[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ثمة كتاب يهربون من الموقف، من قولة الحقيقة، الى الوقوف المحايد من القضايا المصيرية. بت اعرف العديد منهم، أقرأ لهم مايكتبونه وما يريدونه بين السطور. سألت احدهم عن السبب فأجاب بانها حسابات " خط الرجعة "، والمهم برأيه عدم معاداة احد خوفا من انقلاب الظروف، وهي ممكنة في وضع عربي لاثبات فيه.
تلك المواقف التي ليست مواقف، استثمرت الكثير من الصفحات البيضاء في الصحف .. واقول البيضاء اي تلك المكتوبة التي لالون لها ولا طعم ولا رائحة، وبالتالي فهي رغم كتابتها الا ان الصفحة مازالت بيضاء.
في العالم العربي ثمة حسابات من هذا النوع، والانكى، ان كاتبا بلا موقف في كتاباته، صاحب موقف اثناء احاديثه. فهو يبدي تضامنا وميولا نحو هذا الفريق او ذاك، ولديه حماسة شديدة لاظهار موقفه الشفوي، لكنه ما ان يمسك القلم حتى تهبط عليه حسابات الخوف من قولة الحق التي يحتاجها العربي في هذه الظروف، حتى تكاد ان تكون صوتا مهما الى جانب من هم بحاجة اليه.
رب قائل من هؤلاء الكتاب الهوائيين اننا لانعرف من هم على حق في هذا الصراع المضني، فكيف لنا ان نميل الى جانب هذا الفريق فيما الفريق الآخر له اسبابه في الصراع. ونحن نقول له ان مقياس الموقف لايقاس بهذه الطريقة او بهذه المفاضلة، هنالك وجه للصراع ظهر خلال السنوات الخمس وسوريا نموذج، وفيه ان هنالك ارهابيين يقاتلون الدولة الأم ويريدون اسقاطها، وفي ذلك ايضا مفاهيم ملحقة مثل إسقاط الجيش وضرب الشعب وتفتيته واسقاط الرئيس. لم يعد هنالك شعارات البدايات الكاذبة، التي كانت مادتها الاصلاح ومشتقاته، وهي الاكذوبة التي اختبأ وراؤها كل من تآمر على سوريا سواء شارك في القتال ضد جيشها او قام بتمويل ودعم الارهابيين الذين باتوا يقاتلون على الارض السورية من اجل الاهداف عينها، وكلهم لايملكون الحد الادنى من معرفة اسباب قتالهم سوى ان ممولهم هو من يشد على ايديهم من اجل معركته هو بالذات سواء كان اميركيا او غربيا او عربيا.
آخر الكذبات الأميركية ماقاله وزير الخارجية جون كيري من ان هنالك نقطتي خلاف مع الروس حول سوريا .. وهذا غير مفهوم، فلربما كانت النقطتان تجمعان شتى النقاط التي يتم التداول بها، ثم ان الأميركي لم يصل بعد الى ماتحقق له على الساحة السورية سوى عمليات تخريب وتدمير المدن والقرى والاياف، وتغيير معادلات مالية واقتصادية، ثم والأهم بالنسبة اليه تدمير الانسان السوري سواء داخل بلاده او خارجها. فهل بالتالي يمكن الوثوق بما يقوله المسؤول الكبير الذي بات لايترك المنطقة، والذي نراه الى جانب وزير الخارجية الروسي اكثر مماهي اقامته في بلاده، لكن دون نتائج ملموسة حتى الآن.
كل هذا الا يحتاج الى موقف من الكاتب العربي يتحدث صراحة عن حقيقة السياسات الغربية وخصوصا الأميركية المتبعة ضد سوريا والعراق ضمن مخطط تغيير المنطقة كما تشتهي اسرائيل أولا ومن اجلها اولا وآخرا. اذا لم يكن هنالك موقف صارخ، فمن الممكن تلوين اللاموقف ببعض المصطلحات التي يشتم منها موقفا.