- اتفاق لتعزيز مجالات التعاون في قطاع التعليم والاستثمار وتبادل الخبرات والزيارات
ـ تسهيلات للطلاب العمانيين الذين يرغبون الدراسة في ماليزيا للماجستير والدكتوراة والتأشيرة الجديدة للطلاب ستمتد لثلاث سنوات
كوالالمبور ـ من الوليد العدوي:
أكد المشاركون في الوفد التجاري لماليزيا من أصحاب وصاحبات الأعمال على النتائج الإيجابية التي أثمرت عنها زيارة الوفد لماليزيا وما خرجت به من نتائج مبشرة ستعمل بدون شك على تعزيز مستوى العلاقات فيما بين السلطنة وماليزيا.
وثمن المشاركون الدور الهام التي تقوم به غرفة تجارة وصناعة عمان وما تبذله من جهود من أجل النهوض بإمكانيات وقدرات القطاع الخاص وتحديدا من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منوهين الى أن زيارة الوفد لماليزيا خرجت بالعديد من التصورات والأفكار والمقترحات التي فيما لو فعلت فسيكون لها الأثر الطيب في رفع مستوى مجالات التعاون خاصة في المجال الاقتصادي والتدريب والتعليم.
نتائج مثمرة
ورأى المشاركون أهمية التأسيس لمجلس رجال الأعمال العماني الماليزي لما لهذا المجلس من دور يتمثل بدراسة الصعوبات التي قد تعيق التعاون الاقتصادي والاستثماري والوقوف على فرص ومقومات الاستثمار في البلدين وإقامة زيارات مشتركة وغيرها من الجوانب الأخرى التي يمكن أن يقوم عليها المجلس.
وكان الوفد قد وصل مساء أمس الأول لمسقط بعد أن اختتم زيارته لماليزيا أجرى خلالها العديد من اللقاءات مع المسؤولين الماليزيين في مجال التعليم والتدريب، وذلك ضمن الحملة التي أطلقتها الغرفة مؤخرا تحت شعار "شاركنا لنرتقي" برعاية مجموعة شركات تاول.
وكانت اللقاءات التي أجرها الوفد التجاري قد خرجت بالعديد من النتائج الطيبة التي من شأنها أن تسهم في توطيد العلاقات الاقتصادية من جهة وقطاعات التعليم والتدريب وتنمية المؤسسات الصغيرة من جهة أخرى.. هذه المجالات التي ادركت الغرفة ضرورة الاهتمام بها ورعايتها سواء من خلال احتضان أصحاب هذه المشاريع ومعرفة أرائهم ومقترحاتهم والأخذ بمبادراتهم أو عن طريق إرسال وفود تجارية يكون لأصحاب هذه المشاريع التواجد والحضور الأبرز في هذه الزيارات وذلك بما يعرفهم بتجارب وخبرات الدول الأخرى.
وقد التقى عدد من أصحاب وصاحبات الأعمال يوم الخميس الماضي بنظرائهم من الجانب الماليزي حيث اطلعوا على تجارب وخبرات الماليزيين في مجال التعليم، حيث زار الوفد المدرسة الدولية الماليزية، والمدرسة الذكية "سمارت سكول" التابعتين لجامعة "آسيا باسفيك".
وخلال اللقاء تم تقديم شرح مختصر عن النظام الذي تتبعه المدرسة في العملية التعليمية، وكيفية التواصل مع أولياء أمور الطلبة من خلال نظام البوابة التعليمية، كما تم مناقشة عدد من الأمور خاصة ما يتعلق بتبادل الزيارات وإيفاد طلاب من كلا البلدين وتنسيق آلية هذه الزيارات، وزيارات الطاقم الأكاديمي للسلطنة من المعنيين بالبرامج الدولية للاستفادة من خبراتهم الطويلة في هذا المجال، وليتمكن أصحاب وصاحبات الأعمال من تطوير اداء المدارس الخاصة، كما تم التعرف على مرافق المدارس والوسائل التعليمية والمرافق المساندة لكل مدرسة من مكتبات ومختبرات وفصول دراسية.
تعزير التعاون
وعقدت في المركز الماليزي الدولي للتعليم جلسة مباحثات بين وفد الغرفة ومسؤولين ماليزيين، ترأس المباحثات أحمد بن عبدالكريم الهوتي رئيس الوفد بحضور عدد من رواد الأعمال.
وقد تم خلال اللقاء مناقشة عدد من المواضيع ومنها أهمها كيفية تسهيل وتبسيط الإجراءات فيما يتعلق باستخرج تأشيرات الطلبة العمانيين الراغبين للدراسة في ماليزيا، حيث أوضح المسؤول الماليزي من خلال شرح مرئي عن الإجراءات المتبعة لاستخراج التأشيرات مؤكدا أن عدد الطلاب العمانيين في تزايد وهذا إن دل فإنما يدل على اهتمام السلطنة وثقتها الأكيدة في النظام التعليمي الماليزي والذي يستقطب الطلاب من أكثر من مائة دولة، بالإضافة أنه تم تمديد مدة التأشيرات لتصل إلى ثلاث سنوات للطالب، مما سيسهل عملية ابتعاث الطلاب العمانيين للدراسة بماليزيا.
وبحث الجانبان العماني والماليزي تعزيز التعاون والتنسيق المستمر بين سفارة السلطنة والجهات المختصة في ماليزيا خاصة فيما يتعلق بعملية التدريب الذي يطمح إليه أصحاب وصاحبات الأعمال في السلطنة بهدف إيجاد نوع من تجويد الأداء بما يرقى بمؤسساتهم وجعلها بيئة للتنافس.
وأكد المسؤول الماليزي على ضرورة توعية الطلاب العمانيين المبتعثين إلى ماليزيا للدارسة بالنظم التي تمكنهم من إكمال مسيرتهم التعليمية على الوجه الصحيح لينهوا دراستهم خلال الفترة المقررة، وكذلك تعريفهم بطبيعة الحياة في ماليزيا وضرورة توجيه الطلبة.
من جانبه تباحث رئيس الوفد مع الجانب الماليزي عن إمكانية تخفيض الرسوم الإسكانية التي يدفعها الطلبة العمانيين للسكن الجامعي، وكذلك زيادة التعاون بين الجامعات ومراكز التدريب الماليزية عن طريق تقديم الدعم الأكاديمي للمؤسسات التعليمية والكليات والجامعات بالسلطنة وإكسابها القدرة على المنافسة وإثبات قدرتها بما يعود بالفائدة على أصحاب وصاحبات الأعمال. وتطرق الجانبان إلى إمكانية تبادل الزيارات بين طلاب جامعات كلا البلدين خلا الإجازات الدراسية.
وفي سياق متصل قام الوفد بزيارة لمدينة ملقا حيث التقى فيها بعدد من مسؤولي الجامعات والكليات الخاصة، وقدم نائب العميد بالجامعة الإسلامية في ملقا شرحا مفصلا عن نظام الدراسة في الكلية والتخصصات التي تحويها، بعدها تحدث أحمد الهوتي رئيس الوفد شاكرا نائب العميد على استقباله وتعريفه بالكلية ونظامها التعليمي، وتحوي الكلية على عدة تخصصات متنوعة بين التقنية والعلمية، وينضوي تحت مظلة الدراسة في الكلية ما يقارب من 5000 طالب وطالبة.
على صعيد آخر كانت أيضا زيارة الوفد الأخيرة لمنطقة ملقا، حيث استضافت الجامعة التقنية الماليزية بملقا وفد الغرفة التجاري الذي زارها مساء الخميس الماضي، وتم خلال اللقاء تبادل الهدايا التذكارية وقام الاساتذة الأكادميون بشرح مفصل فيما خص الجامعة وكلياتها والتخصصات التي تقوم بتدريسها، وكان الحوار فيما يخص دراسة الطلاب العمانيين على مستوى شهادتي الماجستير والدكتوراة. ورحبت الجامعة بأي تواصل وتعاون بين الجانبين لإيفاد الطلاب العمانيين الى ملقا لإكمال دراستهم ما بعد الجامعية.
قالوا عن الزيارات
عضو الوفد محمد بن راشد القريني نائب مدير دائرة البرامج التعليمية والدارسة الخاصة بوزارة التربية والتعليم قال: أود في البداية من تقديم كلمة شكر وتقدير لإدارة غرفة وتجارة عمان على هذه المبادرة الطيبة والتي من خلالها وقف أصحاب وصاحبات الأعمال على بعض التجارب الناجحة في مجال التعليم والتدريب بماليزيا بما يفتح آفاقا أوسع لتبادل الخبرات والاستفادة من بعض المؤسسات الجامعية في ماليزيا لتقديم برامج تدريبية للمؤسسات الخاصة في السلطنة هذه الزيارات لتعم الفائدة بشكل أكبر.
وأضاف أن ملاك المدارس الخاصة تمكنوا من الوقوف على البيئة المدرسية الجاذبة للأطفال في مرحلة التعليم ما قبل المدرسية من خلال القاعات الدراسية والألعاب المتنوعة الآمنة وطريقة الاهتمام بالتغذية لهذه المرحلة العمرية، متمنيا أن تتكرر هذه التجربة وتقوم الغرفة بزيادة مثل هذه الزيارات.
أما علي بن خلفان الشبلي مساعد مدير مدرسة صحار العالمية تقدم في البداية بالشكر والتقدير لغرفة تجارة وصناعة عمان وفرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة على إتاحة هذه الفرصة له بالمشاركة مع الوفد التعليمي التدريب لرواد الأعمال.
وأضاف أنه من خلال الزيارات الميدانية واللقاءات مع المعنيين في الجانب الماليزي وقفنا على جملة من التجارب الرائدة والتي سنسعى إلى الاستفادة منها وتطبيقها والمتمثلة في الاهتمام بالبيئة المدرسية وتطويرها بما يحقق أهداف العملية التعليمية. وكذلك تفعيل مرافق المدرسة المختلفة، وتفعيل البوابة الإلكترونية بحيث تساعد الطالب على التفاعل والتواصل مع أقرانه في مدارس تطبق نفس البرنامج سواء داخل البلد أم خارجها وكذلك تكثيف الزيارات وتبادل الخبرات بما يحقق الجودة والتنافسية في تقديم الخدمات التعلمية.
علي بن محمد الجابري مدير معهد التكوين للتدريب التجاري والمشرف التربوي على مدارس التكوين الخاصة بولاية بركاء أفاد بأن الزيارات التي قام بها الوفد كانت موفقة لدرجة كبيرة وناجحة في التنظيم والنتائج، حيث قام الوفد بزيارة للعديد من المؤسسات التعليمية بمستويات مختلفة، واطلع على النظام التعليمي بها بالإضافة الى النظام الإداري، وكذلك الجوانب الأخرى الأساسية في بنية أي مؤسسة تعليمية.
وأضاف: أنه قام بالاستفسار عن جوانب أخرى عديدة تهم الوفد وتثري التجارب حول الجانب التعليمي، من خلال الاجتماع بالعديد من المسؤولين الماليزيين، وأراى أنه مثل هذه الزيارات لها أهمية كبيرة لنا أصحاب وصاحبات الأعمال لكونها عرفتنا بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه بعض الدول في الجوانب التعليمية والتدريبية.
خليفة بن راشد البادي صاحب مؤسسة خليفة البادي السويدي وحضانة الأجيال بمحافظة البريمي أعرب في بداية حديثه عن شكره لغرفة تجارة وصناعة عمان ممثلة في لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإتاحة الفرصة له بهذه الزيارة الطيبة مع هذه الكوكبة المميزة من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات التعليمية والتدريبة في السلطنة.
وقال: في هذه الرحلة تنوعت الزيارات للمؤسسات التعليمية الناجحة في عدة مجالات وفي مدة قصيرة. حيث هدفت هذه الزياره لتبادل التجارب بين البلدين في هذا المجال الهام بالنسبه لجميع الدول.
واختتمت الزيارة أعمالها بزيارة للكلية الجامعية الإسلامية والجامعة التقنية الماليزية بمنطقة مالقا وتوفقنا للتعرف على استراتيجيات ونظم التعليم لكل جامعة كم دعت الجامعات الماليزية للتواصل مع المؤسسات التعليمية بالسلطنة لإرسال الطلبة العمانين للالتحاق بها وعمل الدورات السريعة والقصيرة للمبتعثين من قبل مكاتب التدريب في السلطنة.
رعاية الوفد
تجدر الإشارة إلى أن الغرفة تسير العديد من الوفود للدول من ضمنها الهند والصين وتركيا وماليزيا بدعم وتعاون وشراكة مع القطاع الخاص. ورعت هذا الوفد مجموعة شركات تاول والتي حرصت أن تكون من الشركات الداعمة لمناشط الغرفة المختلفة أسوة بباقي الشركات.
وأوضح حسين جواد رئيس مجلس الإدارة بمجموعة شركات تاول في حديث سابق مع (الوطن الاقتصادي) أن أهداف مشاركتهم ودعمهم للغرفة في هذه الحملة إنما هو واجب وطني تقوم به الشركات الكبرى لدعم الحكومة في توجهاتها، وهذه المبادرة تأتي من قبل الشركة من خلال تسيير الوفد إلى ماليزيا بالتعاون والتنسيق مع الغرفة، وهذا الدعم مما ينبغي علينا القيام به.
وأضاف: "أن "تاول" تحاول مساندة هذه الشركات، فأي اقتصاد في العالم ينمو من جانب الشركات المتوسطة والصغيرة وعمان مقدمة على مرحلة مهمة من من التنمية الاقتصادية. وأكد أن ماليزيا من البلدان المتقدمة اقتصاديا وصناعيا، فكانت سابقا بلدا زراعيا وأصبحت في مصاف دول شرق آسيا المتقدمة اقتصاديا وهذا ما جعلنا من اختيارها لتسيير الوفد. وأشار أن ماليزيا بها الكثير من الشركات التي سيستفيد منها أصحاب الأعمال العمانيين المشاركين في الوفد مما سيساهم في تطوير مشاريعهم وأعمالهم.
يذكر أن الغرفة بدأت في دورتها الحالية بتسيير عدد من الزيارات لعدة دول لاطلاع أصحاب وصاحبات الأعمال على أخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة والاقتصادات العالمية، وزيارة ماليزيا استكمالا لتلك الجهود.