اليوم البرلمان ينعقد لانتخاب الرئيس وسط مخاوف من (الفراغ)
بيروت ـ من احمد اسعد واولكالات:
أطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي امس الثلاثاء، النار باتجاه مواطنة لبنانية كانت تقوم بقطف الصعتر داخل أرضها ، جنوب لبنان . وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية أن الجنود الإسرائيليين "أطلقوا النار من داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عند الحدود مع بلدة يارون الحدودية باتجاه المواطنة اللبنانية فاطمة علي صالح التي كانت تقوم بقطف الصعتر في أرضها". ولم تتحدث الوكالة عن إصابة المواطنة اللبنانية. يأتي الحادث بعد أعلان الجيش اللبناني يوم الخميس الماضي عن قيامدورية اسرائيلية بخطف ثلاثة لبنانيين من بلدة شبعا الجنوبية. ويجتمع اليوم الاربعاء المجلس النيابي اللبناني في اولى جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولكن الواقع هي جلسة جس نبض واستكشاف لتوجهات الكتل البرلمانية لا اكثر ولا اقل، خصوصاً ان كلمة السر الخارجية لم تصل بعد، وكل الكلام عن رئيس صنع في لبنان " مسخرة" في ظل الانقسام السياسي الحاصل والتطورات التي تشهدها المنطقة. جلسة يتوقع ان لا تثمر عن رئيس جديد حسب التوقعات لعدم وجود توافق بين الاطراف السياسية المتناحرة، والتي ستحدد موقفها في ربع الساعة الاخير وفق ما ستؤول اليه حركة الاتصالات المكثفة الجارية بعيداً عن الاضواء. وتؤكد المصادر السياسية ان الاجواء غير مهيئة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما ان التمديد او التجديد للرئيس ميشال سليمان غير مطروح وغير وارد، وان لبنان ذاهبة الى الفراغ الرئاسي، وان الحكومة التي ولدت بعد مخاض عسير هي من سيتولى مهام الرئاسة ريثما تتوفر الظروف المناسبة لانجاز الاستحقاق. وفيما ينتظر ان يعلن تكتل التغيير والاصلاح وجبهة النضال الوطني موقفهما، سجل حركة لافتة تجاه عين التينة، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير وائل ابو فاعور موفداً من النائب وليد جنبلاط، والنواب ميشال المر، طلال ارسلان وعماد الحوت. في السياق رأى نائب رئيس مجلس النواب الاسبق ايلي الفرزلي ان جلسة مجلس النواب اليوم لن تنتج رئيساً للبنان، دون ان يعني ذلك حتمية الذهاب الى الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، الفرزلي أعرب عن اعتقاده ان الفترة حتى الخامس عشر من مايو كافية لانتخاب رئيس جديد للبنان، خصوصاً في ظل الاتصالات الاقليمية الجدية، وتطورها في هذا الخصوص، داعياً لانتخاب رئيسٍ فعلي يصنع الوفاق الوطني الحقيقي، ويؤمن امكانية وضع لبنان على سكة الحل السياسي ويؤمن الحوار بين اللبنانيين، بدوره نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم أعرب عن اعتقاده انه لا توجد عقبات حقيقية في وجه انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً ان اي تأخير او اضاعة للوقت لن يغير من المعادلة في شخصية الرئيس وكيفية انتخابه، مواقف الشيخ قاسم جاء خلال حفل تأبين في البقاع. الوزير السابق البير منصور رأى ان المرشح الذي يصل الى سدة الرئاسة ، هو من يتم التوافق عليه، مشيراً الى ان انتخابات رئاسة الجمهورية لا تحصل من خلال الفرض من قبل فريق على آخر، ولفت الوزير منصور الى وجود صراع إقليمي كبير، وان الساحة اللبنانية تتأثر بشكل اساسي في هذا الصراع، وتوقع تأجيل صراع الانتخابات الرئاسية في لبنان حتى استقرار الامور في مصر، المحامي رشاد سلامة رأى ان جلسة انتخاب الرئيس اليوم لها طابع مسرحي، وهناك سيناريوهات متعددة، منها عدم تأمين نصاب الثلثين المطلوب في جلسة الانتخاب، ولفت الى ان اكثرية كاسحة من اللبنانيين لا نشعر أننا ذاهبون الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ورأى ان العملية تتطلب اجراءات لانضاج المناخ الملائم لانتخاب رئيس جديد اضاف: لبنان اليوم لديه فرصة حقيقية لأن يكون هذا الاستحقاق الدستوري بيد اللبنانيين بمقدار كبير خلافاً للحالات السابقة وهو اليوم بالذات بيد النواب اللبنانيين انفسهم الذين يقررون ان لا يسمعوا لأحد من الذين يعملون مداخلات خارجية. مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أكد ضرورة عدم تفويت فرصة انتخاب رئيس للجمهورية والذهاب بلبنان الى الفراغ، الريس رأى ان انجاز التسوية الرئاسية صعبة في الوقت الحالي، مشيراً الى ان السباق لا يزال في بدايته اضاف: ان انجاز تسوية رئاسية قد يكون اصعب بعض الشيء من انجاز تسوية حكومية، ونحن من الاساس كنا نقول بأن الرئيس الذي يحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق السياسي يكون هو الافضل لانتخابه كي لا نذهب باتجاه خيارات قد يشكل اتخاذها استفزاز لشرائح شعبية معينة من هذا الفريق او ذاك. وزير العمل سجعان قزي أكد تمسك حزب الكتائب بوحدة الرابع عشر من آذار، لافتاً الى أننا سننتخب المرشح الذي نقرره بالتنسيق مع حلفائنا في الرابع عشر من آذار، ولفت الى ان رؤساء التحدي لا ينجحون انما الريس التوافقي، وهو ما نعول عليه لان الوفاق ضروري في لبنان، معتبراً ان الرئيس الوفاقي لا يعني الرئيس الضعيف انما القوي. رئيس مجلس الوزراء تمام سلام امل ان تنتج جلسة مجلس النواب اليوم رئيساً جديداً للبنان، معتبراً انه ليس هناك ما يمنع من اتفاق على اسم الرئيس اذا وجدت النية والارادة لدى القوى السياسية، مثلما حصل عندما تم الاتفاق على تشكيل الحكومة، مشيراً الى ان الوضع الحالي اشبه بما كان عليه الوضع في العام سبعين عندما انتخب الرئيس سليمان فرنجيه بفارق صوت واحد، وقال انه حتى الان لم يظهر ان هناك تدخلاً خارجياً مباشراً في انتخابات الرئاسة، بل هناك بلا شك تأثير خارجي. الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة رأى في ترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع مشروعاً خطيراً قد لا يكون الاكثر احتمالاً الان، ولكن مع تطورات معينة يصبح هذا الخطر قائماً، وقال حدادة ان جعجع اليوم ليس مشروعاً خاصاً بل يرتبط بداعمين ومؤيدين، وهو يمثل امتداداً للمشروع الاسرائيلي بكل تقاطعات هذه المشاريع، ولفت الى ان سعد الحريري هو اول من بدأ بتلميع صورة جعجع منذ عامٍ تقريباً عبر اعلان ترشيحه من السعودية.
على صعيد اخر كشف جيش الاحتلال الاسرائيلي ان سلاح البحرية يكثف تدريباته مع القوات البرية نجاح هدف الجيش في اجتياح لبنان اذا وقعت حرب مفاجئة وفق مسؤول عسكري اسرائيلي.
أمنياً: بعد تأخير دام ساعة ونص الساعة عن الموعد الذي تم تحديده، انطلقت قافلة المساعدات الى بلدة الطفيل الحدودية قبل ظهر امس من ساحة بلدة بريتال بحضور واشراف رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، الذي أكد عدم وجود اي عقبات تعتري هذه الخطوة، مشيراً الى ان كافة الافرقاء متضامنون على ايصال المساعدات الى الطفيل، لافتاً الى ان الجرحى اللبنانيين في البلدة سيتم نقلهم الى لبنان، وان الاجهزة الامنية تتابع مع الجرحى غير اللبنانيين، يذكر ان مشكلة الطفيل انها قرية لبنانية ونحن مهتمون بأي مواطن لبناني اينما وجد. وعلمت "الوطن" ان القافلة الامنية الى بلدة الطفيل تضم قوة من الجيش اللبناني والامن الداخلي والامن العام والصليب الاحمر اللبناني، القافلة سلكت طريقاً ترابياً وعراً الى البلدة، وعند وصول القافلة الى المدخل الغربي من البلدة سيتم تسليم المساعدات التي تشمل مواد غذائية وستة الآف ليتر من المازوت ستوزع على الاهالي الذين يودون البقاء داخل بلدتهم، الطفيل تبعد عن مدينة بعلبك حوالي 25 كيلو مترا، يبلغ عدد المسجلين فيها حوالي ال 4000 نسمة، الا انه لا يمكن التكهن بعدد السكان الموجودين في البلدة وطريقها ترابي من لبنان ويصل الاهالي اليها عبر معبر المصنع الحدودي، هذه البلدة قد حوصرت ويتواجد فيها المسلحون بعد اندحارهم في منطقة القلمون، ولهذا السبب دخلت الدولة لانهم سكان لبنانيون وهذه المنطقة تقع داخل الاراضي اللبنانية.