شهدت مسرحية "المباراة لا تزال مستمرة" والتي قدمتها فرقة الصمود المسرحية حضورا لافتا من قبل محبي خشبة المسرح وذلك في العرض الذي قدم بمسرح النادي وهو العرض الأول التي استهلت به الفرقة العام الجديد 2014م.
المسرحية من تأليف وإخراج الكاتب سالم بن سليمان المسروري الذي قدمها بطابع كوميدي بحت سلطت الضوء على الأفكار التي تعشش في عقول البعض والذي يعتقد بأنها ذات صلة بالرياضة وكذلك بعض السلوكيات التي يمارسها الجمهور والتي ليست لها علاقة بعاداتنا وقيمنا الاجتماعية وأخلاقنا كما استعرض أهداف الرياضة ودور الشباب لترجمة هذه الأهداف بعيدا عن التكلف والممارسات الخاطئة ونحو إكسابهم ثقة القدرة على تحقيق الفوز وتطرق لدور المجتمع وتكاتف شرائحه المختلفة في مساندة الشباب نحو تحقيق التطلعات وصقل المواهب للسمو بروح الرياضة وحوت المسرحية في قراءتها النقدية أبعادا فنية عديدة بدءًا بعدد المشاركين في العرض إذ تكون الفريق من أكثر من 25 مشاركا بينهم 22 ممثلا وهو الأمر الذي نادرا ما يكون في مسرحنا العماني وحسب كلام المخرج أن هناك أدوارا كثيرة قد اختزلت من النص لظروف امتحانات الطلاب في هذه الفترة الأمر الذي أدى لتقليص الشخصيات والتقيد بالعدد الذي شاهدناه والذي أكد لنا أن هؤلاء الشباب يعشقون المسرح ليتكاتفوا بهذا الحجم لتقديم دراما مسرحية ذات أفكار منطقية وقالب كوميدي شيق ورؤية فنية بعيدة عن التكلف حيث وظفت التقانة الحديثة التي لعبت دورا فاعلا خلال العرض من أجل التغلب على كثرة المشاهد فاعتمدت على المناظر المصورة وتقنيات العرض المرئي وربطها بالمشاهد المسرحية دون أن يتشتت العرض فعالجت هذا الفكرة كثرة المشاهد وحالت دون التوقف لتغيير الديكور والأدوات الأخرى الأمر الذي اتضح أن الفرقة تحوى العديد من الشباب المتمكن في التعامل مع الفنيات والأجهزة الحديثة وبرامج المونتاج ، كما وضح من خلال العرض مدى إصرار هؤلاء الشباب على تقديم الأعمال المتميزة إذا أنه لم يكن من السهل إدارة هذا العدد من الممثلين لولا العزيمة والإصرار ووجود المواهب المسرحية بين شخوص المسرحية بدءًا بأصغرهم والذي كان لا يتجاوز الـ17 عاما إلى أكبرهم والذي قارب الـ 60 من العمر فلقد أظهر الأداء الحركي قمة في الإبداع خصوصا في مشهد المباراة فوضح مدى جهد التدريب في الأداء والحركة لكي تتناغم مع بعضها دون الإخلال بترتيب الحوار أو ضعف الحركة وهذا ما عكسه دور المعلق الرياضي الذي استطاع بموهبته أن يربط كافة الحوارات دون أن يتداخل مع حوارات اللاعبين رغم وجوده في منطقة تمثيل بعيدة وخلف باقي الممثلين دون النظر إلى وجوههم في الكثير من الأحيان ، كما لعب الديكور المسرحي دورا مهما من خلال توظيفه بطريقة فنية جميلة حيث كانت البساطة في المشهد الأول فلم تتعد مكوناته الخامات المتاحة للجميع ليعكس ثقافة توظيف المكونات رغم بساطتها فلم تتعد كونها صناديق كارتونية فارغة لتشكل مشهد بسطة لبائع متجول وفي المشهد الثاني لعبت الرؤية الفنية والفكرة العميقة دورا في تغيير الديكور إلى مشهد الاستاد الرياضي بلوحة مدرجات الجمهور والملعب المعشب التي عمقت الفكرة التي تناولها النص وهي أن الجميع بمن فيهم البائع المتجول البسيط يمكن أن يساهم في تحقيق الأحلام، فالإرادة والعزيمة يمكن أن يحقق للشباب طموحه وآماله .
شارك في العرض نخبة من شباب الفرقة الذين قدموا العديد من الأعمال المسرحية في السابق وهم ناصر بن أحمد الشريقي وعلي بن جمعة الريامي وسعيد بن محمد الراشدي وأسعد بن مسعود الراشدي ومحمد بن سالم النبهاني ومحمود بن محمد النبهاني وإدريس بن سالم الكندي وعبدالحميد بن السو الريامي وأحمد بن السو الريامي ومرشد بن سالم الراشدي وسالم بن محمد الراشدي وعلي بن فاضل الكندي وخالد بن خليفة الراشدي وعيسى بن محمد الراشدي وعبدالله بن محمد الراشدي بالإضافة إلى المواهب الجديد التي صعدت المسرح لأول مرة وهم محمد بن سالم العدوي وعماد بن سالم الراشدي وعلي بن سعيد الحضرمي وهلال بن محمد الدغاري وضاوي بن طالب الشكيلي وحارث بن حمد التوبي كما كان في الصوت والإضاءة كل من محمد بن مسعود الراشدي وأحمد بن مسعود الراشدي وأنور بن محمد اليعربي ومازن بن سعيد الأغبري والإدارة المسرحية حمود بن علي السناني وزعيم بن سلام الريامي.
وقد قدمت الفرقة العديد من الأعمال المسرحية خلال العام الفائت بدءًا بمسرحية ملحمة وطن والتي قدمتها في يناير 2013 بعده كانت لها بصمة مع مؤسسات المجتمع الخارجي حيث قدمت مسرحية (هم البركة) والتي استهدفت شريحة كبار السن ضمن فعاليات الجمعية العمانية للمسنين كما قدمت مسرحية فكر في المعاق ضمن الاحتفال بيوم المعاق الذي أحياه فريق وادي كلبوه بنزوى ، وقدمت كذلك مسرحية سرطان ولكن في كل من مستشفى نزوى بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي واحتفال الجمعية العمانية لمكافحة السرطان الذي عقد في ولاية بهلاء وفي احتفال فريق الأهلي بإزكي بمناسبة العيد الوطني 43 المجيد ، كما تقدمت الفرقة للمشاركة في العديد من المهرجانات والفعاليات الخارجية والداخلية ضمن فعاليات التي تشرف عليها وزارة التراث والثقافة ولم يحالفها الحظ في أي فعالية كما تقدمت للمشاركة في مهرجان المسرح العماني الرابع عن طريق النص المسرحي كنز النطف وتأهلت ضمن 20 فرقة مسرحية على مستوى السلطنة وذلك في تصفيات النصوص الأولية وفي المرحلة الثانية لم يتأهل النص وظل أعضاء الفرق يواصلون العمل والتدريب واكتشاف المواهب والاهتمام بتجويد كتابة النص المسرحي وصقل مهارات أعضاء الفرقة في التمثيل والإخراج والعناصر الأخرى .