[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
بإعلان ماليزيا رسميا مؤخراً عن أول حالة اصابة بفيروس زيكا لدى امرأة (ماليزية) سبق لها أن زارت (سنغافورة) في نفس الشهر الذي اصيبت فيه بهذا الفيروس الجديد، تكون القارة الآسيوية بما فيها من أقطار عربية، فضلا عن القارة الإفريقية على شفى مستنقع جديد يتناقل عبره الفيروس من خلال البعوض والتواصل بين المجتمعات البشرية.
ورغم ما أبدته الدول الآسيوية المجاورة لماليزيا وسنغافورة من قلق سبقه دخول العلماء الهنود إلى معاملهم ليعلنوا قدرتهم على انتاج أول عقار مقاوم لفيروس زيكا تم اكتشافه بمركز أبحاث بمنطقة حيدر آباد، الا ان الخوف من عنصر المفاجأة يطل برأسه خصوصا في منطقة مليارية السكان تشمل كافة دول اسيا وشرق اسيا وجنوب شرقها والخليج ، علاوة على إفريقيا.
ذلك الخوف تبرره حالة التداخل والانتقال والسفر بين كافة سكان المنطقة الآسيوية بمافيها الدول الخليجية، وذلك في وقت سبق أن اعلنت فيه منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي عن حالة طوارئ عالمية بسبب هذا الفيروس اي الضيف الجديد الثقيل على المجتمعات الإنسانية، خصوصا وان آثاره الكارثية ووفق دراسة علمية برازيلية تمتد لإصابة الأجنة بالتشوهات الخلقية مع عيوب في المخ وتصغير لحجم لرؤوس الأطفال مبدعي وبناة المستقبل.
أما القارة الإفريقية المبتلاة بداء الملاريا ومازالت عاجزة تجاه محاربتها واستئصالها منذ أن عرف انسانها الحياة والرعاية الصحية، فقد انطبق عليها بقدوم فيروس زيكا المثل القائل (عايرة وضربوها سوط)، حيث يصور هذا المثل واقع المعاناة الإفريقية من الملاريا المنقولة بواسطة الباعوض الناقل المشترك لكل من زيكا والملايا معاً ، في حين تعتبر الملاريا (القاتل) الأول للانسان من ضمن الأمراض التي تعاني منها إفريقيا، وقبل ان تنجح في استئصالها تهددها المخاوف بقدرة الباعوض على نقل مرض جديد لم يثبت حتى الآن بأن الباعوض وجد حاملا بشرياً للمرض الجديد ليمتص دمه وينقل مرضه إلى غيره ... وربك الستار.
وفي ظل هذه المخاوف ، ومع اعلان حالة الطوارئ العالمية ، لابد ان نعي خليجياً حيث التواصل والسفر وإفريقيا حيث الباعوض بأن الأمر أكثر جدية ولايحتمل التجاهل او التساهل ، لذلك ينبغي على الجميع في المنطقة الآسيوية والخليجية والإفريقية اتخاذ ماينبغي اتخاذه من احتياطيات وقائية لدرء الخطر الذي نتمنى ان لا يكون قادما من زيكا المدمر للثروة الدماغية لأطفال المنطقتين في حال تمكنه من الانتقال عبر الحدود الدولية .
وبما ان المقاصد لا تدرك بالتمنى، فان الحاجة تظل ماسة وضرورية للمزيد من الجهود التوعووية بشأن اختيار مناطق السفر مع اعتبار أعمار المسافرين والمسافرات من النساء اللائي في عمر الإنجاب والراغبات أو القابلات للانجاب في قادم الأيام المقبلة. فيما ينبغي على إفريقيا ايلاء المزيد من الجدية لمكافحة البعوض، ليس عبر توفير (الناموسيات) والمتاجرة في أنواعها والجديد منها فحسب، بل بإعمال الشفافية في مكافحة حقيقية تهدف للقضاء على ناقل الملاريا الذي تبين انه ناقل لما يمكن ان يكون أخطر منها.
كما ينبغي على المنظمات الأممية كمنظمة الصحة العالمية والدول أن تعمل على انشاء صندوق مماثل للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا ، او اضافة مكافحة زيكا اليه إلى تخصصاته ، كونه أي زيكا احد أهم أعداء الحياة الانسانية، وذلك بغض النظر عن مدى نجاح أو فشل ذلك الصندوق في تحقيق أهدافه الأساسية في مكافحة الملاريا والايدز، كما ينبغي حتى الآن.

طارق أشقر
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]