[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedsabry.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]احمد صبري[/author]
”إردوغان طالب في كلمة له خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك طالب بإنشاء نظام سياسي يحمي التنوع الطائفي والعرقي في العراق، لافتا إلى أن عملية الموصل يجب أن تجرى مع مراعاة حساسية التنوع السكاني، مضيفًا أن تركيا لن تترك العراق وحيدا في وقت يحتاج إلى المساعدة أكثر من أي وقت مضى.”

هل يكفي حصول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على دعم أميركي ودولي للبدء بمعركة استعادة الموصل أم أن التعهدات التي حصل عليها تندرج في إطار الدعم المعنوي، وأن المهمة برمتها تقع على كاهل القوات العراقية التي تحتشد عند محيط الموصل بانتظار ساعة الصفر؟
وحتى يضع العالم المنشغل بمخاطر تمدد "داعش" أمام الواقع الذي يحاول أن يكسب مزيدا من الدعم أعلن العبادي انطلاق ثلاث عمليات في وقت واحد، لاستعادة مناطق تشكل الخاصرة الرخوة لتنظيم "داعش" في تخوم الموصل.
المغزى السياسي والعسكري لهذا الإعلان لا يبدو خافيا، من خلال رسائله إلى المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، بأن الحكومة العراقية والقوات الأمنية، هي من يمسك زمام المبادرة، وعلى الجميع دعم هذه الجهود عسكريا وماليا، من أجل الانتقال إلى مرحلة الحرب الأيديولوجية ضد التنظيم، من غير أن يوضح الطرق والآليات، لهذه المرحلة.
العبادي التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين، والحرب ضد تنظيم "داعش"، والتحديات التي تواجه العراق.
العبادي الذي يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن خلال كلمته، أن صفحة جديدة من صفحات النصر انطلقت ببدء عملية استعادة قضاء الشرقاط، آخر معاقل التنظيم في محافظة صلاح الدين، إضافة لعمليتين أخريين في جزيرتي الرمادي وهيت.
باراك أوباما الذي أقر بصعوبة معركة الموصل، أشاد بالتقدم الكبير للقوات العراقية في معاركها الأخيرة مع التنظيم، وشدد على استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار المناطق المستعادة، مؤكدا أن العراق لا يزال يحتل الأولوية في الاهتمام الأميركي.
مراحل ما بعد تنظيم "داعش" في العراق، أخذت بالاتساع أكثر خلال الفترة الأخيرة، وباتت تستخدم للتسويق السياسي، من قبل الفرقاء السياسيين، في ظل صراع النفوذ الذي يغلف أغلب السجالات السياسية، وتراشق ملفات الفساد بين المسؤولين، في وقت تشير فيه الدلائل والأحداث، أن معركة الموصل ستنطلق بداية الشهر القادم، وفقا لحاجات تستدعيها الانتخابات الأميركية، وتفاهمات فرضتها الأجندات الدولية والإقليمية، على التفاهمات السياسية في العراق.
من هنا تأتي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي حذر فيها من أزمة إنسانية جديدة مع انطلاق عملية استعادة الموصل.
إردوغان طالب في كلمة له خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك طالب بإنشاء نظام سياسي يحمي التنوع الطائفي والعرقي في العراق، لافتا إلى أن عملية الموصل يجب أن تجرى مع مراعاة حساسية التنوع السكاني، مضيفًا أن تركيا لن تترك العراق وحيدا في وقت يحتاج إلى المساعدة أكثر من أي وقت مضى.
معركة الموصل توصف بأنها المعركة الفاصلة ضد تنظيم "داعش"، الأمر الذي دفع واشنطن إلى إجبار بغداد وحكومة كردستان إلى التوافق في توزيع الأدوار بينهما في المعركة لا سيما دوري البشمرجة وميليشيات الحشد، وما تسرب من هذا الاتفاق فإن الأولوية هي لدخول القوات النظامية إلى مركز الموصل وبقاء البشمرجة والشرطة الاتحادية في محيط المدينة مع بقاء ميليشيا الحشد عند خط التماس الجنوبي للموصل بعد استعادة الشرقاط الذي يقع شمال صلاح الدين وجنوب الموصل.
وطبقا للراشح على الأرض وتصريحات المسؤولين العسكريين العراقيين فإن التحضيرات لاستعادة الموصل قد بلغت ذروها ولم يبق إلا تحديد ساعة الصفر.
ويبقى السؤال الذي يقلق المعنيين في العراق ودول الجوار العراقي والمنظمات الإنسانية: ما مصير نحو أكثر من مليون من سكان الموصل الذين سيتأثرون بالعمليات العسكرية، وهي بحسب كل التوقعات ستكون كارثة إنسانية يضافون إلى النازحين العراقيين الذين تقطعت بهم السبل فتحولوا إلى لاجئين في بلادهم؟