[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يكن الرئيس السوري بشار الأسد وحده في معلولا العائدة إلى حضن الوطن، بل سوريا كلها كانت هناك .. سبقته أو جاءت معه لا فرق، المهم ان قلب المواطن وعقل الرئيس مسحا عرق الجنود وقرآ كلمات من نار عند بوابة المدينة.
صحيح ان الهدف معلولا بكل ما عنونته، الا انها إضافة إلى الوجد السوري الذي لم يعد يحتار بين انتصارات سواء جاءت من الشمال أو من الجنوب أو من الوسط .. ربما هي ايضا راحة البال التي مكنت شعب سوريا على الجزم بأنه الأقوى والرقم الصعب، وان جيشه سلامة ارضه وعرضه ويومه وغده.
يذهب الرئيس إلى معلولا حين امتدت إلى الوطن من جديد، تراها ترمقه بنظرات الحب وهو يأتيها علنا يتنقل بين ارجاء وطنه سيدا حرا مستقلا .. وتراها تصعد إلى قلبه بل إلى حشاشة القلب كي تغرف من حنينه إلى وطنه السعيد ما يحب ان تكونه بلاده.
تلك سوريا التي اتعبتنا دمعا ولم تبك، ظلت هي كما تكون دوما عزا معمرا. يتحرك رئيسها في ارجائها كأنما يقبض الريح .. يتعلم السوريون من القائد المسؤول عنهم وعن امة تنتظر آخر لمسات انتصاره، ان المجيء إلى معلولا هو فصح بحد ذاته، هدية شاء صاحب الهدية ان يقلدها للمدينة التي تتحدث بالتاريخ، باللغة التي قالها المسيح واستعملها اثناء ثورته على اليهود، فاعتبر اول فدائي في بلاد الشام.
تفاجأت معلولا بالرئيس يهبط من سيارته، يوزع بسمة النصر على من حواليه ويرسلها من مكانها إلى كل الوطن وإلى الأمة التي يداعبها خياله كيفما تحركت. انه الآن اكبر من رئيس بل زعيم وقائد، لن ينجح الاميركي أو الصهيوني والغربي في تلويث سمعته .. فهو لم يقتل لكنه يجابه الإرهاب، وهو لم يهدر حقوق الانسان طالما انه يحافظ على وطنه المقدس، وهو لم يحتل بلادا اخرى، بقدر ما يوقف زحف التتار الجدد على بلاده .. وهو لم يتحدث كذبا عن الديمقراطية كما يفعل كبار الدول الذين يفعلون عكسها .. كلهم يكذبون على شعوبهم والعالم في احاديثهم الودية عن مستقبل الحرية، ما ان اسمع منهم هكذا حديث حتى اقول انهم يكذبون.
في عيد عذابات سيد العذاب المسيح أوصل الرئيس الأسد الرسالة إلى اصحابها .. شد على ايديهم كمن يقول لهم نحن سويا في رحلة الوطن إلى ساعة الصفر التي باتت قريبة .. ألم يقل لهم ان ثمة انعطافا في الأزمة وان تاريخا مغايرا ستستولده بعد عام. كان قد فصل لهم ان للمحنة تاريخا محددا، واذا ما كان جزءا من تاريخ وطن، فلسوف يمر كحالة، ولن يستوطن طويلا ..
في عيد الفصح وضعت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى معلولا سوريا على باب السؤال، فحيث ما سيكون الجيش منتصرا سيكون الرئيس، وسيكون الشعب إلى جانبه، ذلك الثالوث الذهبي ماذا يفعل الكفر في وجه ايمانه ببلاده.
انتصرت معلولا مرة ثانية حين استقبلت الرئيس بقلبها الدامع على ما فاتها من مصاعب .. لكنها في شهر آلام سيدها المسيح صارت جزءا منه، وها هي الزيارة تغسله وتعيد كتابة الزمن "المعلولي" من جديد.