بدعم من مبادرة "القراءة نور وبصيرة" صدر مؤخراً عن دار سؤال اللبنانية كتاب "يوم طار شل السمر كله ، تحية حب عمانية لأحمد راشد ثاني" الذي أعده وحرره الكاتبان عبدالله حبيب وسعيد سلطان الهاشمي .. وتضمن الكتاب عشر شهادات عن الشاعر والكاتب الاماراتي الذي رحل عن دنيانا في فبراير من عام 2012 . وكانت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء قد نظمت أمسية تأبينية في أربعينية الكاتب الراحل في أبريل من عام 2012 شارك فيها أربعة شعراء عمانيين هم : سماء عيسى الذي قدم شهادة بعنوان "موجة أحمد راشد ثاني الأخيرة" ، وعبدالله حبيب الذي كانت شهادته بعنوان :"أنت ماء مجفف، محاولة نخلة أو موجة على قبر أحمد راشد ثاني " ، في حين قدمت الشاعرة فاطمة الشيدية شهادة بعنوان "لقاء افتراضي مع أحمد راشد ثاني" ، وقدم الشاعر خميس قلم شهادة بعنوان "عن أحمد راشد ثاني ،مشاهد من الذاكرة" بالاضافة الى مشاركة الشاعر الامارتي خالد البدور بكلمة مسجلة بالفيديو حملت عنوان "المريض بالكتابة والقلب" ، وقد ضُمِّنتْ هذه الشهادات الخمس في الكتاب ، وأضيف اليها خمس شهادات أخرى لكل من : الشاعر زاهر الغافري بعنوان "كما لو كنت نائما وأنت تحلم بالرمل والحصاة وعشبة البحر" ، والشاعر محمد الحارثي بعنوان "أمام معلقات أحمد راشد ثاني" ، وهي الشهادة التي سبق له نشرها في كتابه "ورشة الماضي" ، والشاعر صالح العامري بعنوان "الصارخ في بئر المعنى، عن أحمد راشد ثاني في أسبوعه الأرضي الأول" ، والكاتب سعيد سلطان الهاشمي بعنوان "أحمد راشد ثاني : مجازي الغياب، خنيزي الحضور"، والشاعر عبد يغوث بعنوان "وداع الأم والابن والروح المرحة" .
وقد صُدِّر الكتاب الذي استُلّ عنوانه من بيت للشاعر الاماراتي الراحل راشد الخضر بمقدمة لمحرِّرَيْه جاء فيها : "نقول له هذا لأننا ندرك أنه يستعيد طفولته وحيداً هناك، تحديداً وبالضبط حين هَجَرَ أمّه، وأمّه تركته، وهو لم يندم على الغُبن، ولا أمّه استغفرت عن الليل. نقول له هذا لأن النشيد يأتي متأخراً دوماً، ولأن الحناجر لا تكف عن الرعاف إنْ في الأغاني، أو في سكْرات الحانات، أو في سَكَرات الاحتضار، أو في أشعار راشد الخضر، أو في الحكايات الشعبية القديمة، أو في قيام البرتغاليين بقطم أنوف أسلافه. نقول له هذا لأننا نستطيع أن نحسده ولا نتمكن من أن نحسده على ديدانٍ صارت الآن تغذيه بالحليب، والماء المالح، والذكريات، والأمنيات، وكبريت الأرصفة التي تسكعنا عليها في يوم ما. نقول له هذا لأننا لا نعرف الفرق بين الحب والفقد، ولا نُمَيِّزُ بين الشمس واللحد، ولا بين القَدَرِ والمصير، وقد ضاعت حيواتنا بين الغضب والاعتذار. نقول له هذا لأننا أيتام، وقد اعتذرنا عن أَمِّ مآدب اللئام، فذهبنا إلى الأدب (أو قِلَّته في أحسن الأحوال)، ولسنا بحاجة إلى أي ترحيب أو مجاملات في أي مكان على الإطلاق. نقول له هذا لأنه لم يكن يشبهنا كثيراً، مع انه كان ينام في حجرات أمهاتنا، ويتدثر بما كان لديهن ولدينا من خوف وعطف؛ فآثر الأوراق، والماء، وانسحب حتى من خبز الرخال والسَّمن. نقول له هذا لأنه كان مستعصياً حتى على قلبه، وكم كانت قلوبنا تخاف على قلبه، فقد كانت مكائده على فؤاده أكبر من قدرتنا على النبض والحنان. نقول له هذا لأنه أحمد راشد ثاني، وليس في أرواحنا من ثانٍ بعده". يشار إلى أن أحمد راشد ثاني وُلد عام 1963 في حي المديفي في خورفكان بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودرس فيها، ثم انتقل إلى جامعة الإمارات، وهناك شارك في معظم الأنشطة الأدبية والثقافية والطلابيّة الجامعية، بما في ذلك دوره الرائد في الإتحاد الوطني لطلبة الإمارات، كتب المسرح في بداية مسيرته الأدبية ، ثم كتب الشعر النبطي، كما في مثال مجموعته النبطيّة "سبع رسائل من أحمد راشد ثاني إلى أمه التي لا تعرفه"، والتي هو نفسه قام بدور البطولة فيها وتم عرضها في مدينتي العين والشارقة، ثم انطلق في سماء الكتابة الأدبية، غزير الإنتاج سيال القلم .وأسس هو ومجموعة من أصدقائه أول مكتبة في خورفكان ثم كلباء، ثم انتقل للعمل في مكتبة الشارقة المركزية، ثم في المجمع الثقافي في أبوظبي ثم دار الكتب الوطنية. • ترك نحو 20 كتاباً مطبوعاً ما بين نصوص شعرية وبحوث ودراسات، من أهمها: “سبع قصائد من أحمد راشد ثاني إلى أمه التي لا تعرفه”، 1981 . و“دم الشمعة”، شعر 1991 . و“يالماكل خنيزي ويا الخارف ذهب”، شعر نبطي 1996 . و“قفص مدغشقر”، نص مسرحي 1996 . و “ابن ظاهر”، بحث توثيقي 1999 . و“حافة الغرف”، شعر 1999 .و“العب وقول الستر”، نص مسرحي 2002 . و“جلوس الصباح على البحر”، شعر 2003 . و“إلا جمل حمدان في الظل بارك”، إعداد 2005 . و“يأتي الليل ويأخذني”، شعر، 2007 . و“رحلة إلى الصير”، بحث، 2007 . و“أرض الفجر الحائرة”، مقالات، 2009 . و“على الباب موجة”، نصوص، 2009 . و"جزائر حبيبتي"، أدب رحلات، 2012، (صدر بعد وفاته). و"لذة المرض"، يوميات، 2013 (صدر بعد وفاته).