خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج

منى ـ (الوطن) ـ وكالات:
تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام اليوم الثامن من شهر ذي الحجة في التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج ، والرامية إلى تسخير كل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن والإيمان.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن قيادة أمن الحج أعدت خطة متكاملة لتسهيل
عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى.
كما جندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى ، لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم.
وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة.
كما ستسهم المشروعات الحيوية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
واحتشد نحو مليوني حاج في مكة المكرمة لاداء صلاة الجمعة.
وعززت السلطات السعودية الانتشار الامني في الديار المقدسة.
وعند كل اوان صلاة من الصلوات الخمس اليومية، يحرك جنود يعتمرون قبعة حمراء حواجز من البلاستيك لتوجيه الحشود المتدفقة. واذا ما حاول حاج الالتفاف على المسار المحدد يتم صده على الفور.
وعند صلاة الجمعة أمس حلقت مروحية فوق المكان في حين اغلقت مختلف محاور المدينة امام حركة المرور لافساح المكان للحجاج الذين تدفقوا مشيا الى المسجد الحرام والكعبة المشرفة التي تتوسطه.
وذكر مسؤول سعودي أن نحو 32ر1 مليون مسلم وصلوا إلى السعودية من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج.
وأضاف رئيس المديرية العامة للجوازات السعودية اللواء سليمان اليحيى في تصريحات نقلتها صحيفة "سعودي جازيت" اليوم الجمعة أن نحو 24ر1 مليون حاج وصلوا جوا إلى المملكة.
وتابع أن باقي الحجاج وصلوا بحرا وبرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمين مكة: حالة عنق الزجاجة ستنفرج خلال 3 سنوات
مكة (السعودية) ـ رويترز: قال أمين مدينة مكة أسامة بن فضل البار إن حالة عنق الزجاجة بالحرم المكي جراء أعمال التوسعة الجارية حاليا ستنفرج لدى اكتمال مختلف مشاريع التطوير خلال ثلاث سنوات وسترفع الطاقة الاستيعابية للحجاج إلى حد كبير.
وأكد البار في مقابلة مع وكالة رويترز أن منظومة الحج في تطور مستمر على مدى 20 سنة حتى عندما مرت المملكة بأزمات مالية مشيرا إلى أن مشاريع الحج لا تتأجل لأن الدولة تعطيها الأولوية في سياستها.
وأضاف "كل هذه المشاريع وضعت لخدمة ضيوف الرحمن واستيعاب المزيد منهم" مرجحا اكتمال كل مشروعات التوسعة بحلول عام 2020 أي بعد نحو ثلاث سنوات.
وعن تأثير أعمال التوسعة على مختلف قطاعات موسم الحج وقطاعات الخدمات في مكة قال "التأثير السلبي قليل" متمثلا في تراجع ضئيل لأعداد الحجاج لكنه أشار إلى حدوث زيادة في أعداد المعتمرين.
ومضى قائلا "هناك زيادة 12 مليون معتمر للمملكة العربية السعودية في موسم العمرة بالإضافة إلى العمرة الداخلية الذين يشكلون بين أربعة وخمسة ملايين وإذا أضفناهم إلى الحجاج الذين يصلون إلى مليونين يصبح العدد الإجمالي لزوار مكة نحو 20 مليونا."
وكان متوسط عدد الحجاج في السنوات القليلة الماضية ثلاثة ملايين حاج.
وفنّد البار خطة توسعة الحرم المكي قائلا "طاقة المسجد الحرام قبل التوسعة كانت حوالي 600 ألف مصل والآن وصلت إلى 2.2 مليون مصل أي تقريبا ثلاثة أضعاف وما فوق. وإذا حسبنا المساحة نسبة لموطئ القدم فإن السعة تتضاعف خمس مرات" مشيرا إلى أن "المشروع عملاق إذ أن تكلفة البنية التحتية وامتلاك العقارات وحدها وصلت لمئة مليار دولار".
وفي باقي المشاعر المقدسة قال "عرض المسعى قبل التوسعة كان 20 مترا وعلى ثلاثة أدوار وبات حاليا 40 مترا على خمسة أدوار إضافة إلى أدوار خاصة للعربات لمن يعانون من صعوبة في الحركة."
وأشار البار إلى أن عدد الطائفين كان 45 ألفا في الساعة وفي وقت الذروة كان يصل إلى 70 ألفا لكن بعد التوسعة باتت الطاقة الاستيعابية نظريا 105 آلاف طائف في الساعة وربما تصل إلى 400 ألف وفقا لكثافة الطائفين.
وتحدث أمين مكة كذلك عن زيادة الطاقة الاستيعابية على جسر الجمرات وعن ارتفاع طاقة مطار الملك عبد العزيز كثيرا بعد التوسعة كما أشار إلى مطار جديد سيدخل الخدمة.
ومن المقرر أن يستوعب مطار الملك عبد العزيز 30 مليون مسافر في السنة لدى انتهاء المرحلة الأولى من توسعته في 2017 على أن تصل طاقته الاستيعابية إلى 80 مليون مسافر في نهاية المرحلة الثالثة والأخيرة عام 2035.
وتوقع البار أن يكتمل مشروع قطار الحرمين نهاية العام الحالي ثم تبدأ فيه الرحلات التجريبية قبل فتحه للجمهور بداية عام 2017. ويقلص القطار زمن الرحلة بين مكة والمدينة إلى ساعتين.
وتحدث كذلك عن بدء مشروع للنقل العام في مدينة مكة بشق نفق طوله أربعة كيلومترات ومحطتين بدأ العمل بهما في طريق الملك عبد العزيز. وقال إن هذا المشروع ربما يتأخر إلى 2020 وسوف يقدم منظومة متكاملة للنقل العام في مكة بالإضافة إلى المرحلة الأولى من مترو مكة ومشروع الحافلات المنتظمة على 12 خطا.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أساور الكترونية للحجاج
مكة المكرمة ـ وكالات: بدأت السلطات السعودية تزويد الحجاج بأساور الكترونية تحمل بياناتهم في اجراء لتيسير وتأمين أعمال الحج هو الاهم الذي تشير اليه الصحف السعودية منذ اشهر.
وهذه الاساور المصنوعة من ورق مغلف بالبلاستيك تحتوي على رمز يمكن قراءته من هاتف ذكي يضم هوية الحاج وجنسيته ومكان اقامته في مكة ومسؤول المجموعة التي ينتمي اليها وكل المعلومات المسجلة لدى تقديمه طلب التأشيرة، بحسب ما اوضح عيسى الرواس وكيل وزير الحج السعودي.
واضاف ان الهدف هو تزويد كل الحجاج القادمين من خارج السعودية (1,4 مليون) بسوار الكتروني، لكنه لم يوضح مع ذلك عدد الاساور التي وزعت حتى الان.
وشوهد بين الحشود التي تتحرك في الاماكن المقدسة بمكة المكرمة ليلا ونهارا العديد من الحجاج الذين يحملون سوارا الكترونيا.
لكن في الواقع فان بعض هذه الاساور وفرتها وكالات السياحة التي امنت سفر الحاج وهي لا تحتوي على المعلومات ذاتها التي توجد في سوار الوزارة.
ويحمل عامل البناء الفلسطيني نبيل ملحم (61 عاما) سوارا اعدته السلطات مقابل ريالين سعوديين (اقل من 50 سنتا يورو)، بحسب الرواس.
وقال هذا الحاج القادم من الضفة الغربية المحتلة ان هذا السوار الاخضر اللون اصبح بالنسبة لحجاج الدول العربية "اشبه بجواز سفر".
وقال ملحم "في حال الضياع او الوفاة او المرض او العجز عن الكلام، يمكنهم الاتصال بالوكالة التي تؤطرنا بفضل هذا السوار".
وقال الحاج النيجيري ادريسا كوناكري انه هذا العام "وضع المسؤولون عن ايوائنا هذا السوار حال وصولنا". واضاف هذا المدرس الذي يحمل سوارا بنفسجيا يميز الحجاج الافارقة "قلت لنفسي على الاقل اصبح التعرف علي سهلا".
ومن خلف ادريسا، اقترب اربعة حجاج استراليين اكدوا بقلق انهم لم يتسلموا اي سوار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
استخدام كثيف لوسائل الاتصال الحديثة بين الحجاج
مكة المكرمة ـ وكالات: يقبل الحجاج بكثافة على أدوات الاتصال الحديثة، فلا يندر أن ترى حاجا يمد ذراعية لينقل مباشرة لأقاربه عبر هاتفه اداءه فريضة الحج، او اعين حجاج ترقب ادعية محملة او حجاجا يمشون تحت مظلات مزودة بتهوية تعمل بالطاقة الشمسية.
وهناك ايضا نصائح تتعلق باللباس لمرضى السكري ومواقع وتطبيقات على الهواتف النقالة تقدم شتى انواع النصائح والارشادات لمليوني حاج تدفقوا على مكة المركة لاداء فريضة الحج الذي تبدأ أيامه السبت.
وغزت التكنولوجيا في السنوات الاخيرة كافة فضاءات الحج. من شراء تذاكر السفر عبر الانترنت الى صور الذكرى التي تبث على الانترنت الى ائمة يردون على الاستفسارات عبر الانترنت. وبات اليوم كل ما هو روحاني يمر عبر العالم الافتراضي.
وحالما وطئت اقدامهم الاراضي السعودية حمل عبد الله زوران (27 عاما) وزوجته وهما أردنيان مقيمان في كوريا الجنوبية، على هاتفيهما تطبيق الحج الذي اعدته السلطات السعودية.
وهما يعودان بانتظام الى هذا التطبيق ويتبعان مراحل الحج من خلاله. والتقطا صورة قرب المسجد الحرام بمكة المكرمة هو بلباس الاحرام الابيض وهي بلباس يغطي الجسد مع حجاب اسود. وارسلا الصورة مباشرة الى الاهل.
واوضح حازم حمدي (39 عاما-محاسب) الذي جاء من القاهرة ويحمل باستمرار هاتفه بيده "حفظنا المناسك قبل السفر، لكن يمكن في اي لحظة الاطلاع عليها عبر عدة تطبيقات متوفرة".
"المشاركة مباشرة"
ويلاحظ الباحث شاهد امان الله في دراسة عن اثر التكنولوجيا على الحج "ان الحج عادة يقدم باعتباره مناجاة حاج لربه" لكن اليوم "تتيح التكنولوجيا للحجاج مشاركة هذه المناجاة مباشرة مع الاسرة والاصدقاء".
ويضيف ان لهذه المشاركة سلبياتها "ففي السابق كان على الحجاج التحلي بالصبر ازاء المتاعب الجسدية للحج" الذي تشمل مناسكه وشعائره المشي لفترات طويلة تحت شمس حارقة.
أما في هذه الأيام فان المسجد الحرام مكيف ومسار الحج الذي كان يمر عبر تلال وعرة بات سهلا مع وجود مصاعد آلية. ويقول الباحث ان صبر الحاج بات يختبر بشكل مختلف حيث عليه تحمل "رنات الهواتف التي لا تتوقف وشاشات لوحات الدعاية".
ويبدو ان التغيير حتمي. فحتى وقت قريب لم تكن السلطات تسمح لاي كان بدخول المسجد الحرام مع آلة تصوير. اما اليوم فقد بات من الصعب المرور وسط زحام الحجاج الذين يلتقطون صورا بهواتفهم النقالة. وفي كل مرحلة ومنسك لم يعد من الممكن احصاء الصور واشرطة الفيديو التي يتم تقاسمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا التعاليق.
وقبل سفر الحاج الى البقاع المقدسة يزدحم "الويب" بالنصائح العملية وروايات لحجاج سابقين تختلط فيها صور "السلفي" بصور الكعبة المشرفة.
"شمسية ذكية"
ولاحظ كمال بدوي وهو مهندس من سكان مكة اخترع مع زميلة فلسطينية هي منال دنديس "الشمسية الذكية" ان "التكنولوجيا باتت اليوم جزء من الحج". وباتت هذه المظلة اداة لازمة للوقاية من شمس حارقة. وقد اضاف المهندسان الى المظلة العادية بعض الازرار ومنافذ "يو اس بي" وعشرة لواقط طاقة شمسية، لتولد أول شمسية تحيل اشعة الشمس الى هواء منعش.
فالطاقة الشمسية التي تجمعها اللواقط تغذي مروحة لانعاش الحاج، كما ان مقبض المظلة يمكن استخدامه لشحن الهاتف ولتحديد الموقع (جي بي اس).
وتحديد الموقع يمثل احدى اهم مشاغل الحاج، بحسب كمال بدوي الذي يعمل منذ عقود متطوعا لمرافقة الحجاج القادمين من مختلف الاصقاع في المدينة التي ولد فيها.
ولمساعدتهم على تحديد موقعهم وسط الحشود والانهج والحواجز التي اقيمت لتنظيم تدفق الحجاج، اعد المهندسان تطبيقا للهواتف النقالة.
واوضح بدوي ان تطبيقة "وصول" هي تطبيقة تفاعلية "ترتب اصواتا لا يتعرف عليها نظام جي بي اس العادي ، بما يتيح للحاج ان يجد وجهته". ويضيف "وهي تتيح ايضا عندما ننتهي منها تماما، لمجموعات تحديد مواقع افراد المجموعة اذا ما تفرقوا وسط الحشود".
وهي اداة يامل المهندسان ان تتيح تفادي ماساة 2015 حين قضى نحو 2300 حاج في حادث تدافع هو الاسوا في تاريخ مواسم الحج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ