، وليذل المؤمن لأخيه، وهذه فرصتكم للم الشمل وجمع الكلمة، وتوحيد الصف قد لاحت، فاصدقوا الله يصدقكم، أحفظوا الله في أنفسكم يحفظكم في العالمين، وقفوا الموقف الذي تخافون فيه الله، ولا تخافون فيه الناس، ولا تتعللوا بمن تخلف لتتخلفوا".
ودعا الأسطل، صاحب المسئولية أن يقوم بها ومن أطاعه ولا يأبه بمن عصاه مادام على طريقه المستقيم، يسعى في هداية الله تعالى، ويقوم على رعاية حقوق عباده، ومن تخلف اليوم إن فيه خيراً فسيلحق غداً وإلا فالتاريخ سيطويه كما طوى غيره، فالله يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ويضل الظالمين.