فلسطين المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري المنطقة في ختام أربعة أيام من المحادثات المكثفة دون أن ينجح في تحقيق أي اختراق على صعيد عملية السلام، فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الوفد الوزاري العربي الذي شكلته قمة الدوحة بشأن متابعة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية برعاية الولايات المتحدة سيلتقي كيري يوم الأحد المقبل في باريس بناء على طلب كيري.
وخلال زيارته طرح الوزير الأميركي مشروع "اتفاق إطار" يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية لقضايا الحدود والأمن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وقبل مغادرته المنطقة التقى كيري مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) توني بلير والزعيم الجديد للمعارضة الإسرائيلية اسحق هيتزوج.
ولكن غياب كيري عن المنطقة لن يطول. فمن المقرر أن يعود إلى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل لمواصلة جهوده التفاوضية، كما أكدت الصحافة الإسرائيلية.
وكيري الذي نجح في إعادة إطلاق المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في يوليو 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، أقر بأنه يستحيل في الوقت الراهن التكهن بمتى "يمكن لقطع الأحجية الأخيرة أن توضع في مكانها لتكتمل الصورة أو أن تسقط أرضا وتبقى الصورة غير مكتملة".
وأكد الوزير الأميركي حصول "تقدم" خلال اجتماعاته الماراثونية مع كل من نتنياهو (13 ساعة بالمجموع) والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولكن هوة الخلاف لا تزال كبيرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني فنتنياهو يأخذ على القيادة الفلسطينية "رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية"، متهما إياها ايضا بأنها بالتالي "تنكر علينا (اليهود) حقنا في الوجود هنا".
وكشف القيادي الفلسطيني ياسر عبد ربه عن حصول "مفاوضات جدية حول طريقة التقدم" في المفاوضات ولكنه حذر من أنه لا يجب توقع "رؤية شيء مكتوب قريبا" بسبب عدم حصول "تقدم حقيقي" في ما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية.
إلى ذلك أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الوفد الوزاري العربي الذي شكلته قمة الدوحة بشأن متابعة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية الولايات المتحدة الأميركية سيلتقي وزير الخارجية الأميركي يوم الأحد المقبل في باريس بناء على طلب كيري، وذلك لإطلاع الوفد الوزاري العربي على اتفاق الإطار المقترح من الجانب الأميركي لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال العربي، في تصريح للصحفيين امس، إنه تلقى اتصالا هاتفيًّا من وزير الخارجية الأميركي تم خلاله التطرق إلى الاجتماع القادم في باريس فيما يتعلق بنتائج المباحثات التي أجراها كيري مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية في وقت لاحق مع مارتن انديك المبعوث الأميركي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف العربي أنه التقى مع أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم والذي سلمه رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن" والتي تتضمن الثوابت الفلسطينية بشأن التسوية المرتقبة.
وتابع "يسعى الجانب الفلسطيني لإنهاء النزاع وهذا يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في فترة زمنية محددة وهذا الموقف الذي نتحدث فيه"، مشيرا إلى أنه تم بحث هذا الموضوع خلال لقائه مع أمين عام الرئاسة الفلسطينية.
وقال الطيب عبد الرحيم في تصريحات صحفية عقب اللقاء مع العربي إن رسالة عباس تتضمن مجمل التطورات واللقاءات التي تمت مع كيري.
وأوضح أن الجانب الفلسطيني كان يعول آمالا كبيرة على مساعي كيري الحثيثة، إلا أنه قال :"يبدو أن هناك ضغوطا من نتنياهو وتعنتا من الحكومة الإسرائيلية".
وحول ما إذا كان سيتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، قال :"لقد أطلعنا الأمين العام على الصورة وهو سيطلع الوزراء العرب وسيتم تحديد موعد للجنة المتابعة العربية أو المجلس الوزاري في ضوء المشاورات واللقاءات التي ستتم في الأيام المقبلة فيما يتعلق بالاتفاق الإطاري".
على صعيد آخر أعلن إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة بقطاع غزة والتي تديرها حركة حماس السماح بعودة أعضاء حركة فتح الذين غادروا القطاع عقب سيطرة حماس عليه منتصف 2007 وكذلك الإفراج عن فتحاويين تعتقلهم حماس لتهيئة أجواء المصالحة بين الطرفين.
وقال هنية عقب زيارته وزارة الداخلية التابعة لحماس إنه تقرر "السماح لكل أبناء قطاع غزة من حركة فتح الذين خرجوا من القطاع إثر الأحداث الداخلية (سيطرة حماس على القطاع) بالعودة بلا مقابل، باستثناء من لهم ملفات بالقضاء".
وأضاف أنه تقرر أيضا "الإفراج عن بعض المعتقلين من الذين لهم إشكالات أمنية وسياسية من أبناء حركة فتح، لخلق المناخ الملائم لتهيئة أجواء المصالحة، ولذلك وزارة الداخلية ستقوم بالإفراج عن عدد من حركة فتح".
وأوضح أنه سيتم كذلك "السماح لنواب حركة فتح في المجلس التشريعي الذين خرجوا من القطاع بزيارة قطاع غزة".
وفي السياق قال المتحدث باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة إن اتهام القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار لحركة فتح بتزوير انتخابات لم تحصل بعد هو "دليل على عدم ثقة بالنفس".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عنه القول :"التزوير ليس من أخلاقيات حركتنا ولا مبادئها، والدليل فوز حماس بانتخابات التشريعي عام 2006 ، فالحركة أثبتت مصداقيتها في جميع الانتخابات السابقة بما فيها الانتخابات البلدية بمراحلها الأربع، وانتخابات المجلس التشريعي والرئاسة".
وقال أبو عيطة :"نحن في فتح دفعنا أثمانا باهظة من أجل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والمصالحة، وواجهنا ضغوطا أميركية وإسرائيلية، فوحدتنا الوطنية ليست خيارا وإنما استراتيجية لا تتأثر بالظروف السياسية، وقطاع غزة جزء أصيل من دولة فلسطين".