ضنك ـ من ناعمة الفارسية
مشروع تطوير النظم المزرعية القائم تنفيذه حالياً بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة من المشاريع الرائدة التي تنفذها وزارة الزراعة والثروة السمكية والتي قطعت فيه شوطاً كبيراً منذ بدء تنفيذه وإلى الآن يحظى بمتابعة واهتمام وزيارة المعنيين والفنيين لمعاينة مراحل الانجاز في المشروع الذي يهدف بالمقام الأول لتوفير وترشيد استهلاك المياه بهدف تحسين إدارة مياه الري ورفع كفاءتها المستخدمة حالياً في نظام الري وإدخال شبكة أنظمة الري الحديثة لتقليل الفاقد من السواقي إضافة إلى تنمية وتطوير المعاملات الزراعية من حيث إعادة تحسين التركيبة المحصولية، وسوف يساعد هذا النظام على تقليل ساعات تشغيل المضخات وتقليل استهلاك مياه الري وتقليل استهلاك الكهرباء وتقليل الأيدي العاملة وتقليل الصيانة.
ويهدف المشروع إلى حماية تأثر المزروعات نتيجة شح المياه في بعض القرى وهو نموذج من عدة مشاريع قامت الوزارة بتنفيذها في معظم محافظات السلطنة.
وحول المراحل التي وصل إليها المشروع قال المهندس سيف بن مبارك بن محمد الرجيبي القائم بالإشراف على مشروع تطوير النظم المزرعية بضنك : لقد تم الإنتهاء من بناء خزانين وهناك خزان آخر في المرحلة الأخيرة وخزانان في مرحلة الغطاء (الدمة) أي أن نسبة الإنشاء في المشروع تصل إلى 70%، وبالنسبة لخطوط التغذية للخزانات تم الإنتهاء منها وأيضا الخطوط الرئيسية القادمة من الخزانات كذلك تم الإنتهاء منها.
أما الجزء المتبقي فهو المحابس والمغذيات (الرشاشات والنوافير) وتركيب المضخات التي تعمل بها الشبكة وجميع الأجهزة التابعة لوحدة الضخ والتحكم.
فكرة المشروع
وقال سيف الرجيبي: الفكرة القائمة على المشروع توفير مياه الري وإعطاء المحاصيل الإحتياج الفعلي للمياه دون إهدار أو فائض مفقود بحيث يتم توصيل المياه من المصدر إلى النبات دون فاقد سواء كان ذلك الفاقد نتيجة سوء إدارة وتشغيل أو تبخر أو حشائش او قنوات مفتوحة وذلك بتجميع المياه من الآبار أو الأفلاج في الخزانات ثم ضخها عبر الأنابيب للمحاصيل الزراعية .
أما مكونات المشروع فيتكون من عدد (5) خزانات تحت الأرض وكل خزان بسعة 150 مترا مكعبا بحيث يغطي كل خزان (20) فدانا تقريبا مع مضخات ووحدة تحكم وخطوط رئيسية وأخرى فرعية تصل بالنوافير والرش، وكما هو معلوم أن النوافير لري النخيل بحيث يكون نافورتان لكل نخلة ونافورة واحدة للحمضيات والليمون والجوافة والتين وباقي أشجار الفواكه أما نظام الري بالرش فيكون لمحاصيل البرسيم والأعلاف والقمح والشعير وغيره مما تجود به الزراعة تحت نظام الرش .. كما سيضاف للمشروع إنشاء مجلس عام للقرية.
وأشار إلى أن المشروع يمر بمراحل عديدة بدءا بموافقة الأهالي لإدخال أنظمة الري بالقرية وتبني الفكرة ثم مرحلة المسح والتصميم إلى مرحلة إسناد العمل لشركة متخصصة في هذا المجال وصولاً لمرحلة بدء العمل الفعلي الذي أخذ هو الآخر لمراحل التخطيط والحفر وتركيب الخطوط الرئيسية والفرعية واختبار الخطوط وتركيب المغذيات والنوافير والرشاشات وبناء الخزانات وتركيب المضخات ووحدة التحكم واختبار الشبكة وأخيراً تدريب المزارعين على إدارة وتشغيل وصيانة الشبكة ويبقى تسليم المشروع للأهالي.
نتائج مبدئية
وأكد سيف الرجيبي ان النظام الجديد للري لم يتم تشغيله ولكن أهم النتائج التي لمسناها تعاون المزارعين ومشاركتهم لنا في اتخاذ القرارات المناسبة والسماح للفنين والشركة المنفذة بالتنفيذ على حسب المخططات والتصاميم المعتمدة من الوزارة وإقناعهم بإزالة النخيل الميتة وغير المنتجة واستبدالها بفسائل ذات إنتاجية عالية وأصناف جيدة منتقاة من البحوث الزراعية وأغلبها من الزراعات النسيجية والإلتزام بالمسافات البينية بين الفسائل، أيضاً متابعتهم للمشروع من البداية وبجميع خطواته التنفيذية وإبداء الملاحظات في كل مرحلة من مراحل التنفيذ .
وحول أسباب اختيار قرية المعذا لتنفيذ المشروع قال سيف الرجيبي: هي موافقة الأهالي للتخلي عن حصصهم المائية ورغبتهم الأكيدة في إدخال أنظمة الري الحديثة ومحدودية المورد المائي بسبب وجود آبار حالياً ورغبتهم بالاستفادة منها بأكبر قدر وبكفاءة عالية من كل قطرة ماء، وكذلك لوجود زراعات قائمة ومنتجة ومساحات قابلة للزراعة وحسب جودة التربة والمياه، مع التعاون الجيد بين المزارعين ودائرة التنمية الزراعية بالولاية من حيث اتباعهم للتوصيات الإرشادية والتنسيق المستمر مع الدائرة بالولاية، والتقليل من الهدر المائي الناتج من الطرق التقليدية في الري.
وبالنسبة للمساحات التي سيغطيها المشروع هي 100 فدان تقريبا منها 70 فدانا لأشجار النخيل والحمضيات والمانجو والتين والجوافة أما 30 فدانا فسيكون بها نظام الري بالرش للبرسيم والقمح والشعير ومختلف أنواع الأعلاف.
وأشار سيف الرجيبي إلى أن الوزارة تلقت طلبات أخرى من المناطق المجاورة وتنوي إدخال مشروع تطوير النظم المزرعية التقليدية في عدد من مناطق المحافظة وهي في طور الدراسة ، كما يوجد العديد من المزارع التي تم بها إدخال أنظمة الري الحديثة مثل الري بالرش والنوافير والتنقيط ، وتمضي الوزارة في تنفيذ مشاريع بقرى أخرى لتعظيم الفائض من كل قطرة ماء بحيث تلبي الاحتياجات الفعلية دون هدر أو إسراف نتيجة سوء الإدارة أو التشغيل .