يقصده محبو الترحال والتخييم والتنزه

قريات ـ العمانية: حبا الله عُمان بالعديد من المقومات السياحية والمتنزهات التي تكون أغلبها بقدرة إلهية، وبادرت الجهات المختصة في الدولة إلى تطوير وتنمية هذه المتنزهات والعديد من المرافق الخدمية التي يحتاج إليها مرتادوها من داخل السلطنة أو خارجها.
ويعد متنزه "هوية نجم" الساحلي بولاية قريات بمحافظة مسقط أحد أهم المنتزهات الساحلية في السلطنة التي تشكل مصدر جذب سياحيا، ويمكن الوصول إليه من مدينة مسقط عبر طريق العامرات ـ قريات ـ صور وهي طريق مزدوجة تربط ولاية العامرات بولاية قريات وتقدر المسافة من ولاية العامرات إلى موقع متنزه "هوية نجم" بنحو(140) كيلومترا تقريبا.
وعند وصول الزائر إلى المتنزه يمكن أن يلاحظ مدى الحركة السياحية النشطة التي يشهدها إذ تمتلئ غالبا مواقف السيارات فيه بسيارات السياح، فهناك سياح يأتون من مختلف محافظات وولايات السلطنة بصحبة أسرهم وهناك سياح من محبي الترحال والتخييم والتنزه من الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في السلطنة يقصدون المتنزه لقضاء يوم أو يومين في أروقته بعد أن حملوا معهم ما يلزم من الأطعمة و الشراب.
وتوجد عند مدخل المتنزه لوحة تحمل تعليمات وإرشادات عامة للزوار وضعتها المديرية العامة لبلدية مسقط بولاية قريات التي تشرف على المتنزه كما يقف عند المدخل الحارس الذي عينته البلدية للعمل بالمتنزه، وكلفته بإرشاد الزوار إلى مرافق المتنزه، وشرح كيفية التجول فيه، والمحافظة على نظافة مرافقه.
ويشعر الزائر أثناء تجوله داخل المتنزه الذي يستغرق نحو أكثر من نصف ساعة سيرا على الأقدام بالارتياح الذي يثلج الصدر وبشيء من الهدوء والسكينة لأن موقع المتنزه بعيد عن الأحياء المكتظة بالسكان ويجعل الإنسان يتأمل في قدرة الله عز وجل وعظمته في خلق الكون.
ويمكن للزائر أن يجلس على حصير بفناء المتنزه إذا كان الجو غائما، أما إذا كان الجو مشمسا فيمكن أن يجلس داخل المظلات التي وضعتها البلدية وسط المتنزه على هيئة خيام كبيرة مفتوحة من أربع جهات وبجوارها مقاعد للاستراحة.
وتوجد في المتنزه بعض المرافق من مسطحات خضراء وممرات مبلطة واستراحات مظللة ومقاعد للجلوس وألعاب للأطفال، ومياه للشرب، ودورات مياه عامة للرجال والنساء، ويطل المتنزه على بحر عمان، ويمتاز بتنوع جغرافية المكان الصخرية والرمال الناعمة، إضافة إلى اعتدال الطقس ودرجات الحرارة فيه.
ومما يزيد المتنزه جمالا الشاطئ البحري الذي يحيط به من جهة الشرق، ويطلق عليه سكان القرى الساحلية "شاطئ عمانية"، وتحيط به من جهة الغرب منطقة صحراوية وجبال شامخة تقع خلفها منطقة وادي العربيين الزراعية التابعة لولاية قريات، ومن الجهة الشمالية منطقة "ضباب" التي يتبعها موقع المتنزه من الناحية الإدارية فيما تحيط به من الجهة الجنوبية الشرقية محمية رأس الشجر التابعة لمكتب حفظ البيئة في ديوان البلاط السلطاني وهي محمية تكثر فيها الغزلان والوعال وغيرها من الحيوانات والطيور المختلفة كما توجد بنفس الجهة قرى "قطار وبمه وفنس" وهي قرى تجمع طبيعتها بين الساحل والبادية ويطلق عليها في ولاية قريات التي تتبعها اسم "القرى الشرقية".
وتتوسط المتنزه حفرة واسعة وعميقة على هيئة بئر ماء لكنها أكبر وأوسع كثيرا، وهي التي تحمل اسم المتنزه (هوية نجم) حيث يزيد عمقها على عشرة أمتار، وفي قاعها مياه مالحة جدا مصدرها البحر الذي لا يبعد عنها سوى ثلاثة كيلومترات تقريبا، ويقوم بعض زوار المتنزه بالاستحمام فيها بعد أن ينزلوا للقاع عبر درج أنشأتها البلدية بالمواد الثابتة (الإسمنت).
ويقول الشيخ علي بن حميد الغزيلي مسؤول قرية "ضباب" التي يتبع لها المتنزه إن موقع المتنزه (هوية نجم) موجود منذ أن ولد ونشأ في القرية وكان عبارة عن حفرة عميقة بها مياه مالحة في وسط الصحراء، ويقال إن الموقع قد اكتشف منذ آلاف السنين، وكان يسمى في السابق "الفقعاء" ثم غير إلى اسم "هوية نجم".
ويضيف الغزيلي أنه تروى حكايات وروايات مختلفة عن تكوين الموقع ومنها أن نيزكا في الزمن القديم سقط واصطدم بالأرض في موقع المتنزه محدثا هذا المكان الجميل الذي أصبح اليوم وجهة للسيّاح من داخل السلطنة وخارجها، ويعرف النيزك محليا بـ"النجم" لذا سمي الموقع بـ"هوية نجم" فيما تقول حكاية أخرى أن الحفرة التي في الموقع تكونت بسبب انهيارات أرضية، وقامت بلدية مسقط بتحويل الموقع إلى متنزه سياحي وزودته ببعض الخدمات التي يحتاج إليها السيّاح.
ويبيّن الغزيلي أن أحد المستثمرين يقوم حاليا بإنشاء محطة بترول ومحلات تجارية واستراحات، ودورات مياه، ومصلى للرجال والنساء بالقرب من المتنزه، وهو على وشك الانتهاء من العمل فيها، كما أن أحد المواطنين من رجال الأعمال تقدّم بطلب للتبرع ببناء مسجد بالقرب من المتنزه، وهو يواصل استكمال إجراءات التصريح لإنشاء المسجد لدى الجهات الحكومية المختصة.