بعضهن منذ أكثر من تسع سنوات

الخريجات : إذا كان هناك اكتفاء ولا شواغر .. فلماذا يستمر طرح التخصص؟
مدارس يزيد طلابها عن 500 ولديها أخصائي اجتماعي واحد وبعضها لا يوجد
تواصلت معهن ـ جميلة الجهورية:
أكثر من 243 خريجة باحثة عن عمل في تخصص علم الاجتماع والعمل الاجتماعي مازلن في انتظار الوظيفة، حيث إن بعضهن مر على انتظارها أكثر من تسع سنوات يناشدن الجهات المختصة إعطاؤهن حقهن في فرص التوظيف والشواغر التي تطرح بين الحين والآخر وإيجاد فرص عمل يخدمن من خلالها بلدهن ومجتمعهن.
واستعرضت الخريجات الباحثات عن عمل خلال الموضوع مجموعة من حقائق وإحصاءات توظيف قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في المؤسسات الحكومية وبيانات الخريجات الباحثات عن العمل والتي شملت أعدادهن والكليات والجامعات اللاتي تخرجن منها وسنة التخرج ومحافظاتهن لينقلن عبر رسالتهن تساؤلات خريجات جامعة السلطان قابوس وخريجات أكثر من سبع جامعات أخرى طال بهن البحث عن الوظيفة لأكثر من تسع سنوات.
وأوضحت الخريجات الباحثات عن عمل في مناشدتهن التي رفعنها عبر "الوطن" إلى الجهات المختصة بأنهن يتابعن الوضع بأن ھﻨﺎك ﺗﻜﺪسا ﻓﻲ أﻋﺪاد اﻟﻤﺘﺨﺮﺠﯿﻦ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﺑﺸﻜﻞ كبير إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طﻮل اﻟﻤﺪة اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻀﯿﮭﺎ ھؤﻻء اﻟﺨﺮﯾﺠﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وظﯿﻔﺔ، كما أن قلة اﻟﻔﺮص اﻟﻮظﯿﻔﯿﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ بنفسه أصبح مشكلة تبحث عن حل ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﯾﺜﺎت اﻟﺘﻲ طﺮأت ﻋﻠﻰ إﻋﻼﻧﺎت اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﺣﻮل ﺷﺮوط اﻟﺘﻘﺪم ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮظﺎﺋﻒ وﺑﺎﻷﺧﺺ ﺷﺮطﻲ اﻟﻨﻮع واﻟﻌﻤﺮ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﻨﻲ طﻮل ﻣﺪة اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﯾﻔﻘﺪ اﻟﺨﺮﯾﺠﯿﻦ ﻛﻔﺎءﺗﮭﻢ وﺧﺒﺮاﺗﮭﻢ اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ اﻟﻨﺎﺟمتين ﻋﻦ طﻮل اﻟﻤﺪة اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯿﻦ ﺳﻨﺔ اﻟﺘﺨﺮج وﺳﻨﻮات اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻮظﯿﻔﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن الواﻗﻊ ﯾﺜﺒﺖ الحاجة الفعلية ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻜﻮادر في ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ووﺟﻮد اﻟﺸﻮاﻏﺮ اﻟﻮظﯿﻔﯿﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﮭﺎ وﺿﺮورة ﺷﻐﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻮاﻏﺮ وﺳﺪ ﺛﻐﺮة اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻮظﯿﻔﯿﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ.
* سنوات طويلة في انتظار التوظيف
تقول نعيمة بنت فاضل الزفيتية ـ خريجة جامعة ظفار: لم يكن تخصص العمل الاجتماعي لدي مجرد تخصص يمهد لي الطريق للحصول على وظيفة وإنما كان حلما وطموحا وحبا لهذا المجال بعد أن أنهيت ٥ سنوات في صلالة بجامعة ظفار ولكن مر على تخرجي ٣ سنوات وها هي السنة الرابعة ولم نجد فرصة للتوظيف وكل الوظائف التي عرضتٌ كانت تتطلب شخصا واحدا من الذكور.
وتضيف: اتجهت للتدرب في أحد المستشفيات وإحدى المدارس ووزارة التنمية الاجتماعية وتجمعت لدي شهادات خبرة مع شهادتي الجامعية ولكن دون جدوى حتى الآن وذهبنا للجهات المختصة ولكن مازال موضوعنا بدون حل وسؤالي هل لهذه الدرجة أصبح لا حاجة في مجتمعنا للأخصائي الاجتماعي .. إذن لماذا يطرح هذه التخصص، ولماذا لايتم إيقافه إذا كان هناك اكتفاء؟.
وأكدت أن وجود الأخصائي الاجتماعي أصبح مهما جدا مع كثرة المشاكل الاجتماعية والنفسية في المدارس اليوم.
* تشبع من التخصص
أما نادية السوطيه ـ خريجة جامعة الإمارات فتقول: طال انتظاري وأنا أبحث عن الوظيفة التي تناسب مؤهلي بعدها بدأت أقدم في الشركات للحصول على وظيفة وواصلت التقدم إلى اليوم ولكن لاشواغر لنا فالتساؤل الذي يدور في أذهاننا هل هناك مشكلة حقا في وظائف الأخصائيات فالقطاع الخاص لا يعترف بتخصصنا فتخصصنا مطلوب في الجهات الحكومية أكثر من القطاع الخاص.
* نريد حلاً
أما عائشة بنت محمد الهاشمية ـ خريجة جامعة مؤتة فتقول: قدمنا على أكثر من وظيفة لكن للأسف لمً يصلنا الرد بحكم الطلبات والأعداد المتقدمة على الوظيفة لذلك أين الجهات المعنية بتوظيفنا فمنذ 6 سنوات لم تنزل شواغر لنا وحاولنا نقدم والبحث عن الوظيفة ولكن بدون فائدة وأيضا لم توفر لنا دورات ولا انتداب.
* انتظار طويل
في حين تقول لمياء بنت عابد سيلام ـ خريجة جامعة ظفار: من منطلق حماسي الشديد حول التعليم واصلت مشواري الدراسي والتحقت بجامعة ظفار بنظام منحة جزئية التي خصصت لذوي الظروف المادية الصعبة علما بأن والدي كبير في السن ولم يسبق له العمل في أي جهة وبذلت أقصى جهدي في هذا المشوار والحمد والشكر لله على عطائه تخرجت سنة 2008 / 2009 وحصلت على شهادة البكالوريوس في تخصص العمل الاجتماعية وقد ترددت على أكثر من جهة حكومية ولكن للأسف لم أنل ردا يثلج الصدر علما بأنني من قدامى الخريجات لذا فالسؤال متى سيتم توظيفنا؟.
* تخصصك غير مرغوب
ليلى بنت عبدالله الكندية ـ خريجة جامعة السلطان قابوس تقول: بهمةٌ ونشاط، ورغبةٌ ملت شغوف قلبي وأنا أدرس تخصصي "علم الاجتماع" ومما زاد من علو همتي ما أكده أساتذتنا من احتياج ورغبة المجتمع لهذا التخصص وما هى إلا سنوات ، تبددت فيها أهازيج الفرح إلى انتظار طويل ذلك أن (تخصصنا) غير مرغوب وهناك اكتفاء تام فيه ويطلبون الخبرة ويرفضون تزويدنا بها.
وتقول مريم بنت سالم الصيعرية: التحقت بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا عام 2007 بحكم قربها لنا ودرست على نفقتي الخاصة وتخرجت منها بدرجة البكالوريوس بتخصص فلسفة وعلم اجتماع 2012 ولم يخطر في بالي أنني سأظل سنوات طويلة بدون وظيفة فقد ذهبت لعدة جهات حكومية لعلي أجد الوظيفة التي تناسبني في مجال تخصصي ولكن كان الرد أن التوظيف مركزي عن طريق وزارة الخدمة المدنية وقد خضعت لأكثر من اختبار من قبل الخدمة المدنية ولكن للأسف لقلة شواغر هذا التخصص لم أحظ بوظيفة حتى الآن فالمتقدمون بالمئات والشواغر واحد أو اثنان.
* لاشواغر
وتقول زكية بنت سالم الجرادية ـ خريجة جامعة الشارقة: بعد أن أكملت دراستي الجامعية بدأت رحلة التنافس على الوظيفة منذ عام 2011 وصدمت بأن لم يتم توفير أي وظيفة لتخصصنا لمدة عامين كاملين بعدها بعامين تم الإعلان عن وظيفتين شاغرتين في إحدى الجهات الحكومية بجنوب الباطنة وتنافست على الاختبار وحصلت على المركز الثالث، حيث تنافس على الاختبار ما يزيد على الستين باحثة عن عمل وعند مراجعتي للجهة على أمل أن يتم الإعلان عن شاغر وظيفي جديد فأخبروني أنه إذا تم الإعلان مجددا عن وظيفة فستكون الأحقية لي في الوظيفة ولكن اختبارات الخدمة المدنية تلغى بعد ستة أشهر على حسب علمي وإلى الآن أنا في الانتظار.
* تسع سنوات في الانتظار
تقول مريم بنت سالم البادية ـ خريجة جامعة بيروت: منذ تخرجي في 2007 قبل تسع سنوات تقريبا وحتى الآن وأنا ما زلت باحثة عن عمل وقد سعيت للبحث عن وظيفة لكن للأسف كل ما نسمعه هو لا توجد شواغر فإلى متى يبقى هذا حال الأخصائية الاجتماعية، والخريجون في تزايد مستمر وبعضهن منذ أكثر من 7 سنوات في منازلهن يبحثن عن وظائف والتساؤل المطروح هنا بعض المدارس يزيد طلابها عن 500 طالب ولديهم أخصائي اجتماعي واحد وبعض المدارس لا يوجد بها أي أخصائي اجتماعي وهذا بحد ذاته يتيح العديد من الشواغر .. أليست وظيفة الأخصائي الاجتماعي مرتبطة بالعملية التعليمية .. فلماذا لا يتم التعامل معها مثل الوظائف التدريسية؟.
* مازلنا ننتظر!!
وحال عبير بنت يعقوب الرحبية ـ خريجة جامعة عين شمس سنة 2012 مشابه لحال زميلاتها الخريجات حيث تقول: درست على نفقتي الخاصة ولكن منذ أن تخرجت منذ خمس سنوات وأنا أنتظر هذا الحلم في أن أنال فرصة لخدمة وطني وها أنا إلى الآن مازلت أنتظر لذا نتمنى أن نجد حلا لموضوعنا كما أننا نأمل في أن يتم التوقف عن طرح هذا التخصص طالما لاتوجد شواغر حاليا له لذا أناشد كل الجهات المسؤولة أن تنظر وتبحث لنا عن حل.
وتشاركها ليلى بنت سعيد اليافعية قائلة: إلى الآن لم أتوظف ونتفاجأ دائما بعدم وجود شواغر لتخصصنا وقد قدمت أوراقي في كل الجهات ولكن دون جدوى.
أما سلمى بنت سالم الصيعرية فتقول: درست في جامعة حضرموت تخصص فلسفة وعلم اجتماع مقتنعة في ذات نفسي بأهمية دور علم الاجتماع في صقل شخصية الفرد ودوره الفعال في المجتمع في مختلف المجالات ولم تكن دراستي تخلو من صعوبات منها بعد المسافة .. وغيرها من الظروف وعندما أنهيت الدراسة للأسف لم يحظ تخصص علم الاجتماع بأي أهمية ولم تكن هناك شواغر لهذا التخصص فلا نعلم ما هو مصيرنا وإلى متى سيطول بنا هذا الانتظار.